حديث رقم: 261

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَثَرَيْنِ فِي الْحَصَى مِنْ دُمُوعِ عَبْدِ اللَّهِ

حديث رقم: 262

وحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بَكَى حَتَّى رَأَيْتُهُ أَخَذَ بِكَفِّهِ مِنْ دُمُوعِهِ ، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا

حديث رقم: 263

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ أَسْلَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الدَّقِيقِيُّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : لَوْ مَلَكْتُ الْبُكَاءَ لَبَكَيْتُ أَيَّامَ الدُّنْيَا . وَلَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ مَجْنُونٌ لَوَضَعْتُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي ، ثُمَّ نُحْتُ عَلَى نَفْسِي فِي الطُّرُقِ وَالْأَحْيَاءِ ، حَتَّى تَأْتِيَنِي مَنِيَّتِي ، ثُمَّ بَكَى

حديث رقم: 264

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَفْلَحَ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ حَاجًّا ؛ فَلَمَّا دَخَلَ الْمَسْجِدَ نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ ، فَبَكَى حَتَّى عَلَا صَوْتُهُ . فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ ، فَلَوْ رَفَقْتَ بِصَوْتِكَ قَلِيلًا قَالَ : وَيْحَكَ يَا أَفْلَحُ وَلِمَ لَا أَبْكِي ؟ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ ؛ فَأَفُوزَ بِهَا غَدًا عِنْدَهُ قَالَ : ثُمَّ طَافَ الْبَيْتَ ، ثُمَّ جَاءَ حَتَّى رَكَعَ عِنْدَ الْمَقَامِ ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ ، فَإِذَا مَوْضِعُ سُجُودِهِ مُبْتَلٌّ مِنْ دُمُوعِ عَيْنَيْهِ

حديث رقم: 265

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْلَى بْنَ الْأَشْدَقِ يَذْكُرُ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ، نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ سَاجِدٍ ، قَدْ أَطَالَ السُّجُودَ ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ نَظَرَ إِلَى مَوْضِعٍ سُجُودِهِ مُبْتَلًّا بِالدُّمُوعِ فَأَرْصَدَ َ لَهُ رَجُلًا فَقَالَ : إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ فَأْتِنِي بِهِ أَخْتَبِرُ عَقْلَهُ . فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ ، أَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ : رَأَيْتُ مِنْكَ مَنْظَرًا الْجَنَّةُ تُدْرَكُ بِدُونِهِ . فَصَرَخَ الرَّجُلُ صَرْخَةً أَفْزَعَ عَبْدَ الْمَلِكِ وَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ بَعْدَ طَوِيلٍ وَهُوَ يَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ : تَبًّا لِعَاصِيكَ مَا احْتَمَلَ مِنَ الْآثَامِ لَدَيْكَ قَالَ : فَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَبْكِي ، وَالرَّجُلُ مُوَلٍّ لَا يَلْتَفِتُ ، حَتَّى خَرَجَ

حديث رقم: 266

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ , عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَ ابْنِ ذَرٍّ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ، فَذَكَرَ رَوَاجِفَ الْقِيَامَةِ وَزَلَازِلَهَا وَأَهْوَالَهَا ، وَشِدَّةَ الْأَمْرِ يَوْمَئِذٍ هُنَاكَ . قَالَ : وَاسْتَبْكَى ابْنُ ذَرٍّ ، وَبَكَى النَّاسُ يَوْمَئِذٍ بُكَاءً شَدِيدًا . قَالَ : فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عِجْلٍ يُقَالُ : لَهُ وَرَّادٌ , فَجَعَلَ يَبْكِي وَيَصْرُخُ وَيَضْطَرِبُ ، حَتَّى هَدَأَ . قَالَ : ثُمَّ حُمِلَ مِنْ بَيْنِ الْقَوْمِ صَرِيعًا قَالَ : فَجَعَلَ ابْنُ ذَرٍّ يَوْمَئِذٍ يَبْكِي وَيَقُولُ : لَيْسَ كُلُّنَا قَدْ أَتَاهُ الْأَمَانُ مِنَ اللَّهِ يَا وَرَّادُ غَيْرُكَ لَيْسَ كُلُّنَا قَدْ أَيْقَنَ بِالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ غَيْرُكَ . وتالِلَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ مَا أَخُو بَنِي عِجْلٍ بِأَوْلَى بِالْخَوْفِ مِنَ اللَّهِ مِنَّا وَمِنْكُمْ ، وَمَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا عَلَى مِثْلِ حَالِهِ بَيْنَ خَوْفٍ وَرَجَاءٍ . وَإِنَّا فِيمَا نَدَبَنَا اللَّهُ إِلَيْهِ مِنْ طَاعَتِهِ لَمُشْتَرِكُونَ جَمِيعًا ، فَمَا الَّذِي قَصَّرَ بِنَا وَأَسْرَعَ بِهِ ؟ وَكَلَمَ قَلْبَهُ حَتَّى أَبْكَاهُ فَأَخْرَجَهُ إِلَى مَا رَأَيْتُمْ مِنْ مَخَافَةِ اللَّهِ ؟ وَكُلُّنَا قَدْ سَمِعَ الْمَوْعِظَةَ , وَفَهِمَ التَّذْكِرَةَ ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَحَدٍ مِنَّا سِوَاهُ لِذَلِكَ حَرَّكَهُ ، وَلَمْ تَنْبِضْ مِنْ أَحَدٍ مِنَّا فِي ذَلِكَ خَارِجَةٌ وَاللَّهِ إِنْ هَذَا يَا أَخَا بَنِي عِجْلٍ إِلَّا مِنْ صَفَاءِ قَلْبِكَ ، وَتَرَاكُمِ الذُّنُوبِ عَلَى قُلُوبِنَا ، وَمَا أَرَانَا نُؤْتَى إِلَّا مِنْ أَنْفُسِنَا قَالَ : ثُمَّ بَكَى ابْنُ ذَرٍّ ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ }} ، قَالَ عُمَرُ قَالَ أَبِي : كُنْتُ أَرَى وَرَّادًا الْعِجْلِيَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ مُقَنَّعَ الرَّأْسِ ، فَيَعْتَزَلُ نَاحِيَةً ، فَلَا يَزَالُ مُصَلِّيًا وَدَاعِيًا وَبَاكِيًا كَمْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ النَّهَارِ . ثُمَّ يَخْرُجُ , ثُمَّ يَعُودُ فَيُصَلِّي الظُّهْرَ فَهُوَ كَذَلِكَ بَيْنَ صَلَاةٍ وَدُعَاءٍ وَبُكَاءٍ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ . ثُمَّ يَخْرُجُ لَا يُكَلِّمُ أَحَدًا ، وَلَا يَجْلِسُ إِلَى أَحَدٍ فَسَأَلْتُ عَنْهُ رَجُلًا مِنْ حَيِّهِ ، وَوَصَفْتُهُ لَهُ ، قُلْتُ : شَابٌّ مِنْ صِفَتِهِ ، مِنْ هَيْئَتِهِ قَالَ : بَخٍ يَا أَبَا عُمَرَ تَدْرِي عَمَّنْ تَسْأَلُ ؟ ذَاكُ وَرَّادٌ الْعِجْلِيُّ الَّذِي عَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لَا يَضْحَكَ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ أَبِي : فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ هِبْتُهُ

