أنا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّكُمْ تُوفُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعِينَ أُمَّةً ، أَنْتُمْ خَيْرُهَا ، وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ
أنا يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ أُوتُوهُ مِنْ قَبْلِنَا ، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللَّهُ لِمَا اخْتَلَفُوا لَهُ ، فَهُمْ لَنَا تَبَعٌ ، لِلْيَهُودِ غَدًا ، وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ
أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي حُيَيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : مَنْ سَجَدَ فِي مَوْضِعٍ عِنْدَ حَجَرٍ ، أَوْ شَجَرَةٍ شَهِدَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ حُيَيٍّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنَّ الصِّيَامَ وَالْقُرْآنَ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ ، وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : رَبِّ ، مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، فَيَشْفَعَانِ
أنا أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ الْقُشَيْرِيِّ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيَّ حَدَّثَهُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ : حَدَّثَنَا كَعْبٌ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَنَّهُ وَجَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الْبَقَرَةُ ، وَآلُ عِمْرَانَ إِلَّا وَهُمَا تُظِلَّانِهِ ، عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، يَقُولَانِ : رَبَّنَا ، لَا سَبِيلَ عَلَيْهِ
نا التِّرْمِذِيُّ ، سَمِعْتُ نُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ غَيْرَ مَرَّةٍ إِذَا مَرَّتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ فِي الْقُرْآنِ ، وَفِي الصِّيَامِ ، وَفِي الصَّلَاةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ يَقُولُ : إِنَّمَا يَجِيءُ ثَوَابُ الْقُرْآنِ ، وَثَوَابُ الصِّيَامِ ، وَثَوَابُ ذَلِكَ الْعَمَلِ كُلِّهِ
أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ بِأَرْضٍ بَيْضَاءَ ، كَأَنَّهَا سَبِيكَةُ فِضَّةٍ ، لَمْ يُعْصَ اللَّهُ فِيهَا قَطُّ ، وَلَمْ يُخْطَأْ فِيهَا ، فَأَوَّلُ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ أَنَّهُ يُنَادِي : {{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }} ، ثُمَّ يَكُونُ أَوَّلُ مَا يَبْدَءُونَ مِنَ الْخُصُومَاتِ فِي الدُّنْيَا ، فَيُؤْتَى بِالْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ ، فَيُقَالُ لَهُ : لِمَ قَتَلْتَ ؟ فَإِنْ قَالَ : قَتَلْتُهُ ؛ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِلَّهِ ، قَالَ : فَإِنَّهَا لِي ، فَإِنْ قَالَ : قَتَلْتُهُ ؛ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلَانٍ ، قَالَ : فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَهُ فَيَبُوءُ بِإِثْمِهِ ، فَيَقْتُلُهُ بِمَنْ كَانَ قَتَلَ ، بَالِغِينَ مَا بَلَغُوا ، وَيَذُوقُ الْمَوْتَ عِدَّةَ مَا ذَاقُوا
أنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، وَقَالَ مَرَّةً عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، ثُمَّ جَعَلَ لَا يُجَاوِزُ بِهِ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ - قَوْلُهُ {{ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ }} قَالَ : أَرْضٌ بَيْضَاءُ كَالْفِضَّةِ ، لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ ، وَلَمْ يُعْمَلْ عَلَيْهَا بِخَطِيئَةٍ ، فَيَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي ، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ حَتَّى يَلْقَوُا اللَّهَ كَمَا خُلِقُوا حُفَاةً عُرَاةً
أنا شُعْبَةُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ
