حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا سُحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ إِذْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعًا ، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ قَالَ عُرْوَةُ : فَحَدَّثْتُ بِذَلِكَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَتْ لِي عَائِشَةُ : يَا ابْنَ أَخِي ، انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ مِنْهُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَتْنِي بِهِ عَنْهُ ، قَالَ : فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِي فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَعَجِبَتْ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِذَلِكَ أَيْضًا
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، قَالَ : نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ حُرَيْزِ بْنِ عُثْمَانَ الرَّحَبِيِّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً أَعْظَمُهَا فِتْنَةً قَوْمٌ يَقِيسُونَ الدِّينَ بِرَأْيِهِمْ يُحَرِّمُونَ بِهِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ وَيُحَلِّلُونَ بِهِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ ، وَيَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَا : نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، ثنا حُرَيْزٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى بِضْعٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، أَعْظَمُهَا فِتْنَةً عَلَى أُمَّتِي قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُحَلِّلُونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلَالَ وَرُوِيَ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ : حَدِيثُ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الَّذِي يَرْوِيهِ عِيْسَى بْنُ يُونُسَ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ ، وَنَحْوَهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَبُو عُمَرَ : هَذَا هُوَ الْقِيَاسُ عَلَى غَيْرِ أَصْلٍ وَالْكَلَامُ فِي الدِّينِ بِالتَّخَرُّصِ وَالظَّنِّ ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ : يُحِلُّونَ الْحَرَامَ وَيُحَرِّمُونَ الْحَلَالَ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَلَالَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَوْ سُنَّةِ رَسُولِهِ تَحْلِيلُهُ ، وَالْحَرَامَ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ أَوْ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ تَحْرِيمُهُ ، فَمَنْ جَهِلَ ذَلِكَ وَقَالَ فِيمَا سُئِلَ عَنْهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَقَاسَ بِرَأْيِهِ حَرَّمَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ بِجَهْلِهِ وَأَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَعْلَمْ ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي قَاسَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِ فَضَلَّ وَأَضَلَّ وَمَنْ رَدَّ الْفُرُوعَ فِي عِلْمِهِ إِلَى أُصُولِهَا فَلَمْ يَقُلْ بِرَأْيِهِ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي ، بِالْقُلْزُمِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، بِهَمْدَانَ قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَقَّاصِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَعْمَلُ هَذِهِ الْأَمَّةُ بُرْهَةً بِكِتَابِ اللَّهِ وَبُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ يَعْمَلُونَ بِالرَّأْيِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ ضَلُّوا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ يَحْيَى الْأَبَحُّ ، عَنِ الزُهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : تَعْمَلُ هَذِهِ الْأَمَّةُ بُرْهَةً بِكِتَابِ اللَّهِ ثُمَّ تَعْمَلُ بُرْهَةً بِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ تَعْمَلُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالرَّأْيِ فَإِذَا عَمِلُوا بِالرَّأْيِ ضَلُّوا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا سُحْنُونُ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرَّأْيَ إِنَّمَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُصِيبًا ؛ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرِيهِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنَّا الظَّنُّ وَالتَّكَلُّفُ
وَبِهِ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَصْبَحَ أَهْلُ الرَّأْيِ أَعْدَاءَ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَرْوُوهَا فَاسْتَبَقُوهَا بِالرَّأْيِ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمْرَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اتَّقُوا الرَّأْيَ فِي دِينِكُمْ ، قَالَ سُحْنُونُ : يَعْنِي الْبِدَعَ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، كَانَ يَقُولُ : إِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَعُوهَا ، وَاسْتَحْيَوْا حِينَ سُئِلُوا أَنْ يَقُولُوا : لَا نَعْلَمُ ، فَعَارَضُوا السُّنَنَ بِرَأْيِهِمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ح ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ ، قَالَ : أنا سَهْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَا جَمِيعًا : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُطَيْسٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَوْدِيُّ الصُّوفِيُّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَامِرٍ يَعْنِي الشَّعْبِيَّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِيَّاكُمْ وَأَصْحَابَ الرَّأْيِ ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا فَقَالُوا بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقَزَّازُ ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، ثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِيَّاكُمْ وَالرَّأْيَ ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ الرَّأْيِ أَعْدَاءُ السُّنَنِ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا وَتَفَلَّتَتْ مِنْهُمْ أَنْ يَحْفَظُوهَا فَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَوَادَ : أَهْلُ الرَّأْيِ هُمْ أَهْلُ الْبِدَعِ ، وَهُوَ الْقَائِلُ فِي قَصِيدَتِهِ : وَدَعْ عَنْكَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَقَوْلَهُمْ فَقَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ أَزْكَى وَأَشْرَحُ *