حديث رقم: 267

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُكَيْنُ بْنُ مُكَيْنٍ ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عِجْلٍ قَالَ : كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ قَرَابَةٌ يَعْنِي وَرَّادًا فَسَأَلْتُ أُخْتًا لَهُ كَانَتْ أَصْغَرَ مِنْهُ قَالَ : قُلْتُ : كَيْفَ كَانَ لَيْلُهُ ؟ قَالَتْ : بُكَاءٌ عَامَّةَ اللَّيْلِ وَتَضَرُّعٌ قُلْتُ : فَمَا كَانَ طُعْمُهُ ؟ قَالَتْ : قُرْصٌ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ ، وَقُرْصٌ فِي آخِرِهِ عِنْدَ السَّحَرِ قُلْتُ : فَتَحْفَظِينَ مِنْ دُعَائِهِ شَيْئًا ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، كَانَ إِذَا كَانَ ، أَوْ قَرِيبٌ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ ، سَجَدَ ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : مَوْلَايَ عَبْدُكَ يُحِبُّ الِاتِّصَالَ بِطَاعَتِكَ ، فَأَعِنْهُ عَلَيْهَا بِتَوْفِيقِكَ أَيُّهَا الْمَنَّانُ مَوْلَايَ عَبْدُكَ يُحِبُّ اجْتِنَابَ سَخَطِكَ , فَأَعِنْهُ عَلَى ذَلِكَ بِمَنِّكَ عَلَيْهِ أَيُّهَا الْمَنَّانُ . مَوْلَايَ عَبْدُكَ عَظِيمُ الرَّجَاءِ لِخَيْرِكَ ، فَلَا تَقْطَعْ رَجَاءَهُ يَوْمَ يَفْرَحُ بِخَيْرِكَ الْفَائِزُونَ قَالَتْ : فَلَا يَزَالُ عَلَى هَذَا وَنَحْوِهِ حَتَّى يُصْبِحَ قَالَتْ : وَكَانَ قَدْ كَلَّ مِنَ الِاجْتِهَادِ ، وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ جِدًّا

حديث رقم: 268

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُكَيْنُ بْنُ مُكَيْنٍ ، هَذَا قَالَ : لَمَّا مَاتَ وَرَّادٌ الْعِجْلِيُّ ، فَحَمَلُوهُ إِلَى حُفْرَتِهِ ، نَزَلُوا لِيُدْلُوهُ فِي حُفْرَتِهِ ، فَإِذَا الْقَبْرُ مَفْرُوشٌ بِالرَّيْحَانِ , فَأَخَذَ بَعْضُ الْقَوْمِ الَّذِينَ نَزَلُوا الْقَبْرَ مِنْ ذَلِكَ الرَّيْحَانِ شَيْئًا ، فَمَكَثَ سَبْعِينَ يَوْمًا طَرِيًّا لَا يَتَغَيَّرُ ، يَغْدُو النَّاسُ وَيَرُوحُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ قَالَ : وَكَثُرَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ ، حَتَّى خَافَ الْأَمِيرُ أَنْ يُفْتَنَ النَّاسُ , فَأَرْسَلَ إِلَى الرَّجُلِ ، فَأَخَذَ ذَلِكَ الرَّيْحَانَ ، وَفَرَّقَ النَّاسَ . فَفَقَدَهُ الْأَمِيرُ مِنْ مَنْزِلِهِ لَا يَدْرِي كَيْفَ ذَهَبَ

