مَرَّ بِي الرَّكْبُ وَأَوْصَوْنِي ، وَإِذَا خَلْفُهُمْ فَتًى شَابٌّ يَنْظُرُ مِمَّا بَيْنَ مَقْدِمِ رِجْلِهِ وَرَأْسِ رَاحِلَتِهِ ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى شَيْءٍ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَالَ : قُلْتُ : وَصِّنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ : كُلُّ الْقَوْمِ قَدْ أَوْصَاكَ ، قَالَ : قُلْتُ : وَأَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْصِنِي ، قَالَ : إِنَّهُ لَا غِنَى بِأَحَدٍ عَنْ حَظِّهِ مِنْ دُنْيَاهُ ، وَهُوَ إِلَى نَصِيبِهِ مِنْ الْآخِرَةِ أَحْوَجُ ، فَإِذَا تَنَازَعَكَ أَمْرَانِ أَمْرٌ لِلْآخِرَةِ وَأَمْرٌ لِلدُّنْيَا ، فَابْدَأْ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ ، فَآثِرْهُ فَإِنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْهِ ، فَتَفْطُمُهُ افْتِطَامًا ، ثُمَّ تَحْتَرِمُهُ احْتِرامًا ، ثُمَّ تَزُولُ مَعَهُ حَيْثُمَا زَالَ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ وَصَايَا الْقَوْمِ نُسِخَتْ مِنْ صَدْرِي ، وَأَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صَدْرِي مَا قَالَ ، فَلَمَّا جَاوَزَنِي ، قُلْتُ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقِيلَ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ "
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ النُّعْمَانِ : مَرَّ بِي الرَّكْبُ وَأَوْصَوْنِي ، وَإِذَا خَلْفُهُمْ فَتًى شَابٌّ يَنْظُرُ مِمَّا بَيْنَ مَقْدِمِ رِجْلِهِ وَرَأْسِ رَاحِلَتِهِ ، كَأَنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى شَيْءٍ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَالَ : قُلْتُ : وَصِّنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ : كُلُّ الْقَوْمِ قَدْ أَوْصَاكَ ، قَالَ : قُلْتُ : وَأَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَوْصِنِي ، قَالَ : إِنَّهُ لَا غِنَى بِأَحَدٍ عَنْ حَظِّهِ مِنْ دُنْيَاهُ ، وَهُوَ إِلَى نَصِيبِهِ مِنْ الْآخِرَةِ أَحْوَجُ ، فَإِذَا تَنَازَعَكَ أَمْرَانِ أَمْرٌ لِلْآخِرَةِ وَأَمْرٌ لِلدُّنْيَا ، فَابْدَأْ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ ، فَآثِرْهُ فَإِنَّهُ سَتَأْتِي عَلَيْهِ ، فَتَفْطُمُهُ افْتِطَامًا ، ثُمَّ تَحْتَرِمُهُ احْتِرامًا ، ثُمَّ تَزُولُ مَعَهُ حَيْثُمَا زَالَ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّ وَصَايَا الْقَوْمِ نُسِخَتْ مِنْ صَدْرِي ، وَأَوْقَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي صَدْرِي مَا قَالَ ، فَلَمَّا جَاوَزَنِي ، قُلْتُ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقِيلَ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