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَحْرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا سُنَيْدٌ ، نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ : أَمِيرٌ خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ وَلَا عَامٌ أَخْصَبُ مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ فُقَهَاءَكُمْ يَذْهَبُونَ ثُمَّ لَا تَجِدُونَ مِنْهُمْ خَلَفًا ، وَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، ثنا عَلِيٌّ ، ثنا أَحْمَدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُحْنُونُ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : لَيْسَ عَامٌ إِلَّا وَالَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، لَا أَقُولُ : عَامٌ أَمْطَرُ مِنْ عَامٍ ، وَلَا عَامٌ أَخْصَبُ مِنْ عَامٍ ، وَلَا أَمِيرٌ خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ ، وَلَكِنْ ذَهَابُ خِيَارِكُمْ وَعُلَمَائِكُمْ ، ثُمَّ يُحَدِّثُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُهْدَمُ الْإِسْلَامُ وَيُثْلَمُ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَسَعِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الْمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَيْسَ عَامٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، وَلَا أَقُولُ : عَامٌ أَمْطَرٌ مِنْ عَامٍ وَلَا عَامٌ أَخْصَبُ مِنْ عَامٍ وَلَا أَمِيرٌ خَيْرٌ مِنْ أَمِيرٍ وَلَكِنْ ذَهَابُ خِيَارِكُمْ وَعُلَمَائِكُمْ ، ثُمَّ يُحَدِّثُ قَوْمٌ يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ فَيُهْدَمُ الْإِسْلَامُ وَيُثْلَمُ
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قُرَّاؤُكُمْ وَعُلَمَاؤُكُمْ يَذْهَبُونَ وَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا يَقِيسُونَ الْأُمُورَ بِرَأْيِهِمْ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَحْرٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : نا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا عَلَّمَكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ عِلْمٍ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَمَا اسْتَأْثَرَ عَلَيْكَ بِهِ مِنْ عِلْمٍ فَكِلْهُ إِلَى عَالِمِهِ ، وَلَا تَتَكَلَّفْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ لِنَبِيِّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : {{ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ }}
قَالَ وَنا سُنَيْدٌ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلَا تُضَيِّعُوهَا وَنَهَى عَنْ أَشْيَاءَ فَلَا تَنْتَهِكُوهَا وَحَدَّ حُدُودًا فَلَا تَعْتَدُوهَا وَعَفَا عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ لَا عَنْ نِسْيَانٍ فَلَا تَبْحَثُوا عَنْهَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، نا أَحْمَدُ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، نا عَفَّانُ ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّمَا هُوَ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ ، فَمَنْ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ بِرَأْيِهِ فَمَا أَدْرِي أَفِي حَسَنَاتِهِ يَجِدُ ذَلِكَ أَمْ فِي سَيِّئَاتِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، ثنا عَلِيٌّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثنا سُحْنُونُ ، نا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، السُّنَّةُ مَا سَنَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، لَا تَجْعَلُوا خَطَأَ الرَّأْيِ سُنَّةً لِلْأُمَّةِ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَقُولُ : لَمْ يَزَلْ أَمْرُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مُسْتَقِيمًا حَتَّى أَدْرَكَ فِيهِمُ الْمُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ فَأَحْدَثُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَأَضَلُّوا بَنِي إِسْرَائِيلَ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : إِيَّاكُمْ وَالْمُقَايَسَةَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ أَخَذْتُمْ بِالْمُقَايَسَةِ لَتُحِلُّنَّ الْحَرَامَ وَلَتُحَرِّمُنَّ الْحَلَالَ ، وَلَكِنْ مَا بَلَغَكُمْ مِنْ حِفْظٍ عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَاحْفَظُوهُ
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَعْبَانَ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ ، نا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، نا صَالِحُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : إِنَّمَا هَلَكْتُمْ حِينَ تَرَكْتُمُ الْآثَارَ ، وَأَخَذْتُمْ بِالْمَقَايِيسِ
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ نا ابْنُ شَعْبَانَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، نا أَبُو هَاشِمٍ الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : لَا أَقِيسُ شَيْئًا بِشَيْءٍ قُلْتُ : لِمَهْ ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ تَزِلَّ قَدَمِي
حَدَّثَنَا ابْنُ قَاسِمٍ ، نا ابْنُ شَعْبَانٍ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، نا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ مَا دَامَ عَلَى الْأَثَرِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَا : نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، أنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ عَلَى الطَّرِيقِ مَا دَامَ عَلَى الْأَثَرِ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، يَقُولُ لِرَجُلٍ : إِنِ ابْتُلِيتَ بِالْقَضَاءِ فَعَلَيْكَ بالْأَثَرِ
قَالَ : وَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : إِنَّمَا الدِّينُ بِالْآثَارِ
قَالَ : ثنا ابْنُ أَبِي رِزْمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَانَ بْنَ عُثْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، يَقُولُ : لِيَكُنِ الَّذِي تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ هُوَ الْأَثرُ وَخُذْ مِنَ الرَّأْيِ مَا يُفَسِّرُ لَكَ الْحَدِيثَ وَعَنْ شُرَيْحٍ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ السُّنَّةَ سَبَقَتْ قِيَاسَكُمْ فَاتَّبِعُوا وَلَا تَبْتَدِعُوا فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا أَخَذْتُمْ بِالْأَثَرِ
وَرَوَى عَمْرُو بْنُ ثَابَتٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : إِنَّ السُّنَّةَ لَمْ تُوضَعْ بِالْمَقَايِيسِ
وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ وَاصِلٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حِينَ تَشَعَّبَتْ بِهِمُ السُّبُلُ وَحَادُوا عَنِ الطَّرِيقِ ، فَتَرَكُوا الْآثَارَ وَقَالُوا فِي الدِّينِ بِرَأْيِهِمْ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
وَذَكَرَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : مَنْ يَرْغَبُ بِرَأْيِهِ عَنْ أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَضِلَّ
وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ ، يَقُولُ وَهُوَ يَذْكُرُ مَا وَقَعَ فِيهِ النَّاسُ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ وَتَرْكَهُمُ السُّنَنَ فَقَالَ : إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى إِنَّمَا انْسَلَخُوا مِنَ الْعِلْمِ الَّذِي كَانَ بِأَيْدِيهِمْ حِينَ اسْتَبَقُوا الرَّأْيَ وَأَخَذُوا فِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : السُّنَنَ السُّنَنَ ؛ فَإِنَّ السُّنَنَ قِوَامُ الدِّينِ