حديث رقم: 269

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُخَوَّلٌ ، قَالَ : جَاءَنِي بَهِيمٌ يَوْمًا فَقَالَ لِي : تَعْلَمُ لِي رَجُلًا مِنْ جِيرَانِكَ أَوْ إِخْوَانِكَ يُرِيدُ الْحَجَّ تَرْضَاهُ يُرَافِقُنِي ؟ قُلْتُ : نَعَمْ فَذَهَبْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْحَيِّ لَهُ صَلَاحٌ وَدِينٌ ، فَجَمَعْتُ بَيْنَهُمَا ، وَتَوَاطَآ عَلَى الْمُرَافَقَةِ . ثُمَّ انْطَلَقَ بَهِيمٌ إِلَى أَهْلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ، أَتَانِي الرَّجُلُ فَقَالَ : يَا هَذَا ، أُحِبُّ أَنْ تَزْوِيَ عَنِّي صَاحِبَكَ وَتَطْلُبَ رَفِيقًا غَيْرِي . فَقُلْتُ : وَيْحَكَ فَلِمَ ؟ فَوَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ فِي الْكُوفَةِ لَهُ نَظِيرًا فِي حُسْنِ الْخَلْقِ وَالِاحْتِمَالِ ، وَلَقَدْ رَكِبْتُ مَعَهُ الْبَحْرَ فَلَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا . قَالَ : وَيْحَكَ حُدِّثْتُ أَنَّهُ طَوِيلُ الْبُكَاءِ لَا يَكَادُ يَفْتُرُ ، فَهَذَا يُنَغِّصُ عَلَيْنَا الْعَيْشَ سَفَرَنَا كُلَّهُ . قَالَ : قُلْتُ : وَيْحَكَ إِنَّمَا يَكُونَ الْبُكَاءُ أَحْيَانًا عِنْدَ التَّذَكُّرِ ، يَرِقُّ الْقَلْبُ فَيَبْكِي الرَّجُلُ ، أَوَ مَا تَبْكِي أَحْيَانًا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ جِدًّا مِنْ كَثْرَةِ بُكَائِهِ . قَالَ : قُلْتُ : اصْحَبْهُ ، فَلَعَلَّكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِهِ , قَالَ : أَسْتَخِيرُ اللَّهَ . فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَا فِيهِ ، جِيءَ بِالْإِبِلِ ، وَوُطِّئَ لَهُمَا ، فَجَلَسَ بَهِيمٌ فِي ظِلِّ حَائِطٍ ، فَوَضَعَ يَدَهُ تَحْتَ لِحْيَتِهِ ، وَجَعَلْتَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ ، ثُمَّ عَلَى لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ عَلَى صَدْرِهِ ، حَتَّى وَاللَّهِ رَأَيْتُ دُمُوعَهُ عَلَى الْأَرْضِ . قَالَ : فَقَالَ لِي صَاحِبِي : يَا مُخَوَّلُ , قَدِ ابْتَدَأَ صَاحِبُكَ ، لَيْسَ هَذَا لِي بِرَفِيقٍ . قَالَ : قُلْتُ : ارْفُقْ ، لَعَلَّهُ ذَكَرَ عِيَالَهُ وَمُفَارَقَتَهُ إِيَّاهُمْ فَرَقَّ . وَسَمِعَهَا بَهِيمٌ فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا أَخِي مَا هُوَ ذَاكَ ، وَمَا هُوَ إِلَّا أَنِّي ذَكَرْتُ بِهَا الرِّحْلَةَ إِلَى الْآخِرَةِ . قَالَ : وَعَلَا صَوْتُهُ بِالنَّحِيبِ . قَالَ لِي صَاحِبِي : وَاللَّهِ مَا هِيَ بِأَوَّلِ عَدَوَاتِكَ لِي أَوْ بُغْضِكَ إِيَّايَ ، أَنَا مَا لِي وَلِبَهِيمٍ ؟ إِنَّمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُرَافِقَ بَيْنَ بَهِيمٍ وَبَيْنَ ذَوَّادِ بْنِ عُلْبَةَ , وَدَاوُدَ الطَّائِيِّ ، وَسَلَّامٍ أَبِي الْأَحْوَصِ ، حَتَّى يَبْكِيَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، حَتَّى يَشْتَفُّوا أَوْ يَمُوتُوا جَمِيعًا . قَالَ : فَلَمْ أَزَلْ أَرْفُقُ بِهِ ، وَقُلْتُ : وَيْحَكَ لَعَلَّهَا خَيْرُ سَفْرَةٍ سَافَرْتَهَا . قَالَ : وَكَانَ طَوِيلَ الْحَجِّ ، رَجُلًا صَالِحًا ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا تَاجِرًا مُوسِرًا ، مُقْبِلًا عَلَى شَأْنِهِ ، لَمْ يَكُنْ صَاحِبَ حُزْنٍ وَلَا بُكَاءٍ . قَالَ : فَقَالَ لِي : قَدْ وَقَعْتُ مَرَّتِي هَذِهِ ، وَلَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ خَيْرًا . قَالَ : وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ لَا يَعْلَمُ بِهِ بَهِيمٌ ، وَلَوْ عَلِمَ بِشَيْءٍ مِنْهُ مَا صَحِبَهُ . قَالَ : فَخَرَجَا جَمِيعًا ، حَتَّى حَجَّا وَرَجَعَا ، مَا يَرَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ لَهُ أَخًا غَيْرَ صَاحِبِهِ . فَلَمَّا جِئْتُ أُسَلِّمُ عَلَى جَارِي قَالَ : جَزَاكَ اللَّهُ يَا أَخِي عَنِّي خَيْرًا ، مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِي هَذَا الْخَلْقِ مِثْلَ أَبِي بَكْرٍ ؛ كَانَ وَاللَّهِ يَتَفَضَّلُ عَلَيَّ فِي النَّفَقَةِ وَهُوَ مُعْدِمٌ وَأَنَا مُوسِرٌ ، وَيَتَفَضَّلُ عَلَيَّ فِي الْخِدْمَةِ وَأَنَا شَابٌّ قَوِيُّ , وَهُوَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ ، وَيَطْبِخُ لِي , وَأَنَا مُفْطِرٌ وَهُوَ صَائِمٌ قَالَ : قُلْتُ : فَكَيْفَ كَانَ أَمْرُكَ مَعَهُ فِي الَّذِي كُنْتَ تَكْرَهُهُ مِنْ طُولِ بُكَائِهِ ؟ قَالَ : أَلِفْتُ وَاللَّهِ ذَلِكَ الْبُكَاءَ ، وَسَرَّ قَلْبِي , حَتَّى كُنْتُ أُسَاعِدُهُ عَلَيْهِ ، حَتَّى تَأَذَّى بِنَا أَهْلُ الرُّفْقَةِ . قَالَ : ثُمَّ وَاللَّهِ أَلِفُوا ذَلِكَ ، فَجَعَلُوا إِذَا سَمِعُونَا نَبْكِي بَكَوْا ، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ لِبَعْضٍ : مَا الَّذِي جَعَلَهُمْ أَوْلَى بِالْبُكَاءِ مِنَّا وَالْمَصِيرُ وَاحِدٌ ؟ قَالَ : فَجَعَلُوا وَاللَّهِ يَبْكُونَ وَنَبْكِي . قَالَ : ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ ، فَأَتَيْتُ بَهِيمًا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : كَيْفَ رَأَيْتَ صَاحِبَكَ ؟ قَالَ : كَخَيْرِ صَاحِبٍ ، كَثِيرَ الذِّكْرِ ، طَوِيلَ التِّلَاوَةِ لِلْقُرْآنِ ، سَرِيعَ الدَّمْعَةِ ، مُحْتَمِلٌ لِهَفَوَاتِ الرَّفِيقِ ؛ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا

حديث رقم: 270

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ زِيَادٍ ، مَوْلَى بَنِي سَعْدٍ قَالَ : لَمَّا اتُّخِذَتْ عَبَّادَانُ سَكَنَهَا نُسَّاكٌ ، وَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ بَهِيمٌ ، فَكَانَ يُصَلِّي بَيْنَ أَضْعَافِ النَّخْلِ ، فَيُصَلِّي مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقْعُدُ فَيَحْتَبِي مُدَّةً . وَكَانَ رَجُلًا حَزِينًا ، فَيَزْفَرُ الزَّفْرَةَ بَعْدَ الزَّفْرَةِ ، فَكَانَ يُسْمَعُ زَفِيرُهُ قَالَ : فَيَقَعُ الْبَعُوضُ عَلَى كَتِفَيْهِ وَظَهْرِهِ ، فَيَتَأَذَّى بِهِنَّ فَيَقُولُ : وَأَنْتَ تَأَذَّى مِنْ حَسِيسِ بَعُوضَةٍ فَالْمَنَايَا . . سَاكِنِينَ . .

حديث رقم: 271

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : كَانَ بَهِيمٌ رَجُلًا طِوَالًا ، شَدِيدَ الْأُدْمَةِ ، إِذَا رَأَيْتَهُ رَأَيْتَ رَجُلًا حَزِينًا

