قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بِلَالٌ سَابِقُ الْحَبَشَةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : كَانَ بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ مِنَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكَانَ يُعَذَّبُ حِينَ أَسْلَمَ لِيَرْجِعَ عَنْ دِينِهِ ، فَمَا أَعْطَاهُمْ قَطُّ كَلِمَةً مِمَّا يُرِيدُونَ ، وَكَانَ الَّذِي يُعَذِّبُهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : كَانَ بِلَالٌ إِذَا اشْتَدُّوا عَلَيْهِ فِي الْعَذَابِ قَالَ : أَحَدٌ أَحَدٌ ، فَيَقُولُونَ لَهُ : قُلْ كَمَا نَقُولُ ، فَيَقُولُ : إِنَّ لِسَانِيَ لَا يُحْسِنُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ : أَنَّ بِلَالًا أَخَذَهُ أَهْلُهُ فَمَطُّوهُ وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ مِنَ الْبَطْحَاءِ وَجِلْدِ بَقَرَةٍ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ : رَبُّكَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى ، وَيَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ ، قَالَ : فَأَتَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : عَلَامَ تُعَذِّبُونَ هَذَا الْإِنْسَانَ ؟ قَالَ : فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ فَأَعْتَقَهُ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : الشَّرِكَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَقَالَ : قَدْ أَعْتَقْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلَالًا بِخَمْسِ أَوَاقٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ : أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا ، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا ، يَعْنِي بِلَالًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الضَّبِّيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ، أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ }} قَالَ : يَقُولُ أَبُو جَهْلٍ : أَيْنَ بِلَالٌ أَيْنَ فُلَانٌ ، كُنَّا نَعُدُّهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْأَشْرَارِ فَلَا نَرَاهُمْ فِي النَّارِ ، أَمْ هُمْ فِي مَكَانٍ لَا نَرَاهُمْ فِيهِ ، أَمْ هُمْ فِي النَّارِ لَا نَرَى مَكَانَهُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَبِلَالٌ ، وَخَبَّابٌ ، وَصُهَيْبٌ ، وَعَمَّارٌ ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ . قَالَ : فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَمَنَعَهُ عَمُّهُ ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ ، وَأُخِذَ الْآخَرُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ، ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ ، فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا ، فَجَاءَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَوْمَهُ بِأَنْطَاعِ الْأُدْمِ فِيهَا الْمَاءُ فَأَلْقَوْهُمْ فِيهِ ، وَحَمَلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلَّا بِلَالًا ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاء أَبُو جَهْلٍ فَجَعَلَ يَشْتِمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ ، ثُمَّ طَعَنَهَا فَقَتَلَهَا ، فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الْإِسْلَامِ ، إِلَّا بِلَالًا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ حَتَّى مَلُّوهُ ، فَجَعَلُوا فِي عُنُقِهِ حَبْلًا ، ثُمَّ أَمَرُوا صِبْيَانَهُمْ أَنْ يَشْتَدُّوا بِهِ بَيْنَ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ ، فَجَعَلَ بِلَالٌ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ : لَمَّا هَاجَرَ بِلَالٌ إِلَى الْمَدِينَةِ نَزَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ بِلَالٍ وَبَيْنَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَيُقَالُ : إنَّهُ آخَى بَيْنَ بِلَالٍ وَبَيْنَ أَبِي رُوَيْحَةَ الْخَثْعَمِيِّ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَلَيْسَ ذَلِكَ بِثَبْتٍ ، وَلَمْ يَشْهَدْ أَبُو رُوَيْحَةَ بَدْرًا . وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يُثْبِتُ مُؤَاخَاةَ بِلَالٍ وَأَبِي رُوَيْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيِّ ، ثُمَّ أَحَدِ الْفُرْعِ ، وَيَقُولُ : لَمَّا دَوَّنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الدَّوَاوِينَ بِالشَّامِ خَرَجَ بِلَالٌ إِلَى الشَّامِ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاهِدًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إِلَى مَنْ تَجْعَلُ دِيوَانَكَ يَا بِلَالُ ؟ قَالَ : مَعَ أَبِي رُوَيْحَةَ ، لَا أُفَارِقُهُ أَبَدًا ، لِلْأُخُوَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَقَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ وَضَمَّ دِيوَانَ الْحَبَشَةِ إِلَى خَثْعَمٍ لِمَكَانِ بِلَالٍ مِنْهُمْ فَهُوَ فِي خَثْعَمٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ بِالشَّامِ .
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلَالٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ بِلَالٌ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْأَذَانِ فَأَرَادَ أَنْ يُعْلِمَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ أَذَّنَ وَقَفَ عَلَى الْبَابِ وَقَالَ : حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ ، الصَّلَاةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَإِذَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَآهُ بِلَالٌ ابْتَدَأَ فِي الْإِقَامَةِ .
قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلَاثَةُ مُؤَذِّنِينَ بِلَالٌ ، وَأَبُو مَحْذُورَةَ ، وَعَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَإِذَا غَابَ بِلَالٌ أَذَّنَ أَبُو مَحْذُورَةَ ، وَإِذَا غَابَ أَبُو مَحْذُورَةَ أَذَّنَ عَمْرُو بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمَرَ بِلَالًا أَنْ يُؤَذِّنَ يَوْمَ الْفَتْحِ عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ فَأَذَّنَ عَلَى ظَهْرِهَا ، وَالْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ قَاعِدَانِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ : انْظُرْ إِلَى هَذَا الْحَبَشِيِّ ، فَقَالَ الْآخَرُ : إِنْ يَكْرَهْهُ اللَّهُ يُغَيِّرْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ : أَنَّ بِلَالًا كَانَ يُؤَذِّنُ حِينَ يَدْحَضُ الشَّمْسَ وَيُؤَخِّرُ الْإِقَامَةَ قَلِيلًا ، أَوْ قَالَ : وَرُبَّمَا أَخَّرَ الْإِقَامَةَ قَلِيلًا ، وَلَكِنْ لَا يُخْرِجُ فِي الْأَذَانِ عَنِ الْوَقْتِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَارِمٌ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ بِلَالًا صَعِدَ لِيُؤَذِّنَ وَهُوَ يَقُولُ : مَا لِبِلَالٍ ثَكِلَتْهُ أُمُّهُ وَابْتَلَّ مِنْ نَضْحِ دَمٍ جَبِينُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كَانَتِ الْعَنَزَةُ تُحْمَلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْعِيدِ ، يَحْمِلُهَا بِلَالٌ الْمُؤَذِّنُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَكَانَ يَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْمُصَلَّى يَوْمَئِذٍ فَضَاءٌ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ الْقَرَظِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَانَ بِلَالٌ يَحْمِلُ الْعَنَزَةَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْعِيدِ وَالِاسْتِسْقَاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ الْمَدَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ ، وَعَمَّارُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ آبَائِهِمْ ، عَنْ أَجْدَادِهِ ، أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ : أَنَّ النَّجَاشِيَّ الْحَبَشِيَّ بَعَثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلَاثَ عَنَزَاتٍ ، فَأَمْسَكَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَاحِدَةً لِنَفْسِهِ ، وَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاحِدَةً ، وَأَعْطَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَاحِدَةً ، فَكَانَ بِلَالٌ يَمْشِي بِتِلْكَ الْعَنَزَةِ الَّتِي أَمْسَكَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي الْعِيدَيْنِ : يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى ، حَتَّى يَأْتِيَ الْمُصَلَّى فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا ، ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَذَلِكَ ، ثُمَّ كَانَ سَعْدُ الْقَرَظِ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي الْعِيدَيْنِ فَيَرْكُزُهَا بَيْنَ أَيْدِيهِمَا ، وَيُصَلِّيَانِ إِلَيْهَا . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ : وَهِيَ هَذِهِ الْعَنَزَةُ الَّتِي يُمْشَى بِهَا الْيَوْمَ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلَاةِ قَالُوا : وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَاءَ بِلَالٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالَ لَهُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : أَفْضَلُ عَمَلِ الْمُؤْمِنِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَمَا تَشَاءُ يَا بِلَالُ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَمُوتَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا بِلَالُ وَحُرْمَتِي وَحَقِّي فَقَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ وَاقْتَرَبَ أَجَلِي ، فَأَقَامَ بِلَالٌ مَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ جَاءَ بِلَالٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عُمَرُ كَمَا رَدَّ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَأَبَى بِلَالٌ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : فَإِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ ؟ فَقَالَ : إِلَى سَعْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ أَذَّنَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَدَعَا عُمَرُ سَعْدًا فَجَعَلَ الْأَذَانَ إِلَيْهِ وَإِلَى عَقِبِهِ مِنْ بَعْدِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَذَّنَ بِلَالٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَمْ يُقْبَرْ فَكَانَ إِذَا قَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، انْتَحَبَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ ، قَالَ : فَلَمَّا دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : أَذِّنْ ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا أَعْتَقَتَنِي لِأَنْ أَكُونَ مَعَكَ فَسَبِيلُ ذَلِكَ ، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ فَخَلِّنِي وَمَنْ أَعْتَقَتَنِي لَهُ ، فَقَالَ : مَا أَعْتَقْتُكَ إِلَّا لِلَّهِ ، قَالَ : فَإِنِّي لَا أُؤَذِّنُ لِأَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فَذَاكَ إِلَيْكَ قَالَ : فَأَقَامَ حَتَّى خَرَجَتْ بُعُوثُ الشَّامِ فَسَارَ مَعَهُمْ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالُوا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ لَهُ بِلَالٌ : يَا أَبَا بَكْرٍ قَالَ : لَبَّيْكَ ، قَالَ : أَعْتَقَتَنِي لِلَّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ ؟ قَالَ : لِلَّهِ ، قَالَ : فَأْذَنْ لِي حَتَّى أَغْزُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَأَذِنَ لَهُ فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ فَمَاتَ ثَمَّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، وَأَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : خَطَبَ بِلَالٌ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ : أَنَا بِلَالٌ ، وَهَذَا أَخِي عَبْدَانُ مِنَ الْحَبَشَةِ ، كُنَّا ضَالَّيْنِ فَهَدَانَا اللَّهُ ، وَكُنَّا عَبْدَيْنِ فَأَعْتَقَنَا اللَّهُ ، إِنْ تَنْكِحُونَا فَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَإِنْ تَمْنَعُونَا فَاللَّهُ أَكْبَرُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي : أَنَّ أَخًا لِبِلَالٍ كَانَ يَنْتَمِي إِلَى الْعَرَبِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ ، فَخَطَبَ امْرَأَةً مِنَ الْعَرَبِ ، فَقَالُوا : إِنْ حَضَرَ بِلَالٌ زَوَّجْنَاكَ ، قَالَ : فَحَضَرَ بِلَالٌ فَتَشَهَّدَ ، وَقَالَ : أَنَا بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ وَهَذَا أَخِي ، وَهُوَ امْرُؤُ سُوءٍ فِي الْخُلُقِ وَالدِّينِ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُزَوِّجُوهُ ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَنْ تَدَعُوا فَدَعُوا ، فَقَالُوا : مَنْ تَكُونُ أَخَاهُ نُزَوِّجُهُ ، فَزَوَّجُوهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : أَنَّ بَنِي أَبِي الْبُكَيْرِ جَاؤُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالُوا : زَوِّجْ أُخْتَنَا فُلَانًا ، فَقَالَ لَهُمْ : أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ ؟ ثُمَّ جَاؤُوا مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحْ أُخْتَنَا فُلَانًا ، فَقَالَ : أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ ؟ ، ثُمَّ جَاؤُوا الثَّالِثَةَ ، فَقَالُوا : أَنْكِحْ أُخْتَنَا فُلَانًا ، فَقَالَ : أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ بِلَالٍ ؟ أَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : فَأَنْكَحُوهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ زَوَّجَ ابْنَةَ أَبِي الْبُكَيْرِ بِلَالًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ زَوَّجَ ابْنَةَ الْبُكَيْرِ بِلَالًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ : أَنَّ بِلَالًا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَرَبِيَّةً مِنْ بَنِي زُهْرَةَ
قَالَ : أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ ابْنِ مُرَاهِنٍ قَالَ : كَانَ أُنَاسٌ يَأْتُونَ بِلَالًا ، فَيَذْكُرُونَ فَضْلَهُ وَمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ ، فَكَانَ يَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا حَبَشِيٌّ ، كُنْتُ بِالْأَمْسِ عَبْدًا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ : قَالَ بِلَالٌ لِأَبِي بَكْرٍ حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِنَفْسِكَ فَأَمْسِكْنِي ، وَإِنْ كُنْتَ إِنَّمَا اشْتَرَيْتَنِي لِلَّهِ فَذَرْنِي وَعَمَلِي لِلَّهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : تُوُفِّيَ بِلَالٌ بِدِمَشْقَ سَنَةَ عِشْرِينَ ، وَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ سَمِعْتُ شُعَيْبَ بْنَ طَلْحَةَ مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ يَقُولُ : كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَإِنْ كَانَ هَذَا هَكَذَا ، وَقَدْ تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً فَبَيْنَ هَذَا وَبَيْنَ مَا رُوِيَ لَنَا فِي بِلَالٍ سَبْعُ سِنِينَ ، وَشُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ أَعْلَمُ بِمِيلَادِ بِلَالٍ حِينَ يَقُولُ : هُوَ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْ ، رَأَى بِلَالًا : رَجُلًا آدَمَ شَدِيدَ الْأُدْمَةِ ، نَحِيفًا ، طُوَالًا ، أَجْنَأَ ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيرٌ ، خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيرٌ ، لَا يُغَيِّرُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : قَدْ شَهِدَ بِلَالٌ بَدْرًا ، وَأُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . خَمْسَةُ نَفَرٍ