قَالَ : وَكَانَ عُرْوَةُ ، يَقُولُ : أَزْهَدُ النَّاسِ فِي عَالِمٍ أَهْلُهُ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ، ثنا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ ، ثنا ابْنُ الزِّيَادِيِّ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يَزَلْ أَمْرُهُمْ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ مُوَلَّدُونَ أَبْنَاءُ سَبَايَا الْأُمَمِ ، فَأَخَذُوا فِيهِمْ بِالرَّأْيِ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى ، قَالَ : نا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : إِيَّاكُمْ وَأَصْحَابَ الرَّأْيِ ؛ أَعْيَتْهُمُ الْأَحَادِيثُ أَنْ يَعُوهَا قَالَ أَبُو عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ : اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الرَّأْيِ الْمَقْصُودِ إِلَيْهِ بِالذَّمِّ وَالْعَيْبِ فِي هَذِهِ الْآثَارِ الْمَذْكُورَةِ فِي هَذَا الْبَابِ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَعَنْ أَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَعَنِ التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : الرَّأْيُ الْمَذْمُومُ هُوَ الْبِدَعُ الْمُخَالِفَةُ لِلسُّنَنِ فِي الِاعْتِقَادِ كَرَأْيِ جَهْمٍ وَسَائِرِ مَذَاهِبِ أَهْلِ الْكَلَامِ ؛ لِأَنَّهُمْ قَوْمٌ اسْتَعْمَلُوا قِيَاسَهُمْ وَآرَاءَهُمْ فِي رَدِّ الْأَحَادِيثِ فَقَالُوا : لَا يَجُوزُ أَنْ يُرَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقِيَامَةِ ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : {{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ }} فَرَدُّوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَتَأَوَّلُوا فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }} تَأْوِيلًا لَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ اللِّسَانِ وَلَا أَهْلُ الْأَثَرِ ، وَقَالُوا : لَا يَجُوزُ أَنْ يُسْأَلَ الْمَيِّتُ فِي قَبْرِهِ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {{ أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ }} فَرَدُّوا الْأَحَادِيثَ الْمُتَوَاتِرَةَ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَتِهِ وَرَدُّوا الْأَحَادِيثَ فِي الشَّفَاعَةِ عَلَى تَوَاتُرِهَا ، وَقَالُوا : لَنْ يَخْرُجَ مِنَ النَّارِ مَنْ فِيهَا ، وَقَالُوا : لَا نَعْرِفُ حَوْضًا وَلَا مِيزَانًا ، وَلَا نَعْقِلُ مَا هَذَا وَرَدُّوا السُّنَنَ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بِرَأْيِهِمْ وَقِيَاسِهِمْ إِلَى أَشْيَاءَ يُطُولُ ذِكْرُهَا مِنْ كَلَامِهِمْ فِي صِفَاتِ الْبَارِي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقَالُوا : عِلْمُ الْبَارِي مُحْدَثٌ فِي حِينِ حُدُوثِ الْمَعْلُومِ ؛ لِأَنَّهُ لَا يَقَعُ عِلْمُهُ إِلَّا عَلَى مَعْلُومٍ فِرَارًا مِنْ قِدَمِ الْعَالَمِ بِزَعْمِهِمْ ، فَلِهَذَا قَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ الرَّأْيَ الْمَذْمُومَ الْمَعِيبَ الْمَهْجُورَ الَّذِي لَا يَحِلُّ النَّظَرُ فِيهِ وَلَا الِاشْتِغَالُ بِهِ هُوَ الرَّأْيُ الْمُبْتَدَعُ وَشِبْهُهُ مِنْ ضُرُوبِ الْبِدَعِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبَى دَاوُدَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ : مَثَلُ الَّذِي يَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ ثُمَّ يَتُوبُ مِنْهُ مَثَلُ الْمَجْنُونِ الَّذِي عُولِجَ ثُمَّ بَرِئَ فَأَعْقَلَ مَا يَكُونُ قَدْ هَاجَ بِهِ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ نا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، يَقُولُ : لَا تَكَادُ تَرَى أَحَدًا نَظَرَ فِي هَذَا الرَّأْيِ إِلَّا وَفِي قَلْبِهِ دَغَلٌ وَقَالَ آخَرُونَ وَهُمْ جُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ : الرَّأْيُ الْمَذْمُومُ فِي هَذِهِ الْآثَارِ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَعَنْ أَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ هُوَ الْقَوْلُ فِي أَحْكَامِ شَرَائِعِ الدِّينِ بِالِاسْتِحْسَانِ وَالظُّنُونِ ، وَالِاشْتِغَالُ بِحِفْظِ الْمُعْضِلَاتِ وَالْأُغْلُوطَاتِ ، وَرَدُّ الْفُرُوعِ وَالنَّوَازِلِ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ قِيَاسًا دُونَ رَدِّهَا عَلَى أُصُولِهَا ، وَالنَّظَرُ فِي عِلَلِهَا وَاعْتِبَارِهَا ، فَاسْتُعْمِلَ فِيهَا الرَّأْيُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ وَفُرِّعَتْ وَشُقِّقَتْ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ ، وَتُكُلِّمَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بِالرَّأْيِ الْمُضَارِعِ لِلظَّنِّ ، قَالُوا : وَفِي الِاشْتِغَالِ بِهَذَا وَالِاسْتِغْرَاقِ فِيهِ تَعْطِيلُ السُّنَنِ ، وَالْبَعْثُ عَلَى حَمْلِهَا وَتَرْكُ الْوُقُوفِ عَلَى مَا يَلْزَمُ الْوُقُوفُ عَلَيْهِ مِنْهَا وَمِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَعَانِيهِ وَاحْتَجُّوا عَلَى صِحَّةِ مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ بِأَشْيَاءَ مِنْهَا
مَا أَخْبَرَنَا بِهِ خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ ، ثنا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، ثنا شَرِيكٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَا تَسْأَلُوا عَمَّا لَمْ يَكُنْ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ ، يَلْعَنُ مَنْ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ ، ثنا أَبُو دَاوُدَ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ ، ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهَى عَنِ الْأُغْلُوطَاتِ
وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا ابْنُ وَضَّاحٍ ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْأُغْلُوطَاتِ فَسَّرَهُ الْأَوْزَاعِيُّ قَالَ : يَعْنِي صِعَابَ الْمَسَائِلِ
وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْمَسَائِلَ فَقَالَ : أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهَى عَنْ عُضَلِ الْمَسَائِلِ وَاحْتَجُّوا أَيْضًا بِحَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا ، وَبِأَنَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثنا مَالِكٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا هَكَذَا ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَهُوَ خِلَافُ لَفْظِ الْمُوَطَّأِ ، وَقَالَ الدَّرَاقُطْنِيُّ : لَمْ يَرْوِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ مَالِكٍ فِي حَدِيثِ اللِّعَانِ إِلَّا هَذِهِ الْكَلِمَةَ وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ، وَنُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَضْرُوبُ عَنْ مَالِكٍ فَذَكَرَ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي خَيْثَمَةَ وَالْمَخْزُومِيِّ ، وَأَحْمَدَ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ
كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ سَوَاءً ، قَالَ : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْبَزَّارُ ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قُرَادٌ ، قَالَ : ثنا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابِ عنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا
قَالَ : وَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ ، قَالَا : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا نُوحُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ نُوحٍ ، قَالَ : ثنا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، ثنا سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ كَرِهَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، قَالَا : ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُعْمَانَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : نا ضَمْرَةُ ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، قَالَ : وَدِدْتُ أَنْ أَحْظَى مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ أَنْ لَا أَسْأَلَهُمْ عَنْ شَيْءٍ وَلَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ يَتَكَاثَرُونَ بِالْمَسَائِلِ كَمَا يَتَكَاثَرُ أَهْلُ الدَّرَاهِمِ بِالدَّرَاهِمِ
وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، ثنا قَاسِمٌ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، ثنا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَجَّاجَ بْنَ عَامِرٍ الثُّمَالِيَّ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَفِي سَمَاعِ أَشْهَبَ ، سُئِلَ مَالِكٌ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنْهَاكُمْ عَنْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ فَقَالَ : أَمَّا كَثْرَةُ السُّؤَالِ فَلَا أَدْرِي أَهُوَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ مِنْ كَثْرَةِ الْمَسَائِلِ ؟ فَقَدْ كَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }} فَلَا أَدْرِي أَهُوَ هَذَا أَمِ السُّؤَالُ فِي مَسْأَلَةِ النَّاسِ فِي الِاسْتِعْطَاءِ ؟ وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا لِلْعُلَمَاءِ مِنَ الْقَوْلِ فِي قِيلَ وَقَالَ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ مَبْسُوطًا فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ ، وَالْحَمْدُ اللَّهِ وَاحْتَجُّوا أَيْضًا بِمَا رَوَاهُ ابْنُ شِهَابٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ ، رَوَاهُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ مَعْمَرٌ ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، وَغَيْرُهُمْ وَهَذَا لَفْظُ حَدِيثِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْهُ
وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ أَيْضًا قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ سُؤَالُهُمْ وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَخُذُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِنَحْوِ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ ، ثنا أَسْلَمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : أُحَرِّجُ بِاللَّهِ عَلَى كُلِّ امْرِئٍ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ بَيَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَسَعِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ ، قَالَا : نا يُونُسُ ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ قَوْمًا خَيْرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مَا سَأَلُوهُ إِلَّا عَنْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً حَتَّى قُبِضَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كُلُّهُنَّ فِي الْقُرْآنِ {{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ }} {{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ }} ، {{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى }} قَالَ : مَا كَانُوا يَسْأَلُونَ إِلَّا عَمَّا يَنْفَعُهُمْ قَالَ أَبُو عُمَرَ : لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ مِنَ الثَّلَاثَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً إِلَّا ثَلَاثٌ ، قَالَ : وَمَنْ تَدَبَّرَ الْآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي ذَمِّ الرَّأْيِ الْمَرْفُوعَةِ وَآثَارِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فِي ذَلِكَ عَلِمَ أَنَّهُ مَا ذَكَرْنَا ، قَالُوا : أَلْأَ تَرَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ الْجَوَابَ فِي مَسَائِلِ الْأَحْكَامِ مَا لَمْ تَنْزِلْ فَكَيْفَ يُوضَعُ الِاسْتِحْسَانُ وَالظَّنُّ وَالتَّكَلُّفُ وَتَسْطِيرُ ذَلِكَ وَاتِّخَاذُهُ دِينًا وَذَكَرُوا مِنَ الْآثَارِ أَيْضًا مَا
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، نا ابْنُ وَضَّاحٍ ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، نا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا تَعْجَلُوا بِالْبَلِيَّةِ قَبْلَ نُزُولِهَا ؛ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَا تَفْعَلُوا أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ مَنْ إِذَا قَالَ سُدِّدَ وَوُفِّقَ ، وَإِنَّكُمْ إِنْ عَجِلْتُمْ تَشَتَّتَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ ، نا سُنَيْدٌ ، نا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ ؛ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ قَضَى فِيمَا هُوَ كَائِنٌ
قَالَ : وَنا سُنَيْدٌ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبْجَرَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَقَالَ : أَكَانَتْ هَذِهِ بَعْدُ ؟ قُلْتُ : لَا قَالَ : فَأَجِمَّنِي حَتَّى تَكُونَ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا سُحْنُونُ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَقُولُ بِرَأْيِهِ فِي شَيْءٍ يُسْأَلُ عَنْهُ حَتَّى يَقُولَ أَنَزَلَ أَمْ لَا ؟ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَزَلَ لَمْ يَقُلْ فِيهِ ، وَإِنْ وَقَعَ تَكَلَّمَ فِيهِ ، قَالَ : وَكَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَيَقُولُ : أَوَقَعَتْ ؟ فَيُقَالَ لَهُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا وَقَعَتْ وَلَكِنَّا نُعِدُّهَا فَيَقُولُ : دَعُوهَا فَإِنْ كَانَتْ وَقَعَتْ أُخْبِرُهُمْ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : مَا سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ ، فِي شَيْءٍ قَطُّ بِرَأْيِهِ قَالَ : وَرُبَّمَا سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ فَيَقُولُ : هَذَا مِنْ خَالِصِ السُّلْطَانِ