حديث رقم: 272

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْأُوَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : خَرَجَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ حَاجَّيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ , وَمَعَهُمْ أَصْحَابٌ لَهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْأَبْوَاءِ نَزَلُوا مَنْزِلًا ، فَانْطَلَقَ سُلَيْمَانُ وَأَصْحَابُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِمْ ، وَبَقِيَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ قَائِمًا فِي الْمَنْزِلِ يُصَلِّي . فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَعْرَابِ جَمِيلَةٌ ، فَلَمَّا رَآهَا ظَنَّ أَنَّ لَهَا حَاجَةً فَأَوْجَزَ فِي صَلَاتِهِ ثُمَّ قَالَ : أَلَكِ حَاجَةٌ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ . قَالَ : مَا هِيَ ؟ قَالَتْ : قُمْ فَأَصِبْ مِنِّي فَإِنِّي قَدْ وَدِقْتُ وَلَا بَعْلَ لِي . فَقَالَ : إِلَيْكِ عَنِّي ، لَا تَحْرِقِينِي وَنَفْسَكِ بِالنَّارِ . وَنَظَرَ إِلَى امْرَأَةٍ جَمِيلَةٍ ، فَجَعَلَتْ تُرَاوِدُهُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَتَأْبَى إِلَّا مَا تُرِيدُ قَالَ : فَجَعَلَ عَطَاءُ يَبْكِي وَيَقُولُ : وَيْحَكِ إِلَيْكِ عَنِّي إِلَيْكِ عَنِّي قَالَ : وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ . فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَةُ إِلَيْهِ , وَمَا دَاخَلَهُ مِنَ الْبُكَاءِ وَالْجَزَعِ ، بَكَتِ الْمَرْأَةُ لِبُكَائِهِ . فَجَعَلَ يَبْكِي ، وَالْمَرْأَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبْكِي . فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ جَاءَ سُلَيْمَانُ مِنْ حَاجَتِهِ . فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عَطَاءٍ يَبْكِي ، وَالْمَرْأَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ تَبْكِي ، جَلَسَ يَبْكِي فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ لِبُكَائِهِمَا لَا يَدْرِي مَا أَبْكَاهُمَا وَجَعَلَ أَصْحَابُهُمَا يَأْتُونَ رَجُلًا رَجُلًا ، كُلَّمَا أَتَى رَجُلٌ فَرَآهُمْ يَبْكُونَ ، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمْ ، لَا يَسْألُونَهُمْ عَنْ أَمْرِهِمْ ، حَتَّى كَثُرَ الْبُكَاءُ وَعَلَا الصَّوْتُ . فَلَمَّا رَأَتِ الْأَعَرَابِيَّةُ ذَلِكَ ، قَامَتْ فَخَرَجَتْ . قَالَ : وَقَامَ الْقَوْمُ فَدَخَلُوا . فَلَبِثَ سُلَيْمَانُ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ لَا يَسْأَلُ أَخَاهُ عَنْ قِصَّةِ الْمَرْأَةِ إِجَلَالًا لَهُ وَهَيْبَةً . قَالَ : وَكَانَ أَسَنَّ مِنْهُ . قَالَ : ثُمَّ إِنَّهُمَا قَدِمَا مِصْرًا لِبَعْضِ حَاجَتِهُمَا ، فَلَبِثَا بِهَا مَا شَاءُ اللَّهُ . فَبَيْنَا عَطَاءٌ ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ ، إِذِ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : مَا يُبْكِيكَ أَيْ أَخِي ؟ قَالَ : فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ قَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَخِي ؟ قَالَ : رُؤْيَا رَأَيْتُهَا اللَّيْلَةَ . قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لَا تُخْبِرْ بِهَا أَحَدًا مَا دُمْتُ حَيًّا . قَالَ : وَذَاكَ . قَالَ : رَأَيْتُ يُوسُفَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجِئْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ . فَلَمَّا رَأَيْتُ حُسْنَهُ بَكَيْتُ فَنَظَرَ إِلَيَّ فِي النَّاسِ فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ذَكَرْتُكَ وَامْرَأَةَ الْعَزِيزِ , وَمَا ابْتُلِيتَ بِهِ مِنْ أَمْرِهَا , وَمَا لَقِيتَ مِنَ السِّجْنِ , وَفُرْقَةِ الشَّيْخِ يَعْقُوبَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَبَكَيْتُ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَعَلْتُ أَتَعَجَّبُ مِنْهُ . فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : فَهَلَّا تَعَجَّبْتَ مِنْ صَاحِبِ الْمَرْأَةِ بِالْأَبْوَاءِ ؟ فَعَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ ، فَبَكَيْتُ ، وَاسْتَيْقَظْتُ بَاكِيًا قَالَ سُلَيْمَانُ : أَيْ أَخِي وَمَا كَانَ حَالُ تِلْكَ الْمَرْأَةِ ؟ قَالَ : فَقَصَّ عَلَيْهِ عَطَاءٌ الْقِصَّةَ فَمَا أَخْبَرَ سُلَيْمَانُ بِهَا أَحَدًا حَتَّى مَاتَ عَطَاءٌ ؛ وَحَدَّثَ بِهَا بَعْدَهُ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِهِ . قَالَ : وَمَا شَاعَ هَذَا الْحَدِيثُ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ

حديث رقم: 273

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُجَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ صُبْحٍ الْبَرَّادُ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى الْمُغِيرَةِ أَبِي مُحَمَّدٍ ، وَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بَكَى وَأَبْكَى ، فَقَالَ : يَا إِخْوَتَاهُ ابْكُو وَبَكُّوا هَذِهِ الْأَعْيُنَ وَالْقُلُوبَ ، فَإِنَّ الْحَزِينَ غَدًا مَسْرُورٌ ، وَالْبَاكِيَ ضَاحِكٌ ، وَالْخَائِفَ آمِنٌ ، وَطَوِيلَ السَّغَبِ فِي الدُّنْيَا طَوِيلُ الشِّبَعِ فِي الْآخِرَةِ ، وَطَوِيلَ الظَّمَأِ طَوِيلُ الرِّيِّ عِنْدَ اللَّهِ . أَلَا فَتَخَيَّرُوا وَاخْتَارُوا ، وَاتَّقُوا أَنْ تُغْبَنُوا فَتَهْلِكُوا قَالَ : وَيَبْكِي ، وَيَبْكِي النَّاسُ

حديث رقم: 274

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَصَادٍ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْمُغِيرَةِ الْخَزَّازِ , وَهُوَ فِي مَسْجِدٍ فِي بَيْتِهِ ، مُسْتَقْبِلٌ الْقِبْلَةَ ، وَدُمُوعُهُ جَارِيَةٌ عَلَى لِحْيَتِهِ ، فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ وَقُلْنَا : مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَمَلٌ طَوِيلٌ ، وَلَيْلٌ قَرِيبٌ أَتَوَقَّعُهُ ، مَا أَدْرِي عَلَى مَاذَا . . مِنْهُ ، عَلَى مَسَرَّةٍ أَوْ مَعَرَّةٍ . ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ

حديث رقم: 275

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هَيْثَمٌ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ السَّمَّاكِ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ ذَرٍّ يَبْكِي مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ ، مْتَعَلِّقًا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهُوَ يَقُولُ : إِلَيْكَ أَنْضَيْتُ الْمَطِيَّ ، وَإِلَيْكَ تَجَشَّمْتُ قَطْعَ الْمَفَاوِزِ ، حَتَّى أَنَخْتُ بِفِنَائِكَ رَجَاءَ كَرَامَتِكَ , وَجَزِيلَ ثَوَابِكَ قَالَ : وَيَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ

حديث رقم: 276

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ بَهِيمًا الْعِجْلِيَّ ، يَقُولُ : وَعِزَّتِكَ إِلَهِي مَا بَكَى الْبَاكُونَ إِلَيْكَ فَخَيَّبْتَهُمْ مِنْ فَضْلِكَ ، بَلْ ظَنُّ أَوْلِيَائِكَ بِكَ أَحْسَنُ الظُّنُونِ ، وَرَجَاؤُهُمْ لَكَ أَكْثَرُ الرَّجَاءِ قَالَ : ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ بِالدُّمُوعِ

حديث رقم: 277

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْخُمْرِيُّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَغَازِلِيِّ ، فَتَكَلَّمَ ، فَبَكَى بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ : دَعُوهُ ، فَإِنَّمَا مُعَوَّلُ الْمُذْنِبِينَ الْبُكَاءُ وَالتَّوْبَةُ

حديث رقم: 278

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْأَسْوَدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُضَرَ أَبَا سَعِيدٍ التَّادِبِيَّ ، يَقُولُ : مَا تَلَذَّذْتُ لَذَاذَةً قَطُّ ، وَلَا تَنَعَّمْتُ نَعِيمًا أَكْثَرَ عِنْدَ مْنَ بَكَى حُرْقَةً

حديث رقم: 279

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقَيْبَةُ بْنُ فَضَالَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ الْخَوَّاصَ ، بَعْدَمَا كَبِرَ وَهُوَ آخِذٌ بِلِحْيَتِهِ يَقُولُ : . . . . إِذَا ذَكَرَ يَأْخُذَاهُ وَيَبْكِي قَالَ : قَدْ كَبِرْتُ فَأَعْتَقَنِي يَا مَوْلَايَ

حديث رقم: 280

حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَلًّى الْوَرَّاقُ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ ، فَجَاءَ أَبُوعُبَيْدَةَ الْخَوَّاصُ ، فَأَخْرَجَ مِنْ كُمِّهِ حَبْلَ لِيفٍ جَدِيدٍ ، فِي طَرْفِهِ عُرْوَتَانِ ، فَجَعَلَ عُرْوَةً فِي عُنُقِهِ ، وَعُرْوَةً فِي عُنُقِ مَالِكٍ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مَالِكُ عُدَّ أَنَّا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، مَا عَسَى أَنْ نَقُولَ ؟ فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعًا

حديث رقم: 281

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : كَانَ مُوسَى الْخَيَّاطُ يَبْكِي حَتَّى يَتَقَطَّعَ صَوْتُهُ وَتَسْتَرْخِيَ . . فَيَسْقُطَ . وَكَانَ يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ فِي بُكَائِهِ وَيَقُولُ : أَبْكِي وَاللَّهِ قَبْلَ طُولِ الْبُكَاءِ ، أَبْكِي وَاللَّهِ قَبْلَ مَحِلِّ الشَّقَاءِ ، أَبْكِي وَاللَّهِ قَبْلَ . .

حديث رقم: 282

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، جَلِيسٌ لِمُوسَى الْخَيَّاطِ قَالَ : كَانَ مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ الْخَيَّاطُ يَبْكِي ويَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَيَقُولُ فِي تَعْدِيدِهِ : سَجُّونِي وَسَدُّونِي وَفِي لَحْدِي فَدُلُّونِي أُلْبِسْتُ قَبَاطِيًا أُبْلِيهَا وَتُبْلِينِي وَيَبْكِي . فَلَمَّا رَآنِي سَكَتَ

حديث رقم: 283

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ نُوحٍ ، قَالَ : بَكَى أَبُوكُ لَيْلَةً مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ ، لَمْ يَسْجُدْ فِيهَا سَجْدَةً ، وَلَمْ يَرْكَعْ فِيهَا رَكْعَةً ، وَنَحْنُ مَعَهُ فِي الْبَحْرِ . فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قُلْتُ : يَا أَبَا مَالِكٍ لَقَدْ طَالَتْ لَيْلَتُكَ لَا مُصَلِّيًا وَلَا دَاعِيًا ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : لَوْ يَعْلَمُ الْخَلَائِقُ مَاذَا يَسْتَقْبِلُونَ غَدًا مَا لَذُّوا بِعَيْشٍ أَبَدًا ، إِنِّي وَاللَّهِ لَمَّا رَأَيْتُ اللَّيْلَ وَهَوْلَهُ , وَشِدَّةَ سَوَادِهِ ، ذَكَرْتُ بِهِ الْمَوْقِفَ , وَشِدَّةَ الْأَمْرِ هُنَاكَ ، وَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمَئِذٍ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ ، لَا يُغْنِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ ، وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدَهِ شَيْئًا . قَالَ : ثُمَّ شَهِقَ ، فَلَمْ يَزَلْ يَضْطَرِبُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ هَدَأَ . قَالَ الْحَكَمُ : فَحَمَلَ عَلَيَّ أَصْحَابُنَا فِي الْمَرْكِبِ وَقَالُوا : أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَحْتَمِلُ الذِّكْرَ ، فَمَا تُهَيِّجُهُ قَالَ : فَكُنْتُ بَعْدُ لَا أَكَادُ أَذْكُرُ لَهُ شَيْئًا لَا يَسْأَلُنِي عَنْهُ

