حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِيَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ : مَا لِي لَا أَرَى عَيْنَكَ تَجِفُّ ؟ قَالَ : وَمَا مَسْأَلَتُكَ عَنْهُ ؟ قُلْتُ : عَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفِعَ بِهِ . قَالَ : يَا أَخِي إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَوَعَّدَنِي إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ أَنْ يَسْجِنَنِي فِي النَّارِ . وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَتَوَعَّدْنِي أَنْ يَسْجِنَنِي إِلَّا فِي الْحَمَّامِ لَكُنْتُ حَرِيًّا أَنْ لَا تَجِفَّ لِي عَيْنٌ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالُوا لِيَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ : مَا تَسْأَمُ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : وَهَلْ يَشْبَعُ الْمُرْضَعُ مِنَ الْغِذَاءِ ؟ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أَبْكِي بَعْدَ الدُّمُوعِ الدِّمَاءَ ، وَبَعْدَ الدِّمَاءِ الصَّدِيدَ , أَيَّامَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ الدِّمَاءَ إِذَا نَفِدَتِ الدُّمُوعُ ، حَتَّى لَوْ أُرْسِلَتْ فِيهَا السُّفُنُ لَجَرَتْ فَمَا حَقُّ امْرِئٍ لَا يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ فِي الدُّنْيَا وَيَنُوحُ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ : ابْكِ يَا يَزِيدُ عَلَى نَفْسِكَ قَبْلَ حِينِ الْبُكَاءِ ، إِنَّمَا سُمِّيَ نُوحًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَنُوحُ عَلَى نَفْسِهِ . يَا يَزِيدُ مَنْ يُصَلِّي لَكَ بَعْدَكَ ؟ وَمَنْ يَصُومُ يَا يَزِيدُ ؟ وَمَنْ يَضْرَعُ لَكَ إِلَى رَبِّكَ بَعْدَكَ ؟ وَمَنْ يَدْعُو ؟ فَكَانَ يُعَدِّدُ عَلَى هَذَا وَنَحْوِهِ ، وَيَبْكِي وَيَقُولُ : يَا إِخْوَتَاهُ ابْكُوا أَوْ بَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَارْحَمُوا كُلَّ بَكَّاءٍ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ ذَكْوَانَ ، قَالَ : كَانَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ إِنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بَكَى ، وَإِنْ شَهِدَ جَنَازَةً بَكَى ، وَإِنْ جَلَسَ إِلَيْهِ إِخْوَانُهُ بَكَى وَأَبْكَاهُمْ . فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ يَوْمًا : يَا أَبَهْ كَمْ تَبْكِي ؟ وَاللَّهِ لَوْ كَانَتِ النَّارُ خُلِقَتْ لَكَ مَا زِدْتَ عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ فَقَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا بُنَيَّ وَهَلْ خُلِقَتِ النَّارُ إِلَّا لِي ، وَلِأَصْحَابِي ، وَلِإِخْوَانِنِا مِنَ الْجِنِّ أَمَا تَقْرَأُ يَا بُنَيَّ : {{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ }} ؟ أَمَا تَقْرَأُ يَا بُنَيَّ : {{ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٍ فَلَا تَنْتَصِرَانِ }} ؟ فَجَعَلَ يَقْرَأُ عَلَيْهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى : {{ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ }} قَالَ : فَجَعَلَ يَجُولُ فِي الدَّارِ وَيَصْرُخُ وَيَبْكِي ، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ فَقَالَتْ لِلْفَتَى أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا مِنْ أَبِيكَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أُهَوِّنَ عَلَيْهِ ، لَمْ أُرِدْ أَنْ أَزِيدَهُ حَتَّى يَقْتُلَ نَفْسَهُ
