حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : صَنَعَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قُبَّةً مِنْ ذَهَبٍ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا فِي أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَرَكَّبَ فِيهَا مِنْ صُنُوفِ الْجَوْهَرِ ، فَبَيْنَمَا سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَالِسًا فِيهَا إِذْ سَقَطَ فِيهَا خُطَّافَانِ فَرَاوَدَ الذَّكَرُ الْأُنْثَى فَامْتَنَعَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا : لِمَ تَمْنَعِينِي نَفْسَكِ ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفْتِينِي حَمْلَ هَذِهِ الْقُبَّةِ لَحَمَلْتُهَا ، فَسَمِعَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَوْلَهُ فَأَمَرَ فَأُتِيَ بِهِمَا ، فَقَالَ : مَنِ الْقَائِلُ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ الذَّكَرُ : أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ . قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَنَا مُحِبٌّ وَالْمُحِبُّ لَا يُلَامُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي يَاسِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَتْ صَفِيَّةُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَهَا ، فَأَبْطَأَتْ فِي الْمَسِيرِ فَاسْتَقْبَلَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهِيَ تَبْكِي وَتَقُولُ : حَمَلْتَنِي عَلَى جَمَلٍ بَطِيءٍ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهَا وَيُسَكِّنُهَا
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : كَانَتْ عَزَّةُ كُثَيِّرٍ وَبُثَيْنَةُ يَوْمًا يَتَحَدَّثَانِ ، فَأَقْبَلَ كُثَيِّرٌ نَحْوَهُمَا فَقَالَتْ بُثَيْنَةُ لِعَزَّةَ : اسْتَخْفِي حَتَّى أُولِعَ بِكُثَيِّرٍ ، فَتَوَارَتْ فَأَتَى فَسَلَّمَ ، فَرَدَّتْ بُثَيْنَةُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَتْ لَهُ : مَا آنَ لَكَ أَنْ تُشَبِّبَ بِنَا ؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ : رَمَتْنِي عَلَى فُوقٍ بُثَيْنَةُ بَعْدَمَا تَوَلَّى شَبَابِي وَأَرْجَحَنَّ شَبَابُهَا بِعَيْنَيْنِ نَجْلَاوَيْنِ لَوْ رَقْرَقَتْهُمَا لِنَوِّ الثُّرَيَّا لَاسْتَحَلَّ سَحَابَهَا قَالَ : فَأَطْلَعَتْ عَزَّةُ رَأْسَهَا فَقَالَ : وَلَكِنَّمَا تَرِمِينَ نَفْسًا مَرِيضَةً لِعَزٍّ مِنْهَا وُدُّهَا وَلَبَانُهَا
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ : أَرْسَلَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ إِلَى عَزَّةَ كُثَيِّرٍ فَلَمَّا جَاءَتْ أَدْخَلَهَا بَيْتًا وَأَسْبَلَ عَلَيْهَا سِتْرًا ، ثُمَّ دَعَا كُثَيِّرًا فَقَالَ لَهُ : حَاجَتُكَ يَا كُثَيِّرُ قَالَ : أَرْضُكَ الَّتِي بِمَكَانِ كَذَا وَمِائَةُ نَاقَةٍ بِرُعَاتِهَا . فَقَالَ : لَكَ ذَلِكَ ، أَفَتَبْغِي غَيْرَ هَذَا ؟ قَالَ : لَا قَالَ : يَا غُلَامُ ، ارْفَعِ السِّتْرَ . فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا أَنْشَأَ يَقُولُ : عَجِبْتُ لِتَرْكِي حِطَّةَ الرُّشْدِ بَعْدَمَا بَدَا لِي مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَبُولُهَا حَلَفْتُ بِرَبِّ الرَّاقِصَاتِ إِلَى مِنًى بِغُولِ الْبِلَادِ نَصُّهَا وَذَمِيلُهَا لَئِنْ عَادَ لِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بِمِثْلِهَا وَأَمْكَنَنِي مِنْهَا إِذًا لَا أُقِيلُهَا فَهَلْ أَنَا إِنْ رَاجَعْتُكِ الْقَوْلَ مَرَّةً بِأَحْسَنَ مِنْهَا عَائِدًا فَتُقِيلُهَا فَأَصْبَحْتُ كَالْمَجْفُوِّ مِنْ غَيْرِ جَفْوَةٍ وَمَا بَقِيَتْ مِنْ حَاجَةٍ أَسْتَقِيلُهَا
وَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ ، يُنْشِدُ : إِذَا أَنْتَ لَمْ تَزْرَعْ وَأَبْصَرْتَ حَاصِدًا نَدِمْتَ عَلَى التَّفْرِيطِ فِي زَمَنِ الْبَذْرِ
وَأَنْشَدَنِي عَلِيُّ بْنُ قُرَيْشٍ الْجُرْجَانِيُّ : مَاذَا يَضُرُّكِ لَوْ رَدَدْتِ سَلَامِي وَكَشَفْتِ عَنِّي كُرْبَتِي بِكَلَامِي وَمَنَحْتِنِي صَفْوًا أَعِيشُ بِظِلِّهِ عَمَّا عَدَدْتِ عَلَيَّ مِنْ إِجْرَامِي نَفْسِي فِدَاؤُكِ قَدْ أَطَلْتِ بَلِيَّتِي وَأَذَقْتِنِي بِالصَّدِّ طَعْمَ حِمَامِي وَتَرَكْتَنِي مُتَحَيِّرًا مُتَلَدِّدًا أَنَّى نَظَرْتُ فَمِيتَةٌ قُدَّامِي
وَأَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الدُّولَابِيُّ : رُقَادُكَ يَا طَرْفِي عَلَيْكَ حَرَامُ فَخَلِّ دُمُوعًا فَيْضُهُنَّ سِجَامُ فَفِي الدَّمْعِ أَخْطَأَ النَّارَ صَبَابَةٌ لَهَا بَيْنَ إِحْنَاءِ الضُّلُوعِ ضِرَامُ وَيَا كَبِدِي الْحَرِي الَّتِي قَدْ تَصَدَّعَتْ مِنَ الْوَجْدِ دُومِي مَا عَلَيْكِ مَلَامُ يَا وَجْهَ مَنْ ذَلَّتْ وُجُوهٌ أَعِزَّةٌ لَهُ وَزَهَا عِزًّا فَلَيْسَ يُرَامُ أَجِرْ مُسْتَجِيرًا فِي الْهَوَى بِكَ بَاسِطًا إِلَيْكَ يَدَيْهِ وَالْعُيُونُ نِيَامُ