حديث رقم: 284

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : رُئِيَ لِلْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ : فَمَكَثَ ثَلَاثًا لَا تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَةٌ ، وَلَا يَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، وَلَا يَذُوقَ طَعَامًا . فَأَتَاهُ الْحَسَنُ فَقَالَ : أَيْ أَخِي أَتَقْتُلُ نَفْسَكَ أَنْ بُشِّرْتَ بِالْجَنَّةِ ؟ فَازْدَادَ بُكَاءً عَلَى بُكَائِهِ . فَلَمْ يُفَارِقْهُ الْحَسَنُ حَتَّى أَمْسَى ؛ وَكَانَ صَائِمًا ، فَطَعِمَ شَيْئًا

حديث رقم: 285

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُضَرَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ فَقَالَ : أَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ : ائْتِ الْعَلَاءَ بْنَ زِيَادٍ فَقُلْ لَهُ : كَمْ تَبْكِي فَقَدْ غُفِرَ لَكَ . فَبَكَى ، ثُمَّ قَالَ : الْآنَ حِينَ لَا أَهْدَأُ

حديث رقم: 286

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ يَجْلِسُ إِلَى جَنْبِي عِنْدَ مَالِكٍ . فَكُنْتُ لَا أَفْهَمُ كَثِيرًا مِنْ مَوْعِظَةِ مَالِكٍ لِبُكَاءِ عَبْدِ الْوَاحِدِ

حديث رقم: 287

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ ، قَالَ : كَانَ مِسْمَعٌ يَأْتِي أَبِي ، فَيَجْلِسُ إِلَيْهِ ، فَلَا يَفْتَرِقَانِ إِلَّا عَنْ مِثْلِ الْمُصِيبَةِ ، مِنَ الْبُكَاءِ وَالْحُزْنِ

حديث رقم: 288

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ السَّعْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ الْعَابِدُ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، إِلَى مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، فَوَجَدْنَاهُ قَدْ قَامَ مِنْ مَجْلِسِهِ وَدَخَلَ مَنْزِلَهَ ، وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَ الْحُجْرَةِ . فَجَلَسْنَا نَنْتَظِرُهُ لِيَخْرُجَ ، أَوْ نَسْمَعَ لَهُ حَرَكَةً فَنَسْتَأْذِنَ عَلَيْهِ . فَجَعَلَ يَتَرَنَّمُ بِشَيْءٍ لَا نَفْهَمُهُ . ثُمَّ بَكَى حَتَّى جَعَلْنَا نَأْوِي لَهُ مِنْ شِدَّةِ بُكَائِهِ . ثُمَّ جَعَلَ يَشْهَقُ وَيَتَنَفَّسُ حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ . فَقَالَ لِي عَبْدُ الْوَاحِدِ : انْطَلِقْ , فَهَذَا رَجُلٌ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ

حديث رقم: 289

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الْخَطَّابِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِهِمْ ، قَالَ : كَانَ عُتْبَةُ الْغُلَامُ يَبْكِي حَتَّى تَمْتَلِئَ رَاحَتُهُ بِدُمُوعِ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهَا وَجْهَهُ وَرَقَبَتَهُ , وَيَقُولُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي ، لَا تُخْزِنِي يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ . قَالَ : وَكَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بَكَى

حديث رقم: 290

حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : كَانَ حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ إِذَا نَظَرَ إِلَى جَنَازَةٍ أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ بِأَرْبَعٍ قَالَ : وَدَخَلْنَا مَعَهُ مَرَّةً نَعُودُ مَرِيضًا , فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ يَبْكِي حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ

حديث رقم: 291

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، عَنْ عَمٍّ لَهُ كَانَ يُكْثِرُ مُجَالَسَةَ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ : سَمِعْتُ حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ ، يَقُولُ بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِي بَيْتِهِ : وَا أَهْوَالَاهُ فَلَوْ كَانَ هَوْلًا وَاحِدًا لَكَفَى ، وَلَكِنَّهَا أَهْوَالٌ شَتَّى ثُمَّ زَفَرَ

حديث رقم: 292

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الصَّقْرِ السَّدُوسِيُّ ، قَالَ : كَانَ أَبِي خَاصًّا لِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ أَبِي : فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى سُفْيَانَ فِي نَحْرِ الظُّهْرِ ، فَأَذِنَتْ لِيَ امْرَأَةٌ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : {{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ }} ثُمَّ يَقُولُ : بَلَى يَا رَبِّ بَلَى يَا رَبِّ وَيَنْتَحِبُ , وَيَنْظُرُ إِلَى سَقْفِ الْبَيْتِ وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ . فَمَكَثْتُ جَالِسًا كَمْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيَّ ، فَجَلَسَ مَعِي ، فَقَالَ : مُذْ كَمْ أَنْتَ هَهُنَا ؟ مَا شَعُرْتُ بِمَكَانِكَ