أنا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ لِي عَطَاءٌ : مَا أَكْثَرَ الْأَسْمَاءَ عَلَى اسْمِي وَاسْمِكَ ، فَإِذَا دَعَا أَيْنَ فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ ؟ لَمْ يَقُمْ إِلَّا مَنْ دُعِيَ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الرَّجُلَ يُدْعَى إِلَى الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُقَالُ : يَا فُلَانُ ابْنُ فُلَانٍ ، هَلُمَّ إِلَى الْحِسَابِ حَتَّى يَقُولَ : مَا يُرَادُ أَحَدٌ غَيْرِي مِمَّا يُخَصُّ بِهِ مِنَ الْحِسَابِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : نا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : يُوقَفُ الْعَبْدُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَيَقُولُ : قِيسُوا بَيْنَ نِعْمَتِي عَلَيْهِ وَبَيْنَ عَمَلِهِ ، فَتُغْرِقُ النِّعْمَةُ الْعَمَلَ ، فَيَقُولُ : أَغْرَقَتِ النِّعْمَةُ الْعَمَلَ ، فَيَقُولُ : هَبُوا لَهُ النِّعْمَةَ ، قِيسُوا بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، فَإِنِ اسْتَوَى الْعَمَلَانِ أَذْهَبَ اللَّهُ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ ، وَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ كَانَ عَمَلُهُ أَفْضَلَ ، أَعْطَاهُ فَضْلَهُ ، وَلَمْ يَظْلِمْهُ ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ فَضْلٌ ، فَهُوَ {{ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ }} ، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ رَحِمَهُ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، وَقَتَادَةَ ، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يُجَاءُ بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَعْطَيْتُكَ ، وَخَوَّلْتُكَ ، وَأَنْعَمْتُ عَلَيْكَ ، فَمَاذَا صَنَعْتَ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، جَمَعْتُهُ ، وَثَمَّرْتُهُ ، فَتَرَكْتُهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ ، فَارْجِعْنِي آتِكَ بِهِ ، فَيَقُولُ لَهُ : أَرِنِي مَا قَدَّمْتَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، جَمَعْتُهُ ، وَثَمَّرْتُهُ ، فَتَرَكْتُهُ أَكْثَرَ مَا كَانَ فَارْجِعْنِي آتِكَ بِهِ ، فَإِذَا عَبْدٌ لَمْ يُقَدِّمْ خَيْرًا فَيَمْضِي بِهِ إِلَى النَّارِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ : يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَ عَرَضَاتٍ : فَأَمَّا عَرْضَتَانِ : فَجِدَالٌ ، وَمَعَاذِيرُ ، وَأَمَّا الْعَرْضَةُ الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطَايُرُ الصُّحُفِ فِي الْأَيْدِي ، فَإِمَّا آخِذٌ بِيَمِينِهِ ، وَآخِذٌ بِشِمَالِهِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا الْحَكَمُ - أَوْ أَبُو الْحَكَمِ ، شَكَّ نُعَيْمٌ - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ قَالَ : قَالَ عُمَرُ لِكَعْبٍ : وَيْحَكَ يَا كَعْبُ ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا مِنْ حَدِيثِ الْآخِرَةِ ، قَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ رُفِعَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ ، وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلَائِقِ إِلَّا وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى عَمَلِهِ فِيهِ ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْتَى بِالصُّحُفِ الَّتِي فِيهَا أَعْمَالُ الْعِبَادِ ، قَالَ فَتُنْشَرُ حَوْلَ الْعَرْشِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ {{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا }} قَالَ الْأَسَدِيُّ : الصَّغِيرَةُ مَا دُونَ الشِّرْكُ ، وَالْكَبِيرَةُ : الشِّرْكُ إِلَّا أَحْصَاهَا ، قَالَ كَعْبٌ : ثُمَّ يُدْعَى الْمُؤْمِنُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَيَنْظُرُ فِيهِ فَحَسَنَاتُهُ بَادِيَاتٌ لِلنَّاسِ ، وَهُوَ يَقْرَأُ سَيِّئَاتِهِ ؛ لِكَيْ لَا يَقُولَ كَانَتْ لِي حَسَنَاتٌ فَلَمْ تُذْكَرْ ، فَأَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُرِيَهُ عَمَلَهُ كُلَّهُ ، حَتَّى إِذَا اسْتَنْقَصَ مَا فِي الْكِتَابِ وَجَدَ فِي آخِرِ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّهُ مَغْفُورٌ ، وَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُقْبِلُ إِلَى أَصْحَابِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : {{ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ }} ثُمَّ يُدْعَى الْكَافِرُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ، ثُمَّ يُلَفُّ فَيُجْعَلُ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، وَيُلْوَى عُنُقُهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ }} يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ ، فَسَيِّئَاتُهُ بَادِيَاتٌ لِلنَّاسِ ، وَيَنْظُرُ فِي حَسَنَاتِهِ ؛ لِكَيْ لَا يَقُولَ : أَفَأُثَابُ عَلَى السَّيِّئَاتِ ؟