قَالَ مُحَمَّدٌ : وَحَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ النُّورِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيُّ ، قَالَ : كَانَ أَبِي يَبْكِي وَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ : ابْكُوا الْيَوْمَ قَبْلَ الدَّاهِيَةِ الْكُبْرَى ابْكُوا الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ تَبْكُوا غَدًا ابْكُوا الْيَوْمَ قَبْلَ يَوْمٍ لَا يُغْنِي فِيهِ الْبُكَاءُ ابْكُوا عَلَى التَّفْرِيطِ أَيَّامَ الدُّنْيَا قَالَ : ثُمَّ يَبْكِي حَتَّى يُرْفَعَ صَرِيعًا مِنْ مَجْلِسِهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : كَانَ أُمَيَّةُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَقْدَمُ فَيُصَلِّي هُنَاكَ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي سَهْمٍ ، فَيَنْتَحِبُ وَيَبْكِي حَتَّى يَعْلُوَ صَوْتُهُ ، وَحَتَّى تَسِيلَ دُمُوعُهُ عَلَى . . قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ أَنَّكَ تُفْسِدُ عَلَى الْمُصَلِّينَ صَلَاتَهُمْ بِكَثْرَةِ بُكَائِكَ , وَارْتِفَاعِ صَوْتِكَ ، فَلَوْ أَمْسَكْتَ قَلِيلًا . فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : إِنَّ حُزْنَ يَوْمِ التِّيهِ أَوْرَثَنِي دُمُوعًا غِزَارًا ، فَأَنَا أَسْتَرِيحُ إِلَى ذَرْيِهَا أَحْيَانًا وَكَانَ أُمَيَّةُ يَقُولُ : وَمَنْ أَسْعَدُ بِالطَّاعَةِ مِنْ مُطِيعٍ ؟ أَلَا وَكُلُّ الْخَيْرِ فِي الطَّاعَةِ . أَلَا وَإِنَّ الْمُطِيعَ لِلَّهِ مَلِكٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ قَالَ : وَكَانَ يَدْخُلُ الطَّوَافَ ، فَيَأْخُذُ فِي النَّحِيبِ وَالْبُكَاءِ ، وَرُبَّمَا سَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْفَيْضُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَارٌ لِمُسْعَرٍ قَالَ : بَكَى مِسْعَرٌ فَبَكَتْ أُمُّهُ ، فَقَالَ لَهَا مِسْعَرٌ : مَا أَبْكَاكِ يَا أُمَّهْ ؟ قَالَتْ : يَا بُنَيَّ رَأَيْتُكَ تَبْكِي فَبَكَيْتُ . قَالَ : يَا أُمَّهُ لِمِثْلِ مَا نَهْجُمُ عَلَيْهِ غَدًا فَلْيَظَلَّ الْبُكَاءُ قَالَتْ : وَمَا ذَاكَ يَا بُنَيَّ ؟ قَالَ : الْقِيَامَةُ وَمَا فِيهَا قَالَ : ثُمَّ غَلَبَهُ الْبُكَاءِ ، فَقَامَ قَالَ : وَكَانَ مِسْعَرٌ يَقُولُ : لَوْلَا أُمِّي مَا فَارَقْتُ الْمَسْجِدَ إِلَّا لِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ ، قَالَ : وَكَانَ إِنْ دَخَلَ بَكَى ، وَإِنْ خَرَجَ بَكَى ، وَإِنْ صَلَّى بَكَى ، وَإِنْ جَلَسَ بَكَى
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ ، فَمَرَّ بِصَبِيٍّ يَبْكِي ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ يَسْأَلُهُ : مَا يُبْكِيكَ يَا بُنَيَّ ؟ وَجَعَلَ الصَّبِيُّ لَا يُحْسِنُ يُجِيبُهُ ، وَلَا يَرُدُّ عَلَيْهِ شَيْئًا , فَبَكَى ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقَالَ : يَا أَبَا حَمْزَةَ مَا لِأَهْلِ النَّارِ رَاحَةٌ وَلَا مُعَوَّلٌ إِلَّا الْبُكَاءُ . وَجَعَلَ يَبْكِي
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فَرُّوخَ ، مِنْ وَلَدِ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ : زَارَنِي رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ ، فَبَكَى صَبِيُّ لَنَا مِنَ اللَّيْلِ ، فَبَكَى رِيَاحٌ لِبُكَائِهِ حَتَّى أَصْبَحَ . فَذَاكَرْتُهُ يَوْمًا ذَلِكَ ، فَقَالَ : ذَكَرْتُ بِبُكَائِهِ بُكَاءَ أَهْلِ النَّارِ فِي النَّارِ ، لَيْسَ لَهُمْ نَصِيرٌ ثُمَّ بَكَى
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَسْرَعَ دَمْعَةً مِنْ سَعِيدِ بْنِ السَّائِبِ . إِنَّمَا كَانَ يُجْزِئُهُ أَنْ يُحَرَّكَ , فَتَرَى دُمُوعَهُ كَالْقَطْرِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الرَّقِّيُّ ، عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : جَعَلَ زِيَادٌ الْأَسْوَدُ الْعَبْدُ يَبْكِي يَوْمًا ، فَقَالَ لَهُ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ : كَمْ تَبْكِي وَيْحَكَ يَا زِيَادُ ؟ قَالَ : يَا أَبَا أَيُّوبَ وَمَا لِي لَا أَبْكِي ؟ وَاللَّهِ أَبَدًا لَعَلِّي . . . . مِنَ الْبُكَاءِ فِي الْقِيَامَةِ غَدًا قَالَ : فَبَكَى مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ عِنْدَ ذَلِكَ بُكَاءً شَدِيدًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سِجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سِرَارٌ أَبُو عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَتْ لِيَ امْرَأَةُ عَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ : عَاتِبْ عَطَاءً فِي كَثْرَةِ الْبُكَاءِ ، فَعَاتَبْتُهُ , فَقَالَ لِيَ : يَا سِرَارُ كَيْفَ تُعَاتِبُنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ هُوَ إِلَيَّ ؟ إِنِّي إِذَا ذَكَرْتُ أَهْلَ النَّارِ وَمَا يَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَعِقَابِهِ ، تَمَثَّلَتْ لِي نَفْسِي بِهِمْ ، فَكَيْفَ بِنَفْسٍ تُغَلُّ يَدُهَا إِلَى عُنُقِهَا , وَتُسْحَبُ إِلَى النَّارِ , أَلَا تَصِيحُ وَتَبْكِي ؟ وَكَيْفَ لِنَفْسٍ تُعَذَّبُ أَلَّا تَبْكِي وَيْحَكَ يَا سِرَارُ مَا أَقَلَّ غَنَاءَ الْبُكَاءِ عَنْ أَهْلِهِ إِنْ لَمْ يَرْحَمْهُمُ اللَّهُ قَالَ : فَسَكَتُّ عَنْهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سِجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سِرَارٌ الْعَنَزِيُّ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ عَطَاءً السُّلَيْمِيَّ قَطُّ إِلَّا وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ وَمَا كُنْتُ أُشَبِّهُ عَطَاءً إِذَا رَأَيْتُهُ إِلَّا بِالْمَرْأَةِ الثَّكْلَى ، وَكَأَنَّ عَطَاءً لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ السُّلَيْمِيِّ : مَا تَشْتَهِي ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : أَشْتَهِي وَاللَّهِ يَا أَبَا بِشْرٍ أَنْ أَكُونَ رَمَادًا لَا تَجْتَمِعُ مِنْهُ سُفَّةٌ أَبَدًا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ قَالَ صَالِحٌ : فَأَبْكَانِي وَاللَّهِ ، وَعَلِمْتُ أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ النَّجَاةَ مِنْ عُسْرِ يَوْمِ الْحِسَابِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ صَنْعَاءَ ، عَنْ وَهْبَ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّ عَابِدًا لَقِيَ عَابِدًا وَهُوَ يَبْكِي ، وَقَدْ بَكَى حَتَّى جَرِدَتْ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : وَمَا لِي لَا أَبْكِي ؟ أَبْكِي وَاللَّهِ عَلَى أَنْ لَا أَكُونَ لَمْ أَزَلْ أَبْكِي
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي فُرَيْطٌ الْوَرَّاقُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نُعَيْمُ بْنُ مُوَرِّعٍ التَّمِيمِيُّ ، قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ مَيْسَرَةَ الْقَيْسِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يَبْكِي حَتَّى يُغْمَى عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ ؟ فَيَقُولُ : إِنَّمَا أُتِيتُ مِنَ الرِّفْقِ بِهَا ، وَاللَّهِ لَا أَرْفَقُ بِهَا أَبَدًا وَالْقِيَامَةُ أَمَامَهَا ، حَتَّى أَعْلَمَ مَا لَهَا عِنْدَ رَبِّهَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ قَالَ : وَكَانَ قَدْ عَمِشَ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْخُمْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَحْرٌ أَبُو يَحْيَى ، وَكَانَ عَابِدًا قَالَ : رَأَيْتُ عَابِدًا بِعَبَّادَانَ يَبْكِي عَامَّةَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ . قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَخِي كَمْ تَبْكِي ؟ قَالَ : فَازْدَادَ بُكَاءً ثُمَّ قَالَ لِي : فَمَا أَصْنَعُ إِذَا لَمْ أَبْكِ ؟ قَالَ : وَغُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زَهْدَمُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالَ : بَكَى يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ أَرْبَعِينَ عَامًا لَا يَكَادُ تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَهٌ فَكَانَ إِذَا قِيلَ لَهُ ذَلِكَ قَالَ : إِنَّمَا الْأَسَفُ عَلَى أَنْ لَا أَكُونَ تَقَدَّمْتُ فِي الْبُكَاءِ