حديث رقم: 293

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : قَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ : رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ إِذَا ذُكِرَتِ الْجَنَّةُ أَوِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، بَكَى حَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُ . وَرَأَيْتُ ابْنَ عَوْنٍ تَدُورُ الدُّمُوعُ فِي عَيْنَيْهِ وَلَا تَخْرُجُ

حديث رقم: 294

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ يَبْكِي حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلَاعُهُ

حديث رقم: 295

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْخَرَّازُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : بَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ عِنْدَ حُمَمَةَ ، فَبَاتَ حُمَمَةُ بَاكِيًا حَتَّى أَصْبَحَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ هَرِمٌ : يَا أَخِي مَا أَبْكَاكَ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا تَنَاثَرُ الْكَوَاكِبُ قَالَ : وَبَاتَ حُمَمَةُ عِنْدَ هَرِمٍ لَيْلَةً أُخْرَى ، فَبَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ بَاكِيًا حَتَّى أَصْبَحَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ حُمَمَةُ : يَا أَخِي مَا أَبْكَاكَ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : يَا أَخِي ذَكَرْتُ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا تَبَعْثَرُ الْقُبُورُ لَلْمَحْشَرِ إِلَى اللَّهِ وَكَانَا إِذَا أَصْبَحَا غَدَوَا , فَمَرَّا بِأَكْوِرَةِ الْحَدَّادِينَ كَيْفَ يُنْفَخُ عَلَيْهَا ، فَيَقْعُدَانِ ، وَيَبْكِيَانِ ، وَيَسْتَجِيرَانِ اللَّهَ مِنَ النَّارِ . ثُمَّ يَأْتِيَانِ أَصْحَابَ الرَّيَاحِينِ ، فَيَقِفَانِ ، فَيَسْأَلَانِ اللَّهَ الْجَنَّةَ . ثُمَّ يَدْعُوانِ بِدَعَوَاتٍ ، وَيَفْتَرِقَانِ

حديث رقم: 296

حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ بْنِ مُعَاذٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الرَّقَاشِيُّ ، قَالَ : انْطَلَقَ عَزْوَانُ وَحَمَمَةُ إِلَى عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، فَوَجَدَاهُ مُغْلِقًا عَلَيْهِ بَابَهُ ، فَسَمِعَاهُ يَبْكِي . فَجَلَسَا بِبَابِهِ يَبْكِيَانِ لِبُكَائِهِ . ثُمَّ أَذِنَ لَهُمَا ، فَرَأَى أَثَرَ الْبُكَاءِ عَلَى وجُوهِهِمَا ، فَقَالَ : مَا أَبْكَاكُمَا ؟ قَالَا : سَمِعْنَاكَ تَبْكِي فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ . قَالَ : أُخْبِرُكُمَا مَا أَبْكَانِي . إِنِّي ذَكَرْتُ اللَّيْلَةَ الَّتِي صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، قُلْتُ : إِنَّهَا لَتُمَخَّضُ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ

حديث رقم: 297

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ بِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ وَهُوَ جَالِسٌ فِي طَرِيقٍ وَهُوَ يَبْكِي ، فَقَالَ : يَا عَامِرُ مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : شَيْءٌ مَا أَبْكَانِي ، عَجِبْتُ مِنْ لَيْلَةٍ تَمَخُّضُ صَبِيحَتِهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ . وَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ خَرَجَ إِلَى طَرِيقٍ مِنَ الطُّرُقِ ، فَإِذَا رَأَى النَّاسَ قَدْ خَرَجُوا إِلَى حَوَائِجِهِمْ ، وَالنَّاسُ يَذْهَبُونَ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ غَدَا الْغَادُونَ فِي حَوَائِجِهِمْ ، وَغَدَوْتُ أَسْأَلُكَ الْمَغْفِرَةَ

حديث رقم: 298

حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : مَا كَانَ بُدُوُّ إِنَابَتِكَ ؟ ، قَالَ : أَرَدْتُ ضَرْبَ غُلَامٍ لِي ، فَقَالَ : يَا عُمَرُ اذْكُرْ لَيْلَةً صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ

حديث رقم: 299

حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُذَكِّرُكَ بِلَيْلَةٍ تُمَخَّضُ بِالسَّاعَةِ ، فَصَبَاحُهَا الْقِيَامَةُ ، يَا لَهَا مِنْ لَيْلَةٍ وَيَا لَهُ مِنْ صَبَاحٍ كَانَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا

حديث رقم: 300

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ جُنَيْدٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا الْحَسَنُ فِي يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ فِي الْمَسْجِدِ ، وَفِي يَدِهِ بُلْبُلَةٌ ، وَهُوَ يَمُصُّ مَاءَهَا ، ثُمَّ يَمُجُّهُ فِي الْحَصَى , ثُمَّ تَنَفَّسَ تَنَفُّسًا شَدِيدًا ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى رَعِدَتْ مَنْكِبَاهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ أَنَّ بِالْقُلُوبِ حَيَاةً ، لَوْ أَنَّ بِالْقُلُوبِ صَلَاحًا , لَأُبْكِيتُكُمْ مِنْ لَيْلَةٍ صَبِيحَتُهَا يَوْمُ الْقِيَامَةِ . إِنَّ لَيْلَةً تَمَخَّضُ عَنْ صَبِيحَةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، مَا سَمِعَ الْخَلَائِقُ بِيَوْمٍ قَطُّ أُكْثِرَ فِيهِ عَوْرَةٌ بَادِيَةٌ ، وَلَا عَيْنٌ بَاكِيَةٌ مَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