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ امْرَأً لَا يَشْهَدُ عَلَى شَهَادَةٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا شَهِدَ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ ، وَلَا يَمْتَدِحُ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا امْتَدَحَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا مَعْمَرٌ ، عَمَّنْ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ يَذْكُرُ عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ يَقُولُ : إِنَّ أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ ، قُلْتُ لَهُ : إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَلَكًا مُقَرَّبًا ، قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ ، قَالَ : أَتَدْرِي كَيْفَ خَلْقُ الْمَلَائِكَةِ ؟ إِنَّمَا خَلْقُ الْمَلَائِكَةِ كَخَلْقِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَكَخَلْقِ الْجِبَالِ ، وَكَخَلْقِ السَّحَابِ ، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللَّهِ عَلَى اللَّهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ نَبِيًّا نَبِيًّا ، وَأُمَّةً أُمَّةً حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ مَرْكَزًا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، وَيُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَيُنَادِي مُنَادٍ أَيْنَ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ؟ فَيَقُومُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَتَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ يَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ ، فَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ يَمِينًا وَشِمَالًا ، وَيَمْضِي النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ ، فَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ رُتَبًا ؛ يَدُلُّونَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ ، عَلَى يَمِينِكَ ، عَلَى شِمَالِكَ ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ فَيُوضَعُ لَهُ كُرْسِيٌّ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ، ثُمَّ يَتْبَعُهُ عِيسَى عَلَى مِثْلِ سَبِيلِهِ ، وَيَتْبَعُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ، حَتَّى إِذَا كَانُوا عَلَى الصِّرَاطِ طَمَسَ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ ، فَتَهَافَتُوا فِي النَّارِ يَمِينًا وَشِمَالًا ، وَيَمْضِي النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ ، فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ رُتَبًا ، يَدُلُّونَهُمْ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ ، عَلَى يَسَارِكَ ، حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ ، فَيُوضَعُ لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ ، ثُمَّ يُدْعَى نَبِيٌّ نَبِيٌّ ، وَأُمَّةٌ أُمَّةٌ ، حَتَّى يَكُونَ آخِرَهُمْ نُوحٌ رَحِمَ اللَّهُ نُوحًا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَسْتَفْتِحُ ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ : مُحَمَّدٌ ، فَيَقُولُ : بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لَا أَفْتَحَ لِأَحَدٍ قَبْلَكَ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا مِسْعَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيُفْتَحُ لَهُ مُحَمَّدٌ ، ثُمَّ قَرَأَ آيَةً مِنَ التَّوْرَاةِ : أخرايا قدمايا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا جُوَيْبِرٌ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالٌ كَانَتْ لَهُمْ ذُنُوبٌ عِظَامٌ ، وَكَانَ جَسِيمُ أَمْرِهِمْ لِلَّهِ ، فَأُقِيمُوا عَلَى ذَلِكَ الْمُقَامِ ، إِذَا نَظَرُوا إِلَى أَهْلِ النَّارِ عَرَفُوهُمْ بِسَوَادِ الْوُجُوهِ ، وَقَالُوا : {{ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }} وَإِذَا نَظَرُوا إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَفُوهُمْ بِبَيَاضِ الْوُجُوهِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }} ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَدْخَلَ اللَّهُ أَصْحَابَ الْأَعْرَافِ الْجَنَّةَ قَوْلُهُ {{ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ }}
