وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْفَارِسِيُّ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْجُنَيْدِ ، نا أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّكُمْ تُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ : الم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ ، وَلَامٌ عَشْرٌ ، وَمِيمٌ عَشْرٌ ، فَتِلْكَ ثَلَاثُونَ
وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ ، فَتَعَلَّمُوا مَأْدُبَتَهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ، وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ ، وَهُوَ النُّورُ الْبَيِّنُ ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ ، وَلَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ
قَرَأْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقِيقِيِّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ الْوَرَّاقُ ، نا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ، نا الْوَلِيدُ ، يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا جَالَسْنَا الْأَوْزَاعِيَّ فَرَأَى فِينَا حَدَثًا ، قَالَ : يَا غُلَامُ ، قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : اقْرَأْ : {{ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ }} وَإِنْ قَالَ : لَا ، قَالَ : اذْهَبْ ، تَعَلَّمِ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُبَ الْعِلْمَ
أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُورٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ ، أنا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّيبَاجِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى النَّهَرْتِيرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هِشَامٍ الرِّفَاعِيَّ ، يَقُولُ : كَانَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ إِذَا جَاءَهُ غُلَامٌ أَمْرَدَ اسْتَقْرَأَهُ ، رَأْسَ سَبْعِينَ مِنَ الْأَعْرَافِ ، وَرَأْسَ سَبْعِينَ مِنْ يُوسُفَ ، وَأَوَّلَ الْحَدِيثِ ، فَإِنْ قَرَأَهُ حَدَّثَهُ ، وَإِلَّا لَمْ يُحَدِّثْهُ فَإِذَا رَزَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى حِفْظَ كِتَابِهِ ، فَلْيَحْذَرْ أَنْ يَشْتَغِلَ عَنْهُ بِالْحَدِيثِ ، أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْعُلُومِ اشْتَغَالًا يُؤَدِّي إِلَى نِسْيَانِهِ
فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّيْدَلَانِيُّ بِأَصْبَهَانَ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ أَوِ الْبَعْرَةُ يُخْرِجُهَا الْإِنْسَانُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَكْبَرَ مِنْ آيَةٍ أَوْ سُورَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ فَنَسِيَهَا هَكَذَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ رَجُلٍ غَيْرِ مُسَمًّى ، وَقَدْ سَمَّاهُ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ : هُوَ الْمُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ ، وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ : هُوَ الزُّهْرِيُّ ،
أَمَّا حَدِيثُ الْمُطَّلِبِ فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَضْلِ عُمَرُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْهَرَوِيُّ ، أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْفَقِيهُ بِمَرْوَ ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، نا أَبُو عَلِيٍّ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْبَغْدَادِيُّ الْوَرَّاقُ ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي ، حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ
وَأَمَّا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، إِمْلَاءً ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَحْمُودٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ رَبَاحٍ ، قَالَ : نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ آيَةٍ أَوْ سُورَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا وَهَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْأَدَمِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ
أنا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو اللُّؤْلُؤِيُّ ، نا أَبُو دَوادَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْأَشْعَثِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، نا ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ فَائِدٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا مِنِ امْرِئٍ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَنْسَاهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَجْذَمَ خَالَفَ ابْنُ إِدْرِيسَ شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ فِي إِسْنَادِهِ
أنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنُ الْفَضْلِ الصَّيْرَفِيُّ ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ، بِمِصْرَ ، نا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، نا شُعْبَةُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ لَقِيطٍ ، أَوْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَجْذَمُ
أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ النَّقَّاشَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ إِدْرِيسَ بْنَ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْحَدَّادَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ هَارُونَ بْنَ مَعْرُوفٍ ، يَقُولُ : رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ أَنَّ مَنْ آثَرَ الْحَدِيثَ عَلَى الْقُرْآنِ عُذِّبَ ، فَآثَرْتُ الْحَدِيثَ عَلَى الْقُرْآنِ ، فَذَهَبَ بَصَرِي ثُمَّ الَّذِي يَتْلُو الْقُرْآنَ مِنَ الْعُلُومِ أَحَادِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَسُنَنُهُ ، فَيَجِبُ عَلَى النَّاسِ طَلَبُهَا إِذْ كَانَتْ أُسَّ الشَّرِيعَةِ وَقَاعِدَتَهَا ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }} ، وَقَالَ تَعَالَى {{ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }} ، وَقَالَ : {{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى }}
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ النِّعَالِيُّ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْخُتُلِّيُّ ، نا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ يَعْنِي الْمُحَارِبِيَّ ، نا صَالِحُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، مَوْلَى أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ ، لَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا وَعَمِلْتُمْ بِمَا فِيهِمَا : كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي ، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ وَبِحَسْبِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بِسَمَاعِ السُّنَنِ وَطَلَبِ الْحَدِيثِ
فَقَدْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ ، نا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، وأنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ الْمُعَدَّلُ بِأَصْبَهَانَ ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ الْقَبَّابُ ، نا عَلِيُّ بْنُ جَبَلَةَ بْنِ رُسْتَةَ ، قَالَا : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي
أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَيْحَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ ، : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - يَقُولُ : أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ أُمِيتَتْ ، فَاصْبِرُوا يَا أَصْحَابَ السُّنَنِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّكُمْ أَقَلُّ النَّاسِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ : قَوْلُ الْبُخَارِيِّ إِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَقَلُّ النَّاسِ ، عَنى بِهِ الْحُفَّاظَ لِلْحَدِيثِ ، الْعَالِمِينَ بِطُرُقِهِ ، الْمُمَيِّزِينَ لِصَحِيحِهِ مِنْ سَقِيمِهِ ، وَقَدْ صَدَقَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ ، لِأَنَّكَ إِذَا اعْتَبَرْتَ لَمْ تَجِدْ بَلَدًا مِنْ بُلْدَانِ الْإِسْلَامِ يَخْلُو مِنْ فَقِيهٍ ، أَوْ مُتَفَقِّهٍ يَرْجِعُ أَهْلُ مِصْرِهِ إِلَيْهِ ، وَيُعَوِّلُونَ فِي فَتَاوِيهِمْ عَلَيْهِ ، وَتَجِدُ الْأَمْصَارَ الْكَثِيرَةَ خَالِيَةً مِنْ صَاحِبِ حَدِيثٍ عَارِفٍ بِهِ مُجْتَهِدٍ فِيهِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِصُعُوبَةِ عِلْمِهِ وَعِزَّتِهِ وَقِلَّةِ مَنْ يَنْجُبُ فِيهِ مِنْ سَامِعِيهِ وَكَتَبَتِهِ ، وَقَدْ كَانَ الْعِلْمُ فِي وَقْتِ الْبُخَارِيِّ غَضًّا طَرِيًّا ، وَالِارْتِسَامُ بِهِ مَحْبُوبًا شَهِيًّا ، وَالدَّوَاعِي إِلَيْهِ أَكْبَرُ ، وَالرَّغْبَةُ فِيهِ أَكْثَرُ ، وَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ نَقُولُ فِي هَذَا الزَّمَانِ مَعَ عَدَمِ الطَّالِبِ ، وَقِلَّةِ الرَّاغِبِ وَكَانَ الشَّاعِرُ وَصَفَ قِلَّةَ الْمُتَخَصِّصِينَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِنَا فِي قَوْلِهِ : وَقَدْ كُنَّا نَعُدُّهُمْ قَلِيلًا ، فَقَدْ صَارُوا أَقَلَّ مِنَ الْقَلِيلِ
أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْأَدَمِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا أَبُو نُعَيْمٍ ، نا شَرِيكٌ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ بِالْكُوفَةِ أَرْبَعَةَ آلَافِ شَابٍّ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ
أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللًّهِ الْحِيرِيُّ الضَّرِيرُ ، أنا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَخْسِيُّ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ ، نا مُوسَى بْنُ طَرِيفٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : كُنَّا نَطْلُبُ الْحَدِيثَ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ، فَمَا أَنْجَبَ مِنَّا إِلَّا أَرْبَعَةٌ
أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُلَيْمَانَ السَّلِيطِيُّ بِنَيْسَابُورَ ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ ، يَقُولُ : كُنْتُ يَوْمًا بِبَابِ شُعْبَةَ ، وَكَانَ الْمَسْجِدُ مَلْآنَ ، قَالَ : فَخَرَجَ شُعْبَةُ فَاتَّكَأَ عَلَيَّ ، وَقَالَ : يَا سُلَيْمَانُ ، تُرَى هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ يَخْرُجُونَ مُحَدِّثِينَ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : صَدَقْتَ ، وَلَا خَمْسَةٌ ؟ قُلْتُ : خَمْسَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، يَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ تَرَكَهُ ، وَيَكْتُبُ أَحَدُهُمْ فِي صِغَرِهِ ثُمَّ إِذَا كَبِرَ يَشْتَغِلُ بِالْفَسَادِ ، قَالَ : فَجَعَلَ يُرَدِّدُ عَلَيَّ ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ : ثُمَّ نَظَرْتُ بَعْدُ ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ
أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، نا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْفِرْيَابِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ لِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَوْمًا - وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ - فَقَالَ لِي : يَا مُحَمَّدُ ، تُرَى هَؤُلَاءِ مَا أَكْثَرَهُمْ ، ثُلُثٌ يَمُوتُونَ ، وَثُلُثٌ يَتْرُكُونَ هَذَا الَّذِي تَسْمَعُونَهُ ، وَمِنَ الثُّلُثِ الْآخَرِ مَا أَقَلَّ مَنْ يَنْجُبُ
حَدَّثَنِي أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، نا عَبَّاسٌ ، يَعْنِي الدُّورِيَّ نا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ شَاذَانَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : كَثُرَ مَنْ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ فِي زَمَنِ الْأَعْمَشِ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا تَرَى مَا أَكْثَرُهُمْ ؟ قَالَ : لَا ، تَنْظُرُوا إِلَى كَثْرَتِهِمْ ، ثُلُثُهُمْ يَمُوتُونَ ، وَثُلُثُهُمْ يَلْحَقُونَ بِالْأَعْمَالِ ، وَثُلُثُهُمْ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ يُفْلِحُ وَاحِدٌ