وَرُوِّينَا عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارْثِ ، قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُسْأَلَ ، وَلَيْسَ بِأَهْلٍ أَنْ يُسْأَلَ فَمَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْأَلَ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَأَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُضَرَ ، عَنِ ابْنِ هُرْمُزَ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ وَمَا فِيهَا إِلَّا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ والْأَمْرُ يَنْزِلُ فَيَنْظُرُ فِيهِ السُّلْطَانُ قَالَ : وَقَالَ لِي مَالِكٌ : أَدْرَكْتُ أَهْلَ هَذِهِ الْبِلَادِ وَإِنَّهُمْ لَيَكْرَهُونَ هَذَا الْإِكْثَارَ الَّذِي فِي النَّاسِ الْيَوْمَ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : يُرِيدُ الْمَسَائِلَ
قَالَ : وَقَالَ مَالِكٌ : إِنَّمَا كَانَ النَّاسُ يُفْتُونَ بِمَا سَمِعُوا وَعَلِمُوا وَلَمْ يَكُنْ هَذَا الْكَلَامُ الَّذِي فِي النَّاسِ الْيَوْمَ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ ، لِأَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَلَمْ أُنَبَّأْ أَنَّكَ تُفْتِي النَّاسَ وَلَسْتَ بِأَمِيرٍ ؟ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الْفُضْلَ ؛ فَإِنَّهَا إِذَا نَزَلَتْ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهَا مَنْ يُقِيمُهَا وَيُفَسِّرُهَا
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ شِهَابٍ ، أَكَانَ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَدَعْهُ فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَتَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِفَرَجٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ ، قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَسْأَلُوا عَمَّا لَمْ يَكُنْ ، فَإِنَّ عُمَرَ كَانَ يَلْعَنُ مَنْ سَأَلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، ثنا قَاسِمٌ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، ثنا أَبِي ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، إِذَا سَأَلَهُ إِنْسَانٌ عَنْ شَيْءٍ ، قَالَ : آللَّهِ أَكَانَ هَذَا ؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ نَظَرَ وَإِلَّا لَمْ يَتَكَلَّمْ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا سُنَيْدٌ ، نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : أَتَى زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِهَا ، فَكَتَبُوهَا ثُمَّ قَالُوا : لَوْ أَخْبَرْنَاهُ قَالَ : فَأَتَوْهُ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ : عُذْرًا لَعَلَّ كُلَّ شَيْءٍ حَدَّثْتُكُمْ خَطَأٌ ، إِنَّمَا اجْتَهَدْتُ لَكُمْ رَأْيِي
قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُنَيْدٌ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، إِنَّهُمْ يَكْتُبُونَ مَا يَسْمَعُونَ مِنْكَ فَقَالَ : {{ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }} يَكْتُبُونَ رَأْيًا أَرْجِعُ عَنْهُ غَدًا
قَالَ : وَحَدَّثَنَا سُنَيْدٌ ، ثنا يَزِيدُ ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ قَالَ : كَانَ إِذَا جَاءَ الشَّيْءُ مِنَ الْقَضَاءِ لَيْسَ فِي الْكِتَابِ وَلَا فِي السُّنَّةِ سُمِّيَ صَوَافِي الْأُمَرَاءِ فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمْ فَجُمِعَ لَهُ أَهْلُ الْعِلْمِ فَمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ رَأْيُهُمْ فَهُوَ الْحَقُّ
وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ الْآثَارِ لَهُ نا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ قَالَ : قَالَ مَالِكٌ ، قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَدْ تَمَّ هَذَا الْأَمْرُ وَاسْتُكْمِلَ ، فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ تُتَّبَعَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا يُتَّبَعُ الرَّأْيُ ؛ فَإِنَّهُ مَتَى اتُّبِعَ الرَّأْيُ جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ أَقْوَى فِي الرَّأْيِ مِنْكَ فَاتَّبَعْتَهُ ، فَأَنْتَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ غَلَبَكَ اتَّبَعْتَهُ أَرَى هَذَا لَا يَتِمُّ
وَقَالَ عَبْدَانُ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : لِيَكُنِ الَّذِي تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ الْأَثَرَ وَخُذْ مِنَ الرَّأْيِ مَا يُفَسِّرُ لَكَ الْحَدِيثَ
قَالَ : وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ لِقَتَادَةَ : أَتَدْرِي أَيَّ عِلْمٍ رَفَعْتَ قُمْتَ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ عِبَادِهِ ؟ فَقُلْتُ : هَذَا لَا يَصْلُحُ وَهَذَا لَا يَصْلُحُ
وَذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، ثنا مَالِكٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ، فَأَمْلَاهُ عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْ رَأْيِهِ ، فَأَجَابَهُ فَكَتَبَ الرَّجُلُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَاءِ سَعِيدٍ : أَيَكْتُبُ أَيَا أَبَا مُحَمَّدٍ رَأْيَكَ ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ لِلرَّجُلِ : نَاوِلْنِيهَا ، فَنَاوَلَهُ الصَّحِيفَةَ فَحَرَقَهَا
قَالَ : نا نُعَيْمٌ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، جَاءَ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ ، فَأَجَابَهُ فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ : لَا تَقُلْ إِنَّ الْقَاسِمَ يَزْعُمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ ، وَلَكِنْ إِنِ اضْطُرِرْتَ إِلَيْهِ عَمِلْتَ بِهِ
وَرَوى مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ : عَلَيْكَ بِآثَارِ مَنْ سَلَفَ وَإِنْ رَفَضَكَ النَّاسُ وَإِيَّاكَ وَآثَارَ الرِّجَالِ وَإِنْ زَخْرَفُوا لَكَ الْقَوْلَ وَرَوَاهُ غَيْرُ الْفِرْيَابِيِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ مِثْلَهُ ، وَقَالَ : وَإِنْ زَخْرَفُوهُ بِالْقَوْلِ
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ ، عَنْ بُكَيْرٍ ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ : قَالَ رَبِيعَةُ ، لِابْنِ شِهَابٍ : يَا أَبَا بَكْرٍ إِذَا حَدَّثْتَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُ رَأْيُكَ ، وَإِذَا حَدَّثْتَ النَّاسَ بِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُ سُنَّةٌ لَا يَظُنُّوا أَنَّهُ رَأْيُكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا سُحْنُونُ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : قَالَ لِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ وَهُوَ يُنْكِرُ كَثْرَةَ الْجَوَابِ لِلْمَسَائِلِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا عَلِمْتَهُ فَقُلْ بِهِ وَدُلَّ عَلَيْهِ ، وَمَا لَمْ تَعْلَمْ فَاسْكُتْ عَنْهُ وَإِيَّاكَ أَنْ تَتَقَلَّدَ لِلنَّاسِ قِلَادَةَ سُوءٍ
أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ لُبَابَةَ ، ثنا مَالِكُ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرَشِيُّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى مَالِكٍ فَوَجَدْتُهُ بَاكِيًا فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ ثُمَّ سَكَتَ عَنِّي يَبْكِي فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا الَّذِي يُبْكِيكَ ؟ قَالَ لِي : يَا ابْنَ قَعْنَبٍ إِنَّا لِلَّهِ عَلَى مَا فَرَطَ مِنِّي ، لَيْتَنِي جُلِدْتُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَكَلَّمْتُ بِهَا فِي هَذَا الْأَمْرِ بِسَوْطٍ وَلَمْ يَكُنْ فَرَطَ مِنِّي مَا فَرَطَ مِنْ هَذَا الرَّأْيِ وَهَذِهِ الْمَسَائِلِ ، وَقَدْ كَانَ لِي سَعَةٌ فِيمَا سُبِقْتُ إِلَيْهِ
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ حَارِثِ بْنِ أَسَدٍ الْخُشَنِيُّ فِي كِتَابِهِ فِي فَضَائِلِ سُحْنُونٍ ، قَالَ : أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاسٍ النَّحَّاسُ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ ، سَعِيدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَدَّادَ يَقُولُ : سَمِعْتُ سُحْنُونَ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ : مَا أَدْرِي مَا هَذَا الرَّأْيِ سُفِكَتْ بِهِ الدِّمَاءُ وَاسْتُحِلَّتْ بِهِ الْفُرُوجُ وَاسْتُخِفَّتْ بِهِ الْحُقُوقُ غَيْرَ أَنَّا رَأَيْنَا رَجُلًا صَالِحًا فَقَلَّدْنَاهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمٌ ، ثنا مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ ، ثنا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْرِمَ عَبْدَهُ بَرَكَةَ الْعِلْمِ أَلْقَى عَلَى لِسَانِهِ الْأَغَالِيطَ وَرُوِّينَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ شِرَارَ عِبَادِ اللَّهِ الَّذِينَ يَجِيئُونَ بِشِرَارِ الْمَسَائِلِ يُعَنِّتُونَ بِهَا عِبَادَ اللَّهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ : سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ : قِيلَ لِأَيُّوبَ : مَا لَكَ لَا تَنْظُرُ فِي الرَّأْيِ ؟ قَالَ أَيُّوبُ : قِيلَ لِلْحِمَارِ مَا لَكَ لَا تَجْتَرُّ ؟ قَالَ : أَكْرَهُ مَضْغَ الْبَاطِلِ وَرُوِّينَا عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ يَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ : يَا هَذَا يَكْفِيكَ مِنْ رَأْيِهِ مَا مَضَغْتَ وَتَرْجِعُ إِلَى أَهْلِكَ بِغَيْرِ ثِقَةٍ وَسُئِلَ رَقَبَةُ بْنُ مَصْقَلَةَ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ ، فَقَالَ : هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا لَمْ يَكُنْ وَأَجْهَلُهُمْ بِمَا قَدْ كَانَ ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْقَوْلُ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ فِي أَبِي حَنِيفَةَ يُرِيدُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ عِلْمٌ بِآثَارِ مَنْ مَضَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بَحْرٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، نا سُنَيْدٌ ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ بَغَّضَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ إِلَيَّ الْمَسْجِدَ حَتَّى لَهُوَ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ كُنَاسَةِ دَارِي قُلْتُ : مَنْ هُمْ يَا أَبَا عَمْرٍو ؟ قَالَ : الْآرَائِيُّونَ ، قَالَ : وَمِنْهُمُ الْحَكَمُ وَحَمَّادٌ وَأَصْحَابُهُمْ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ : أنا ابْنُ وَضَّاحٍ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ ، ثنا عَبِيدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ : قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ ، إِيَّاكُمْ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ لِشَيْءٍ : إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا وَنَهَى عَنْهُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ : كَذَبْتَ لَمْ أُحَرِّمْهُ وَلَمْ أَنْهَ عَنْهُ قَالَ : أَوْ يَقُولَ : إِنَّ اللَّهَ أَحَلَّ هَذَا وَأَمَرَ بِهِ فَيَقُولُ اللَّهُ : كَذَبْتَ ، لَمْ أُحِلَّهُ وَلَمْ آمُرْ بِهِ
وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَعَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنَّهُمَا سَمِعَا مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ : لَمْ يَكُنْ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ وَلَا مَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِنَا ، وَلَا أَدْرِي أَحَدًا أَقْتَدِي بِهِ يَقُولُ فِي شَيْءٍ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ ، مَا كَانُوا يَجْتَرِئُونَ عَلَى ذَلِكَ وَإِنَّمَا كَانُوا يَقُولُونَ : نَكْرَهُ هَذَا وَنَرَى هَذَا حَسَنًا ، وَنَتَّقِي هَذَا وَلَا نَرَى هَذَا ، وَزَادَ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَلَا يَقُولُونَ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ }} الْحَلَالُ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ أَبُو عُمَرَ : مَعْنَى قَوْلِ مَالِكٍ هَذَا أَنَّ مَا أَخَذَهُ مِنَ الْعِلْمِ رَأْيًا وَاسْتِحْسَانًا لَمْ يُقَلْ فِيهِ حَلَالٌ وَلَا حَرَامٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَنْزِلُ فَيُسْأَلُ عَنْهُ فَيَجْتَهِدُ فِيهِ رَأْيَهُ : إِنْ نَظُنَّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ وَلَقَدْ أَحْسَنَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ حَيْثُ يَقُولُ : وَمَا كُلُّ الظُّنُونِ تَكُونُ حَقًّا وَلَا كُلُّ الصَّوَابِ عَلَى الْقِيَاسِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، نا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، نا عَلِيُّ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْبَرِيدِ ، نا الزِّبْرِقَانُ السَّرَّاجُ قَالَ : قَالَ أَبُو وَائِلٍ ، لَا تُقَاعِدْ أَصْحَابَ : أَرَأَيْتَ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، ثنا أَبِي ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : مَا كَلِمَةٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ : أَرَأَيْتَ
وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ بِالرِّيِّ قَالَ : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ قَالَ : قَالَ الشَّعْبِيُّ : احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا لَهَا شَأْنٌ : إِذَا سَأَلْتَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَبْتَ فِيهَا فَلَا تُتْبِعْ مَسْأَلَتَكَ : أَرَأَيْتَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ {{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ }} حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ ، وَالثَّانِيَةُ إِذَا سُئِلَتْ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَلَا تَقِسْ شَيْئًا بِشَيْءٍ فَرُبَّمَا حَرَّمْتَ حَلَالًا أَوْ حَلَّلْتَ حَرَامًا ، وَالثَّالِثَةُ : إِذَا سُئِلَتْ عَمَّا لَا تَعْلَمُ فَقُلْ : لَا أَعْلَمُ وَأَنَا شَرِيكُكَ
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فِي : أَرَأَيْتَ
وَذَكَرَ الْعُقَيْلِيُّ فِي التَّارِيخِ الْكَبِيرِ ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ ، ثنا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : رَأَيْتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عُثْمَانَ مَا حَالُكَ ؟ فَقَالَ : صِرْتُ إِلَى خَيْرٍ إِلَّا أَنِّي لَمْ أُحْمَدْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا خَرَجَ مِنِّي مِنَ الرَّأْيِ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، ثنا سُحْنُونُ ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ ، كَانُوا يَقُولُونَ : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَلَّا يَعْلَمَ عَبْدُهُ خَيْرًا شَغَلَهُ بِالْأَغَالِيطِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ ، ثنا مَرْوَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الشَّاذَكُونِيِّ ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمَّى أَصْحَابَ الْمَسَائِلِ الْهَدَاهِدَ وَقَالَ : سَأَلْنَا وَلَمَّا نَأْلُوا عَمَّ سُؤَالُنَا وَكَمْ مِنْ عَرِيفٍ طَرَحَتْهُ الْهَدَاهِدُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، وَوَهْبُ بْنُ مَسَرَّةَ قَالَا : نا ابْنُ وَضَّاحٍ ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ قَالَ : أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقُرَشِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ : مَا زَالَ هَذَا الْأَمْرُ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ أَبُو حَنِيفَةَ فَأَخَذَ فِيهِمْ بِالْقِيَاسِ فَمَا أَفْلَحَ وَلَا أَنْجَحَ
قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ ، وَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْأَيْلِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ نِزَارٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ : لَوْ خَرَجَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ كَانَ أَيْسَرَ عَلَيْهِمْ مِمَّا أَظْهَرَ فِيهِمْ مِنَ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ
وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ ، ثنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، عَنِ الْحُمَيْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ : لَمْ يَزَلْ أَمْرُ أَهْلِ الْكُوفَةِ مُعْتَدِلًا حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ مُوسَى : وَهُوَ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الْأُمَمِ ، أُمُّهُ سِنْدِيَّةٌ وَأَبُوهُ نَبَطِيٌّ قَالَ : وَالَّذِينَ ابْتَدَعُوا الرَّأْيَ ثَلَاثَةٌ وَكُلُّهُمْ مِنْ أَبْنَاءِ سَبَايَا الْأُمَمِ وَهُمْ رَبِيعَةُ بِالْمَدِينَةِ وَعُثْمَانُ الْبَتِّيُّ بِالْبَصْرَةِ وَأَبُو حَنِيفَةَ بِالْكُوفَةِ قَالَ أَبُو عُمَرَ : وَأَفْرَطَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فِي ذَمِّ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَتَجَاوَزُوا الْحَدَّ فِي ذَلِكَ ، وَالسَّبَبُ الْمُوجِبُ لِذَلِكَ عِنْدَهُمْ إِدْخَالُهُ الرَّأْيَ وَالْقِيَاسَ عَلَى الْآثَارِ وَاعْتُبَارُهُمَا ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ : إِذَا صَحَّ الْأَثَرُ مِنْ جِهَةِ الْإِسْنَادِ بَطَلَ الْقِيَاسُ وَالنَّظَرُ ، وَكَانَ رَدُّهُ لِمَا رَدَّ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِتَأْوِيلٍ مُحْتَمَلٍ ، وَكَثِيرٌ مِنْهُ قَدْ تَقَدَّمَهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ وَتَابَعَهُ عَلَيْهِ مِثْلُهُ مِمَّنْ قَالَ بِالرَّأْيِ ، وَجُلُّ مَا يُوجَدُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا كَانَ مِنْهُ اتِّبَاعًا لِأَهْلِ بَلَدِهِ كَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَأَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ إِلَّا أَنَّهُ أَغْرَقَ وَأَفْرَطَ فِي تَنْزِيلِ النَّوَازِلِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَالْجَوَابِ فِيهَا بِرَأْيِهِمْ وَاسْتِحْسَانِهِمْ ، فَيَأْتِي مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ خِلَافٌ كَثِيرٌ لِلسَّلَفِ وَشُنَعٌ هِيَ عِنْدَ مُخَالِفِيهِمْ بِدَعٌ وَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَّا وَلَهُ تَأْوِيلٌ فِي آيَةٍ أَوْ مَذْهَبٌ فِي سُنَّةٍ رَدَّ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ الْمَذْهَبِ بِسُنَّةٍ أُخْرَى بِتَأْوِيلٍ سَائِغٍ أَوِ ادِّعَاءِ نَسْخٍ ، إِلَّا أَنَّ لِأَبِي حَنِيفَةَ مِنْ ذَلِكَ كَثِيرًا وَهُوَ يُوجَدُ لِغَيْرِهِ قَلِيلًا
وَقَدْ ذَكَرَ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَانِمٍ فِي مَجْلِسِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَغْلَبِ يُحَدِّثِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّهُ قَالَ : أَحْصَيْتُ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ سَبْعِينَ مَسْأَلَةً ، كُلُّهَا مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِمَّا قَالَ فِيهَا بِرَأْيِهِ قَالَ : وَلَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْهِ أَعِظُهُ فِي ذَلِكَ قَالَ أَبُو عُمَرَ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ يُثْبِتُ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ يَرُدُّهُ دُونَ ادِّعَاءِ نَسْخِ ذَلِكَ بِأَثَرٍ مِثْلِهِ أَوْ بِإِجْمَاعٍ أَوْ بِعَمَلٍ يَجِبُ عَلَى أَصْلِهِ الِانْقِيَادُ إِلَيْهِ أَوْ طَعْنٍ فِي سَنَدِهِ ، وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ أَحَدٌ سَقَطَتْ عَدَالَتُهُ فَضْلًا عَنْ أَنْ يُتَّخَذَ إِمَامًا وَلَزِمَهُ اسْمُ الْفِسْقِ , وَلَقَدْ عَافَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ ، وَنَقَمُوا أَيْضًا عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ الْإِرْجَاءَ ، وَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ يُنْسَبُ إِلَى الْإِرْجَاءِ كَثِيرٌ لَمْ يُعْنَ أَحَدٌ بِنَقْلِ قَبِيحِ مَا قِيلَ فِيهِ كَمَا عُنُوا بِذَلِكَ فِي أَبِي حَنِيفَةَ لِإِمَامَتِهِ ، وَكَانَ أَيْضًا مَعَ هَذَا يُحْسَدُ وَيُنْسَبُ إِلَيْهِ مَا لَيْسَ فِيهِ وَيُخْتَلَقُ عَلَيْهِ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَفَضَّلُوهُ وَلَعَلَّنَا إِنْ وَجَدْنَا نُشْطَةً نَجْمَعُ مِنْ فَضَائِلِهِ وَفَضَائِلِ مَالِكٍ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَالثَّوْرِيِّ ، وَالْأَوْزَاعِيِّ رَحِمَهُمُ اللَّهُ كِتَابًا ، أَمَّلْنَا جَمْعَهُ قَدِيمًا فِي أَخْبَارِ أَئِمَّةِ الْأَمْصَارِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : أَصْحَابُنَا يُفْرِطُونَ فِي أَبِي حَنِيفَةَ وَأَصْحَابِهِ فَقِيلَ لَهُ : أَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَكْذِبُ ؟ فَقَالَ : كَانَ أَنْبَلَ مِنْ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّجِيرْمِيُّ بِالْبَصْرَةِ ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ شَبِيبٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : رَأْيُ الْأَوْزَاعِيِّ ، وَرَأْيُ مَالِكٍ ، وَرَأْيُ سُفْيَانَ كُلُّهُ رَأَيٌ ، وَهُوَ عِنْدِي سَوَاءٌ وَإِنَّمَا الْحُجَّةُ فِي الْآثَارِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ ، ثنا قَاسِمٌ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، ثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ : إِذَا قَالَ مَالِكٌ : وَعَلَيْهِ أَدْرَكْتُ أَهْلَ بَلَدِنَا وَالْمُجْتَمَعُ عَلَيْهِ عِنْدَنَا فَإِنَّمَا يُرِيدُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَابْنَ هُرْمُزَ وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ الْمَوْصِلِيُّ فِي الْأَخْبَارِ الَّتِي فِي آخِرِ كِتَابِهِ فِي الضُّعَفَاءِ قَالَ : يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُقَدِّمُهُ عَلَى وَكِيعٍ وَكَانَ يُفْتِي بِرَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ وَكَانَ يَحْفَظُ حَدِيثَهُ كُلَّهُ ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنَ أَبِي حَنِيفَةَ حَدِيثًا كَثِيرًا قَالَ الْأَزْدِيُّ : هَذَا مِنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ تَحَامُلٌ وَلَيْسَ وَكِيعٌ كَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَقَدْ رَأَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ هَؤُلَاءِ وَصَحْبِهِمْ ، قَالَ : وَقِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ يَا أَبَا زَكَرِيَّا ، أَبُو حَنِيفَةَ كَانَ يَصْدُقُ فِي الْحَدِيثِ ؟ قَالَ : نَعَمْ صَدُوقٌ ، قِيلَ لَهُ : وَالشَّافِعِيُّ كَانَ يَكْذِبُ ؟ قَالَ : مَا أُحِبُّ حَدِيثَهُ وَلَا ذِكْرَهُ ، قَالَ : وَقِيلَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَبُو حَنِيفَةَ أَوِ الشَّافِعِيُّ أَوْ أَبُو يُوسُفُ الْقَاضِي ؟ فَقَالَ : أَمَّا الشَّافِعِيُّ فَلَا أُحِبُّ حَدِيثَهُ ، وَأَمَّا أَبُو حَنِيفَةَ فَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ قَوْمٌ صَالِحُونَ وَأَبُو يُوسُفَ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْكَذِبِ ، كَانَ صَدُوقًا وَلَكِنْ لَسْتُ أَرَى حَدِيثَهُ يُجْزِئ قَالَ أَبُوعُمَرَ : لَمْ يُتَابِعْ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ أَحَدٌ فِي قَوْلِهِ فِي الشَّافِعِيِّ وَقَوْلُهُ فِي حَدِيثِ أَبِي يُوسُفَ وَحَدِيثُ الشَّافِعِيِّ أَحْسَنُ مِنْ أَحَادِيثَ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ : قَالَ لِي شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ : كَانَ شُعْبَةُ حَسَنَ الرَّأْيِ فِي أَبِي حَنِيفَةَ وَكَانَ يَسْتَنْشِدُنِي أَبْيَاتِ مُسَاوِرٍ الْوَرَّاقِ : إِذَا مَا النَّاسُ يَوْمًا قَايَسُونَا بِآبِدَةٍ مِنَ الْفُتْيَا لَطِيفَهْ وَذَكَرَ الْأَبْيَاتِ ، وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : أَبُو حَنِيفَةَ رَوَى عَنْهُ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، وَهُشَيْمٌ ، وَوَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ لَا بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ : رُبَّمَا اسْتَحْسَنَّا الشَّيْءَ مِنْ قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ فَنَأْخُذُ بِهِ . قَالَ يَحْيَى : وَقَدْ سَمِعْتُ مِنَ أَبِي يُوسُفَ الْجَامِعَ الصَّغِيرَ ، ذَكَرَهُ الْأَزْدِيُّ نا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، فَذَكَرَهُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ حَرْفًا بِحَرْفٍ قَالَ أَبُو عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ : الَّذِينَ رَوَوْا عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ وَوَثَّقُوهُ وَأَثْنَوْا عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِيهِ ، وَالَّذِينَ تَكَلَّمُوا فِيهِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، أَكْثَرُ مَا عَابُوا عَلَيْهِ الْإِغْرَاقَ فِي الرَّأْيِ وَالْقِيَاسِ وَالْإِرْجَاءَ وَكَانَ يُقَالُ : يُسْتَدَلُّ عَلَى نَبَاهَةِ الرَّجُلِ مِنَ الْمَاضِينَ بِتَبَايُنِ النَّاسِ فِيهِ قَالُوا : أَلَا تَرَى إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنَّهُ قَدْ هَلَكَ فِيهِ فَتَيَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ وَمُبْغِضٌ مُفَرِّطٌ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ يَهْلِكُ فِيهِ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُطْرٍ وَمُبْغِضٌ مُفْتَرٍ ، وَهَذِهِ صِفَةُ أَهْلِ النَّبَاهَةِ وَمَنْ بَلَغَ فِي الدِّينِ وَالْفَضْلِ الْغَايَةَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ أَبُو عُمَرَ : بَلَغَنِي عَنْ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : مَا أَحْدَثَ أَحَدٌ فِي الْعِلْمِ شَيْئًا إِلَّا سُئِلَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِنْ وَافَقَ السُّنَّةَ سَلِمَ وَإِلَّا فَهُوَ الْعَطَبُ وَقَدْ ذَكَرْنَا مِنَ الْآثَارِ فِي بَابِ أُصُولِ الْعِلْمِ وَفِي بَابِ صِفَةِ الْعَالِمِ مَا يُغْنِي عَنِ الْكَلَامِ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيِّ بِبَغْدَادَ نا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنِ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ قَالَ : قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَقَدِ اسْتَكْمَلَ هَذَا الْأَمْرَ ، فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُتَّبَعَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَآثَارُ الصَّحَابَةِ ، وَلَا يُتَّبَعُ الرَّأْيُ ، فَإِنَّهُ مَتَى اتُّبِعَ الرَّأْيُ جَاءَ رَجُلٌ آخَرٌ أَقْوَى فِي الرَّأْيِ مِنْكَ فَاتَّبَعْتَهُ ، فَأَنْتَ كُلَّمَا جَاءَ رَجُلٌ فَغَلَبَكَ اتَّبَعْتَهُ ، أَرَى هَذَا لَا يَتِمُّ
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ نا الْحَسَنُ نا يَعْقُوبُ نا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ أُجَالِسُ أَبَا حَنِيفَةَ فَرُبَّمَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ فِي الْمَسْأَلَةِ الْوَاحِدَةِ خَمْسَةَ أَقْوَالٍ يَنْتَقِلُ مِنْ قَوْلٍ إِلَى قَوْلٍ فَقُمْتُ عَنْهُ وَتَرَكْتُهُ وَطَلَبْتُ الْحَدِيثَ
حَدَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ نا الْحَسَنُ نا يَعْقُوبُ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : كَانَ يُعْجِبُنِي مُجَالَسَةُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَكُنْتُ إِذَا شِئْتُ رَأَيْتُهُ مُصَلِيًا وَإِذَا شِئْتُ رَأَيْتُهُ فِي الزُّهْدِ وَإِذَا شِئْتُ رَأَيْتُهُ فِي الْغَامِضِ مِنَ الْفِقْهِ وَرُبَّ مَجْلِسٍ شَهِدْتُهُ مَا صُلِّيَ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ عَبْدَانُ : كَأَنَّهُ عَرَّضَ بِمَجْلِسِ أَبِي حَنِيفَةَ