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ الصِّرَاطَ مِثْلُ السَّيْفِ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ ، وَإِنَّ بِجَنْبَتَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَيُؤْخَذُ بِالْكَلُّوبِ الْوَاحِدِ أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ ، وَمُضَرَ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُمْ لَيَتَبَاهَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدًا ، فَيَدْعُو كُلُّ نَبِيٍّ إِلَيْهِ مَنْ يَعْرِفُ مِنْ أُمَّتِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ وَارِدًا ، فَإِنَّ لِي حَوْضًا مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى مَكَّةَ ، أَوْ عَمَّانَ وَصَنْعَاءَ ، تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ ، وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ ، يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ وَرِقٍ ، وَالْآخَرُ مِنْ ذَهَبٍ ، شَرَابُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ أَقْوَامٌ مِمَّنْ صَحِبَنِي ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَعَرَفْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أَصْحَابِي أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ ، عَنْ غُنَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الْعَوَّامِ ، عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ : هَذِهِ الْآيَةُ {{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا }} قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا وُرُودُهَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ وُرُودَهَا أَنْ يُجَاءَ بِجَهَنَّمَ ، وَتُمْسَكُ لِلنَّاسِ كَأَنَّهَا مَتْنُ إِهَالَةٍ ، حَتَّى إِذَا اسْتَقَرَّتْ عَلَيْهِ أَقْدَامُ الْخَلَائِقِ بَرِّهِمْ وَفَاجِرِهِمْ نَادَاهَا مُنَادٍ أَنْ خُذِي أَصْحَابَكِ وَدَعِي أَصْحَابِي . . . بِكُلِّ وَلِيٍّ لَهَا ، فَهِيَ أَعْلَمُ بِهِمْ مِنَ الْوَالِدِ بِوَلَدِهِ ، وَيَنْجُو الْمُؤْمِنُونَ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الصِّرَاطَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَى بَعْضِ النَّاسِ أَدَقَّ مِنَ الشَّعْرِ ، وَعَلَى بَعْضِ النَّاسِ مِثْلُ الْوَادِي الْوَاسِعِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ : قَالُوا : أَلَمْ يَعِدْنَا رَبُّنَا أَنَّا نَرِدُ النَّارَ ؟ فَقَالَ : إِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ بِهَا ، وَهِيَ خَامِدَةٌ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا عَوْفٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيِّ قَالَ : يَجُوزُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الصِّرَاطَ عَلَى قَدْرِ إِيمَانِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ ، فَيَجُوزُ الرَّجُلُ كَالطَّرْفَةِ فِي السُّرْعَةِ ، وَكَالسَّهْمِ الْمَرْمِيِّ ، وَكَالطَّائِرِ السَّرِيعِ الطَّيْرَانِ ، وَكَالْفَرَسِ الْجَوَادِ الْمُضَمَّرِ ، وَيَجُوزُ الرَّجُلُ يَعْدُو عَدْوًا ، وَالرَّجُلُ يَمْشِي مَشْيًا ، حَتَّى يَكُونَ آخِرُ مَنْ يَجُوزُ يَحْبُو حَبْوًا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ ، أَنَّ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ ، وَعُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ حَدَّثَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَيَفْرُغُ اللَّهُ مِنْ قَضَاءِ الْخَلْقِ ، فَيَبْقَى رَجُلَانِ يُؤْمَرُ بِهِمَا إِلَى النَّارِ ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمَا ، فَيَقُولُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى : رُدُّوهُ فَيَرُدُّونَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ : لِمَ الْتَفَتَّ ؟ قَالَ : كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ ، قَالَ : فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : لَقَدْ آتَانِي رَبِّي حَتَّى لَوْ أَنِّي أَطْعَمْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي شَيْئًا ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَهُ يُرَى السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَنْعُمَ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : رَجُلَانِ مِمَّنْ أُدْخِلَا النَّارَ ، اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : أَخْرِجُوهُمَا ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهُمَا ، قَالَ لَهُمَا : لِأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا ؟ قَالَا : فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا ، قَالَ : إِنَّ رَحْمَتِي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا ، فَتُلْقِيَا أَنْفُسَكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِنَ النَّارِ ، فَيَنْطَلِقَانِ فَيُلْقِي أَحَدُهُمَا نَفْسَهُ ، فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا ، وَيَقُومُ الْآخَرُ فَلَا يُلْقِي نَفْسَهُ ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ جَلَّ وَعَلَا : مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِيَ نَفْسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ ؟ فَيَقُولُ : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تُعِيدَنِي فِيهَا بَعْدَمَا أَخْرَجْتَنِي ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ : لَكَ رَجَاؤُكَ ، فَيَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ جَمِيعًا بِرَحْمَةِ اللَّهِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : يُحَاسَبُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَمَنْ كَانَتْ حَسَنَاتُهُ أَكْثَرَ مِنْ سَيِّئَاتِهِ بِوَاحِدَةٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ كَانَتْ سَيِّئَاتُهُ أَكْثَرَ مِنْ حَسَنَاتِهِ بِوَاحِدَةٍ دَخَلَ النَّارَ ، ثُمَّ قَرَأَ {{ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ }} ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْمِيزَانَ يَخِفُّ بِمِثْقَالِ حَبَّةٍ ، أَوْ يَرْجُحُ ، قَالَ : وَمَنِ اسْتَوَتْ حَسَنَاتُهُ وَسَيِّئَاتُهُ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْأَعْرَافِ ، فَوَقَفُوا عَلَى الصِّرَاطِ ، ثُمَّ عَرَفُوا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، وَأَهْلَ النَّارِ ، فَإِذَا نَظَرُوا إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ نَادَوْا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، وَإِذَا صَرَفُوا أَبْصَارَهُمْ إِلَى يَسَارِهِمْ نَظَرُوا إِلَى أَصْحَابِ النَّارِ ، قَالُوا : {{ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }} فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ ، قَالَ : فَأَمَّا أَصْحَابُ الْحَسَنَاتِ فَإِنَّهُمْ يُعْطَوْنَ نُورًا يَمْشُونَ بِهِ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ، وَيُعْطَى كُلُّ عَبْدٍ يَوْمَئِذٍ نُورًا ، وَكُلُّ أُمَّةٍ نُورًا ، فَإِذَا أَتَوْا عَلَى الصِّرَاطِ سَلَبَ اللَّهُ نُورَ كُلِّ مُنَافِقٍ وَمُنَافِقَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ الْجَنَّةِ مَاذَا لَقِيَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا : {{ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا }} وَأَمَّا أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ فَإِنَّ النُّورَ كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ ، وَمَنَعَتْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ أَنْ يَمْضُوا بِهَا ، فَبَقِيَ فِي قُلُوبِهِمُ الطَّمَعُ ، إِذْ لَمْ يُنْزَعِ النُّورُ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، فَبِذَلِكَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {{ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }} فَكَانَ الطَّمَعُ النُّورَ فِي أَيْدِيهِمْ ، ثُمَّ أُدْخِلُوا بَعْدَ ذَلِكَ الْجَنَّةَ ، وَكَانُوا آخِرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولًا ، قَالَ : وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً كُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرًا ، وَإِذَا عَمِلَ سَيِّئَةً لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ إِلَّا وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ يَقُولُ : هَلَكَ مَنْ غَلَبَتْ وَحْدَاتُهُ أَعْشَارَهُ
نا نُعَيْمٌ ، قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَضْرِبُ النَّاسُ أَكْبَادَ الْإِبِلِ فَلَا يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمٍ بِالْمَدِينَةِ ، قِيلَ لِسُفْيَانَ : فَمَنْ تَرَاهُ ؟ قَالَ نُعَيْمٌ : فَسَمِعْتُهُ مِرَارًا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ مَرَّةً يَقُولُ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ فَهُوَ الْعُمَرِيُّ ، وَهُوَ الْعَابِدُ بِالْمَدِينَةِ يُكَنَّى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ رَافِعٍ أَبِي الْحَسَنِ . . . قَالَ : فَيُشِيرُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى لِسَانِهِ ، فَيَرْبُو فِيهَا حَتَّى يَمْلَأَ فَاهُ ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْطِقَ بِكَلِمَةٍ ، ثُمَّ يَقُولُ لِآرَابِهِ - يَعْنِي أَعْضَاءَهُ كُلَّهَا : تَكَلَّمِي وَاشْهَدِي عَلَيْهِ ، فَيَشْهَدُ عَلَيْهِ سَمْعُهُ ، وَبَصَرُهُ ، وَجِلْدُهُ ، وَفَرْجُهُ ، وَيَدَاهُ ، وَرِجْلَاهُ ، صَنَعْنَا ، فَعَلْنَا ، عَمَلْنَا قَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ : سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيَّ يَقُولُ : أَجْسَرُ النَّاسِ عَلَى الْفُتْيَا أَقَلُّهُمْ عِلْمًا بِاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ ، وَ . . . النَّاسِ مِنَ الْفُتْيَا أَعْلَمُهُمْ بِاخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ ، قَالَ : وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ : . . . مَنْ يُعْطِي كُلَّ حَدِيثٍ حَقَّهُ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزَّمَانِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً - وَمَا مِنْهُمْ دَانٍ - لَمَنْ يَغْدُو عَلَيْهِ وَيَرُوحُ عَشَرَةُ آلَافِ خَادِمٍ ، وَمَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ طُرْفَةٌ لَيْسَتْ مَعَ صَاحِبِهِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ قَالَ : إِنَّهُ لَيُصَفُّ لِلرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ سِمَاطَانِ ، لَا يُرَى أَطْرَافُهُمَا مِنْ غِلْمَانِهِ ، حَتَّى إِذَا مَرَّ مَشَوْا وَرَاءَهُ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا لَتَزَخْرَفَ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ ، فَبَدَا أَسَاوِرُهُ لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ ، كَمَا يَطْمِسُ ضَوْءُ الشَّمْسِ ضَوْءَ النُّجُومِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ : لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ نُشِرَ الْيَوْمَ فِي الدُّنْيَا لَصَعِقَ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَمَا حَمَلَتْهُ أَبْصَارُهُمْ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ فِي الْغُرَفِ كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الشَّرْقِيَّ ، أَوِ الْغَرْبِيَّ الْغَارِبَ فِي الْأُفُقِ ، أَوِ الطَّالِعَ فِي تَفَاضُلِ الدَّرَجَاتِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُولَئِكَ النَّبِيُّونَ ، قَالَ : لَا ، بَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ أَقْوَامٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : نا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ : نا أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَلَكًا إِلَى الْجَنَّةِ ، يَقُولُ : هَلْ أنْجَزَكُمُ اللَّهُ مَا وَعَدَكُمْ ؟ فَيَنْظُرُونَ فَيَرَوْنَ الْحُلِيَ ، وَالْحُلَلَ ، وَالثِّمَارَ ، وَالْأَنْهَارَ ، وَالْأَزْوَاجَ الْمُطَهَّرَةَ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، قَدْ أَنْجَزَنَا اللَّهُ مَا وَعَدَنَا ، فَيَقُولُ الْمَلَكُ : هَلْ أنْجَزَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ ؟ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَلَا يَفْقِدُونَ شَيْئًا مِمَّا وُعِدُوا ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ : بَقِيَ لَكُمْ شَيْءٌ ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ {{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }} أَلَا إِنَّ الْحُسْنَى الْجَنَّةُ ، وَالزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى اللَّهِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : الزِّيَادَةُ النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَسِيرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَ سَنَةٍ ، لَنْ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى أَدْنَاهُ ، وَأَرْفَعُهُمُ الَّذِي يَنْظُرُ إِلَى رَبِّهِ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفَ خَادِمٍ وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً ، وَتُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ ، وَزَبَرْجَدٍ ، وَيَاقُوتٍ ، كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ إِلَى صَنْعَاءَ
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ يُرَدُّونَ أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : أَهْلُ الْجَنَّةِ أَبْنَاءُ ثَلَاثِينَ جُرْدٌ مُرْدٌ مُكَحَّلُونَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ ، كَانَ طُولُهُ سِتِّينَ ذِرَاعًا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ : كَيْفَ يَكُونُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ عَلَى قَوَامِ آدَمَ ، وَكَانَ قَوَامُهُ سِتِّينَ ذِرَاعًا
نا نُعَيْمٌ ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : جَنَّاتُ عَدْنٍ بُطْنَانِ الْجَنَّةِ ، يَعْنِي : سُرَّةَ الْجَنَّةِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى فِي قَوْلِهِ : {{ مُدْهَامَّتَانِ }} قَالَ : خَضْرَاوَانِ وَفِي قَوْلِهِ : {{ نَضَّاخَتَانِ }} قَالَ : نَضَّاخَتَانِ بِالْخَيْرِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ أَوَّلُ مَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَتَلَقَّاهُ سَبْعُونَ أَلْفَ خَادِمٍ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْأَغَرُّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَذَا يُنَادِي مُنَادٍ : إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلَا تَمُوتُوا أَبَدًا ، وَتَصِحُّوا فَلَا تَسْقَمُوا أَبَدًا ، وَتَشِبُّوا فَلَا تَهْرَمُوا أَبَدًا ، وَتَنْعَمُوا فَلَا تَبْؤُسُوا أَبَدًا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةَ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }}
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ صُوِّرَ صُورَةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَأُلْبِسَ لِبَاسَهُمْ ، وَحُلِّيَ حِلْيَتَهُمْ ، وَأُرِيَ أَزْوَاجَهُ ، وَخَدَمَهُ ، يَأْخُذُهُ سُوَارُ فَرَحٍ ، لَوْ كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَمُوتَ لَمَاتَ مِنْ سُوَارِ فَرَحِهِ ، فَيُقَالُ لَهُ : أَرَأَيْتَ سُوَارَ فَرْحَتِكَ هَذِهِ ، فَإِنَّهَا قَائِمَةٌ لَكَ أَبَدًا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ فَيَقُولُ : أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ قَالُوا : يَا رَبُّ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْكُوفِيُّ الْبَجَلِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : الْحِلْيَةُ تَبْلُغُ حَيْثُ انْتَهَى الْوُضُوءُ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : أنا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ أَبَا الْخَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا الْعَوَّامِ مُؤَذِّنَ إِيلِيَاءَ - أَوَّلُ رَجُلٍ أَذَّنَ بِإِيلِيَاءَ - أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبًا يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا : إِنَّ لِكُلِّ ضَيْفٍ جَزُورًا ، وَإِنِّي أُجْزِرُكُمُ الْيَوْمَ حُوتًا وَثَوْرًا ، فَتُجْزَرُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لَا يَبْصُقُونَ فِيهَا ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الْأَلُوَّةُ ، وَأَمْشَاطُهُمْ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَمَجَامِرُهُمْ مِنَ الْأَلُوَّةِ - أَوْ قَالَ : اللُّؤْلُؤِ - وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنَ الْحُسْنِ ، لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ ، وَلَا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : {{ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ }} قَالَ : لَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ فِي قَفَا بَعْضٍ
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ : نا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ أَنَّ الْحُورَ الْعِينَ يَتَلَقَّيْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ، عِنْدَ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَيَقُلْنَ : طَالَمَا انْتَظَرْنَاكُمْ ، فَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ ، وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلَا نَظْعَنُ ، وَنَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ ، بِأَحْسَنِ أَصْوَاتٍ سُمِعَتْ ، فَيَقُولُ هُوَ : أَنْتِ حِبِّي لَيْسَ دُونَكِ مُقَصِّرٌ ، وَلَا وَرَاءَكِ مَعَدًّى
نا نُعَيْمٌ قَالَ : نا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ : أنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : تَسَارَعُوا إِلَى الْجُمُعَةِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَبْرُزُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ ، فِي كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ أَبْيَضَ ، فَيَكُونُونَ مِنْهُ فِي الْقُرْبِ عَلَى قَدْرِ تَسَارُعِهِمْ إِلَى الْجُمُعَةِ فِي الدُّنْيَا