حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : قَدِمَ مُعَاذٌ أَرْضَنَا قَالَ : وَقِيلَ لَهُ : لَوْ أَمَرْتَ فَجُمِعَ مِنْ هَذَا الصَّخْرِ وَالْخَشَبِ ، فَنَبْنِي لَكَ مَسْجِدًا ، قَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ أُكَلَّفَ حَمْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ظَهْرِي
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، أَنْبَأَنَا زِيَادٌ مَوْلًى لِقُرَيْشٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ قَالَ : قَالَ مُعَاذٌ رَحِمَهُ اللَّهُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِذَا صَلَّيْتَ صَلَاةً فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ ؛ لَا تَظُنُّ أَنَّكَ تَعُودُ إِلَيْهَا أَبَدًا ، وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَمُوتُ بَيْنَ حَسَنَتَيْنِ : حَسَنَةٍ قَدَّمَهَا ، وَحَسَنَةٍ أَخَّرَهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَنْدَلٍ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ : أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ مُعَاذًا وَهُوَ يَقُولُ : مَا مِنْ شَيْءٍ أَنْجَى لِابْنِ آدَمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، قَالُوا : وَلَا السَّيْفُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : وَلَا أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَنْقَطِعَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ أَبِي السَّمِيطِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَجَّاجِ قَالَ : قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : مَنْ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَقٌّ ، وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا ، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ دَخَلَ الْجَنَّةَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَنْدَلٍ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِمُعَاذٍ : عَلِّمْنِي ، قَالَ : وَهَلْ أَنْتَ مُطِيعِي ؟ قَالَ : إِنِّي عَلَى طَاعَتِكَ لَحَرِيصٌ ، قَالَ : صُمْ وَأَفْطِرْ ، وَصَلِّ وَنَمْ ، وَاكْتَسِبْ وَلَا تَأْثَمْ ، وَلَا تَمُوتَنَّ إِلَّا وَأَنْتَ مُسْلِمٌ ، وَإِيَّاكَ وَدَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ مُعَاذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَنْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ : انْظُرُوا أَصْبَحْنَا ؟ فَأُتِيَ فَقِيلَ : لَمْ تُصْبِحْ ، قَالَ : انْظُرُوا أَصْبَحْنَا ، فَأُتِيَ فَقِيلَ : لَمْ تُصْبِحْ حَتَّى أُتِيَ فِي بَعْضِ ذَلِكَ ، فَقِيلَ لَهُ : قَدْ أَصْبَحْتَ ، قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ لَيْلَةٍ صَبَاحُهَا إِلَى النَّارِ ، مَرْحَبًا بِالْمَوْتِ ، مَرْحَبًا زَائِرًا مُغَيَّبًا حَبِيبًا ، جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ ، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَخَافُكَ ، فَأَنَا الْيَوْمَ أَرْجُوكَ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُحِبُّ الدُّنْيَا وَطُولَ الْبَقَاءِ فِيهَا لِكَرْيِ الْأَنْهَارِ وَلَا لِغَرْسِ الشَّجَرِ ، وَلَكِنْ لِظَمَأِ الْهَوَاجِرِ وَمُكَابَدَةِ السَّاعَاتِ وَمُزَاحَمَةِ الْعُلَمَاءِ بِالرُّكَبِ عِنْدَ حِلَقِ الذِّكْرِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى قَالَ : قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْمَلُوهُ ، فَلَنْ تُؤْجَرُوا حَتَّى تَعْمَلُوا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ عَامِلًا كَتَبَ فِي عَهْدِهِ : وَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا مَا عَدَلَ فِيكُمْ ، فَاسْتَعْمَلَ حُذَيْفَةَ عَلَى الْمَدَائِنِ ، وَكَتَبَ فِي عَهْدِهِ : اسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا وَأَعْطُوهُ مَا سَأَلَكُمْ ، فَاسْتَقْبَلُوهُ فَإِذَا هُوَ عَلَى حِمَارٍ مُؤْكَفٍ ، وَفِي يَدِهِ عِرْقٌ يَأْكُلُهُ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ عَهْدَهُ كِتَابَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالُوا لَهُ : مَا حَاجَتُكَ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَكْتُبْ إِلَيْنَا بِمِثْلِ مَا كَتَبَ إِلَيْنَا فِيكَ قَالَ : حَاجَتِي أَنْ تُطْعِمُونِي مِنَ الْخُبْزِ مَا دُمْتُ فِيكُمْ ، وَتَعْلِفُوا حِمَارِي ، وَتَجْمَعُوا خَرَاجَكُمْ ، فَلَمَّا انْقَضَى عَمَلُهُ دَخَلَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا بَلَغَ عُمَرَ قُدُومُهُ قَعَدَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ حَالُهُ مِمَّا فَارَقَهُ عَلَيْهِ ؟ فَلَمَّا رَآهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ اعْتَنَقَهُ ، وَقَالَ : أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ ، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو بَكْرٍ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّدُوسِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْمَدِينِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ دُونَ مَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَتَبَةٍ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَى أَبَا هُرَيْرَةَ إِلَى الْإِسْلَامِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَّمَ أَبَا هُرَيْرَةَ الْقُرْآنَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ بِمُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي الْخَمِيرَ وَأَلْبَسَنِي الْجَبِيرَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي زَوَّجَنِي بِنْتَ غَزْوَانَ بَعْدَمَا كُنْتُ أَجِيرًا لَهَا بِطَعَامِ بَطْنِي ، فَأَرْجَلَتْنِي فَأَرْجَلْتُهَا كَمَا أَرْجَلَتْنِي ، ثُمَّ قَالَ : وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرِّ قَدِ اقْتَرَبَ ، وَيْلٌ لَهُمْ مِنْ إِمَارَةِ الصِّبْيَانِ يَحْكُمُونَ فِيهِمْ بِالْهَوَى ، وَيَقْتُلُونَ بِالْغَضَبِ : أَبْشِرُوا يَا بَنِي فَرُّوخَ أَبْشِرُوا يَا بَنِي فَرُّوخَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ الدِّينَ مُعَلَّقٌ بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ مِنْكُمْ أَقْوَامٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، أَنَّهُ قَرَأَ سُورَةَ الْجَاثِيَةِ ، فَلَمَّا أَتَى هَذِهِ الْآيَةَ بَكَى {{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }} فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا وَيَبْكِي حَتَّى أَصْبَحَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : أَتَيْنَا أَبَا مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ ، فَقُلْنَا لَهُ أَوْصِنَا ، قَالَ : اتَّقُوا اللَّهَ ، أَعُوذُ مِنْ صَبَاحِ النَّارِ ، إِيَّاكُمْ وَالتَّلَوُّنَ فِي الدِّينِ مَا عَرَفْتُمُ الْيَوْمَ فَلَا تُنْكِرُوهُ غَدًا ، وَمَا أَنْكَرْتُمُوهُ الْيَوْمَ فَلَا تَعْرِفُوهُ غَدًا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنَّ حُمَيْدًا الْأَعْرَجَ حَدَّثَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : قَالَ سَعْدٌ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ أَنْ تَلْقَى بَعْدِي أَحَدًا هُوَ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّي ، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُصَلِّيَ فَأَحْسِنِ الْوُضُوءَ ، وَصَلِّ صَلَاةً تَرَى أَنَّكَ لَا تُصَلِّي بَعْدَهَا أَبَدًا ، وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ ؛ فَإِنَّهُ حَاضِرُ الْفَقْرِ ، وَعَلَيْكَ بِالْإِيَاسِ فَإِنَّهُ الْغِنَى ، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، حَدَّثَنِي صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ ، قَالَ : نَزَلَ عَلَيَّ جُنْدُبٌ الْبَجَلِيُّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : مَثَلُ الَّذِي يَعِظُ النَّاسَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ مَثَلُ الْمِصْبَاحِ يُضِيءُ لِغَيْرِهِ وَيَحْرِقُ نَفْسَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ سِنَانٍ يَعْنِي الْعُصْفُرِيَّ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : زَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ مَرَّ فِي السُّوقِ ، وَعَلَيْهِ حِزَمَةٌ مِنْ حَطَبٍ ، فَقِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ اللَّهُ قَدْ أَعْفَاكَ عَنْ هَذَا ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَدْفَعَ بِهِ الْكِبْرَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ النُّعْمَانِ : مَرَّ بِي الرَّكْبُ وَأَوْصَوْنِي ، وَإِذَا خَلْفُهُمْ فَتًى شَابٌّ يَنْظُرُ مِمَّا بَيْنَ مَقْدِمِ رِجْلِهِ وَرَأْسِ رَاحِلَتِهِ ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى شَيْءٍ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَالَ : قُلْتُ : وَصِّنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ : كُلُّ الْقَوْمِ قَدْ أَوْصَاكَ ، قَالَ : قُلْتُ : وَأَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْصِنِي ، قَالَ : إِنَّهُ لَا غِنَى بِأَحَدٍ عَنْ حَظِّهِ مِنْ دُنْيَاهُ ، وَهُوَ إِلَى نَصِيبِهِ مِنْ الْآخِرَةِ أَحْوَجُ ، فَإِذَا تَنَازَعَكَ أَمْرَانِ أَمْرٌ لِلْآخِرَةِ وَأَمْرٌ لِلدُّنْيَا ، فَابْدَأْ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ ، فَآثِرْهُ فَإِنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْهِ ، فَتَفْطُمُهُ افْتِطَامًا ، ثُمَّ تَحْتَرِمُهُ احْتِرامًا ، ثُمَّ تَزُولُ مَعَهُ حَيْثُمَا زَالَ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ وَصَايَا الْقَوْمِ نُسِخَتْ مِنْ صَدْرِي ، وَأَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صَدْرِي مَا قَالَ ، فَلَمَّا جَاوَزَنِي ، قُلْتُ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقِيلَ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالشَّامِ ، فَاسْتَعَرَ فِيهَا ، فَقَالَ النَّاسُ : مَا هَذَا إِلَّا الطُّوفَانُ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ مَاءٌ ، فَبَلَغَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي مَا تَقُولُونَ ، إِنَّمَا هَذِهِ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَفَتِ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ ، وَلَكِنْ خَافُوا مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يَغْدُوَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ إِلَى مَنْزِلِهِ لَا يَدْرِي أَمُؤْمِنٌ هُوَ أَوْ مُنَافِقٌ ، وَخَافُوا إِمَارَةَ الصِّبْيَانِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ ، يَرْفَعُهُ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلْمَقْتِ : الضَّحِكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ ، وَالنَّوْمُ مِنْ غَيْرِ سَهَرٍ ، وَالْأَكْلُ مِنْ غَيْرِ جُوعٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ أَبُو بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : كَانَ تَحْتَ مُعَاذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ امْرَأَتَانِ ، فَإِنْ كَانَ عِنْدَ إِحْدَاهُمَا لَمْ يَشْرَبْ مِنْ بَيْتِ الْأُخْرَى مَاءً
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : إِنَّكَ مُجَالِسٌ قَوْمًا لَا مَحَالَةَ يَخُوضُونَ فِي الْحَدِيثِ ، فَإِذَا رَأَيْتَهُمْ غَفَلُوا فَارْغَبْ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ ذَلِكَ رَغَبَاتٍ ، قَالَ الْوَلِيدُ : فَذَكَرْتُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، فَقَالَ : نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبُو طَلْحَةَ حَكِيمُ بْنُ دِينَارٍ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ : آيَةُ الدُّعَاءِ الْمُسْتَجَابِ إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ غَفَلُوا ، فَارْغَبْ إِلَى رَبِّكَ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ ذَلِكَ رَغَبَاتٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنِ الْمَشْيَخَةِ ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلًا أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ، قَالُوا : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَلَا إِلَى أَنْ يُضْرَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {{ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ }}