سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - يَقُولُ : " أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُمِيتَتْ ، فَاصْبِرُوا يَا أَصْحَابَ السُّنَنِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّكُمْ أَقَلُّ النَّاسِ "
أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّيُّ ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَيْحَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ ، : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، يَعْنِي الْبُخَارِيَّ - يَقُولُ : أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِ الرَّسُولِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ أُمِيتَتْ ، فَاصْبِرُوا يَا أَصْحَابَ السُّنَنِ رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّكُمْ أَقَلُّ النَّاسِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ : قَوْلُ الْبُخَارِيِّ إِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَقَلُّ النَّاسِ ، عَنى بِهِ الْحُفَّاظَ لِلْحَدِيثِ ، الْعَالِمِينَ بِطُرُقِهِ ، الْمُمَيِّزِينَ لِصَحِيحِهِ مِنْ سَقِيمِهِ ، وَقَدْ صَدَقَ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ ، لِأَنَّكَ إِذَا اعْتَبَرْتَ لَمْ تَجِدْ بَلَدًا مِنْ بُلْدَانِ الْإِسْلَامِ يَخْلُو مِنْ فَقِيهٍ ، أَوْ مُتَفَقِّهٍ يَرْجِعُ أَهْلُ مِصْرِهِ إِلَيْهِ ، وَيُعَوِّلُونَ فِي فَتَاوِيهِمْ عَلَيْهِ ، وَتَجِدُ الْأَمْصَارَ الْكَثِيرَةَ خَالِيَةً مِنْ صَاحِبِ حَدِيثٍ عَارِفٍ بِهِ مُجْتَهِدٍ فِيهِ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِصُعُوبَةِ عِلْمِهِ وَعِزَّتِهِ وَقِلَّةِ مَنْ يَنْجُبُ فِيهِ مِنْ سَامِعِيهِ وَكَتَبَتِهِ ، وَقَدْ كَانَ الْعِلْمُ فِي وَقْتِ الْبُخَارِيِّ غَضًّا طَرِيًّا ، وَالِارْتِسَامُ بِهِ مَحْبُوبًا شَهِيًّا ، وَالدَّوَاعِي إِلَيْهِ أَكْبَرُ ، وَالرَّغْبَةُ فِيهِ أَكْثَرُ ، وَقَالَ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْهُ ، فَكَيْفَ نَقُولُ فِي هَذَا الزَّمَانِ مَعَ عَدَمِ الطَّالِبِ ، وَقِلَّةِ الرَّاغِبِ وَكَانَ الشَّاعِرُ وَصَفَ قِلَّةَ الْمُتَخَصِّصِينَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِنَا فِي قَوْلِهِ : وَقَدْ كُنَّا نَعُدُّهُمْ قَلِيلًا ، فَقَدْ صَارُوا أَقَلَّ مِنَ الْقَلِيلِ