حديث رقم: 9547

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتْلِ وَحْشِيٍّ مَعَ النَّفْرِ الَّذِي أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ ، وَلَمْ يَكُنِ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَحَدٍ أَحْرَصَ مِنْهُمْ عَلَى وَحْشِيٍّ ، فَهَرَبَ وَحْشِيٌّ إِلَى الطَّائِفِ فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ فِي وَفْدِ الطَّائِفِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . فَقَالَ : وَحْشِيٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اجْلِسْ حَدِّثْنِي كَيْفَ قَتَلْتَ حَمْزَةَ . فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : غَيِّبْ عَنِّي وَجْهَكَ قَالَ وَحْشِيٌّ : فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ تَوَارَيْتُ عَنْهُ ، ثُمَّ خَرَجَ النَّاسُ إِلَى مُسَيْلِمَةَ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ، فَزَرَقْتُهُ بِالْحَرْبَةِ ، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً مِنْ فَوْقِ الدَّيْرِ تَقُولُ : قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ . قَالَ : وَقَالَ غَيْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ : فَكَانَ وَحْشِيُّ يَقُولُ : قَتَلْتُ خَيْرَ النَّاسِ ، وَقَتَلْتُ شَرَّ النَّاسِ . يَعْنِي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَمُسَيْلَمَةَ الْكَذَّابَ

حديث رقم: 9548

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ امْرَأَةً تَقُولُ عَلَى الدَّيْرِ : قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ

حديث رقم: 9549

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَائِذُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَشُكُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ ضَرَبَهُ , وَزَرَقَهُ وَحْشِيٌّ ، فَقَتَلَاهُ جَمِيعًا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : ثُمَّ إِنَّ وَحْشِيًّا بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حِينَ خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ ، فَلَمْ يَزَلْ مَعَهُمْ فِي تِلْكَ الْمَوَاضِعِ وَالْمَشَاهِدِ حَتَّى فُتِحَتْ حِمْصُ فَنَزَلَهَا ، وَدَفَعَ فِي الْخَمْرِ يَشْرَبُهَا ، وَلَبِسَ الْمُعَصْفَرَ الْمَصْقُولَ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضُرِبَ فِي الْخَمْرِ بِالشَّامِ ، وَأَوَّلَ مَنْ لَبِسَ الْمُعَصْفَرَاتِ بِالشَّامِ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ اخْتِلَافٌ ، وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ بِالشَّامِ ، وَقَدْ رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ أَحَادِيثَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ

حديث رقم: 9550

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ قَالَ : غَزَوْنَا الشَّامَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَرَرْنَا بِحِمْصَ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقُلْنَا : وَحْشِيٌّ , فَقَالُوا : لَا تَقْدِرُونَ عَلَيْهِ ، هُوَ الْآنَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى يُصْبِحَ ، فَبِتْنَا مِنْ أَجْلِهِ وَإِنَّا لَثَمَانُونَ رَجُلًا ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ جِئْنَا إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ طُرِحَتْ لَهُ زِرْبِيَّةٌ قَدْرَ مَجْلِسِهِ ، فَقُلْنَا : أَخْبِرْنَا عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ وَقَتْلِ مُسَيْلِمَةَ , فَكَرِهَ ذَلِكَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ ، فَقُلْنَا : مَا بِتْنَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ إِلَّا مِنْ أَجَلِكَ . قَالَ : إِنِّي كُنْتُ عَبْدًا لِمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ , فَوَرِثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَى أُحُدٍ , دَعَانِي فَقَالَ : قَدْ رَأَيْتَ مَقْتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيٍّ ، قَتَلَهُ حَمْزَةُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَلَمْ تَزَلْ نِسَاؤُنَا فِي حُزْنٍ شَدِيدٍ إِلَى يَوْمِي هَذَا ، فَإِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ فَأَنْتَ حُرٌّ . قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَلِي مَزَارِيقُ ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِهِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَتَقُولُ : إِيهًا أَبَا دَسِمَةَ , اشْفِ وَاشْتَفِ ، فَلَمَّا وَرَدْنَا أُحُدًا نَظَرْتُ إِلَى حَمْزَةَ يَقْدُمُ النَّاسَ يَهُذُّهُمْ هَذًا , فَرَآنِي وَأَنَا قَدْ كَمُنْتُ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَقْبَلَ نَحْوِي ، وَيَعْتَرِضُ لَهُ سِبَاعٌ الْخُزَاعِيُّ , فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ : وَأَنْتَ أَيْضًا يَا ابْنَ مُقَطَّعَةَ الْبُظُورِ مِمَّنْ يُكْثِرُ عَلَيْنَا ، هَلُمَّ إِلَيَّ . قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ , رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَاحْتَمَلَهُ ، حَتَّى رَأَيْتُ بُرْقَانَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ ثُمَّ قَتَلَهُ ، وَأَقْبَلَ نَحْوِي سَرِيعًا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَهُ جُرُفٌ فَيَقَعُ ، وَأَزْرِقُهُ بِمِزْرَاقِي فَيَقَعُ فِي الثَّنَةِ ، وَالثَّنَةُ أَسْفَلُ مِنَ السُّرَّةِ ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ ، وَأَمُرُّ بِهِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَأَخْبَرْتُهَا ، فَأَعْطَتْنِي حُلِيَّهَا وَثِيَابَهَا ، وَكَانَ فِي سَاقَيْهَا خَدْمَتَانِ مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ ، وَمَسْكَتَانِ مِنْ وَرِقٍ ، وَخَوَاتِمَ وَرِقٍ , وَكُنَّ فِي أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا ، فَأَعْطَتْنِي ذَلِكَ كُلَّهُ . وَأَمَّا مُسَيْلِمَةُ فَإِنَّا دَخَلْنَا حَدِيقَةَ الْمَوْتِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ زَرَقْتُهُ بِالْمِزْرَاقِ ، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِالسَّيْفِ ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ ، إِلَّا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً تَصِيحُ فَوْقَ الدَّيْرِ تَقُولُ : قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ : فَقُلْتُ : تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : فَأَكَرَّ بَصَرَهُ عَلَيَّ ، يَقُولُ : حَمَلَهُ عَلَى النَّظَرِ ، فَقَالَ ابْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ : وَلِعَاتِكَةَ بِنْتِ أَبِي الْعِيصِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا لِي بِكَ عَهْدٌ بَعْدَ إِذْ رَفَعَتْكَ أُمُّكَ فِي مَحَفَّتِهَا الَّتِي تُرْضِعُكَ فِيهَا ، وَنَظَرَتْ إِلَى بُرْقَانِ قَدَمَيْكَ حَتَّى كَانَ الْآنَ