قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا أَحْدَثَ عَبْدٌ أَخًا يُؤَاخِيهِ فِي اللَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ دَرَجَةً . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فِي نَفْسِهِ : وَمَا دَرَجَةٌ رَفَعَهَا رَجُلٌ أَوْ وَضَعَهَا ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَيْسَتْ بِدَرَجَةِ عَتَبَةِ بَيْتِ أُمِّكَ ، وَلَكِنَّهَا دَرَجَةٌ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ : وَأَخْبَرَنِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَهُ
وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ ، مِنْهُمْ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : كَانَ مُسْلِمٌ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ قَبَّلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَيَقُولُ : شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخًا
قَالَ : وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَكَبَّ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ فَقَبَّلَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ، وَإِنَّهُمْ لَيَرَوْنَ الدُّمُوعَ تَسِيلُ مِنْ عَيْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى وَجْهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : حِينَ مَاتَ ابْنُ مَظْعُونٍ قَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : هَذَا فَرَطُ هَذِهِ الْأُمَّةِ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ تُوُفِّيَ وَهُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَا يَجْمَعُ اللَّهُ عَلَيْكَ بُؤْسًا أَبَدًا
قَالَ : وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، يُحَدِّثُ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُصَافِحُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنَ الْمَعَافِرِ قَالَ : الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ يَقْضِي بَعْضُهُمْ حَاجَاتِ بَعْضٍ ، فَيَقْضِي بَعْضُهُمْ حَاجَاتِ بَعْضٍ ، قَضَى اللَّهُ حَاجَاتِهِمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ قَالَ : إِذَا تَرَاءَا الْمُتَحَابَّانِ فِي اللَّهِ فَمَشَى أَحَدُهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ ضَحِكَ إِلَيْهِ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا تَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ . قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَيَسِيرٌ . قَالَ : لَا تَقُلْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : {{ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ، إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }}
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَزُورُ الْأَعْلَوْنَ مِنَ الْجَنَّةِ الْأَسْفَلِينَ ، وَلَا يَزُورُ الْأَسْفَلُونَ الْأَعْلَيِينَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَزُورُ فِي اللَّهِ فِي الدُّنْيَا ، فَذَلِكَ يَزُورُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ يَشَاءُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ : إِنَّ دَعْوَةَ الْأَخِ فِي اللَّهِ تُسْتَجَابُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، يَرْفَعُهُ قَالَ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَزُورُ أَخَاهُ فِي اللَّهِ إِلَّا أَكْرَمَ رَبَّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَدْخُلُ مَسْجِدَ حِمْصَ فَيَرَى أَهْلَ مَجْلِسٍ كُهُولًا ، وَغُلَامًا أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ ، بَرَّاقَ الثَّنَايَا ، يَتَنَازَعُونَ الْتِمَاسَ الْفِقْهِ بِغَيْرِ مِرًى ، فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ نَظَرُوا إِلَى الْغُلَامِ ، فَمَا قَالَ : انْتَهَوْا إِلَيْهِ ، فَأَعْجَبَنِي ذَلِكَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأَلِفْتُهُمْ ، وَسَأَلْتُ عَنِ الْغُلَامِ فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، فَارْتَفَعَ أَصْحَابُهُ فَقَعَدْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ ، قَالَ : لَئِنْ كُنْتَ صَادِقًا لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ : إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ ، أَوْ جَلَالِ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ عَلَى يَمِينِ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي فَقِيهٍ : عَنْهُمْ سَوَاءٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : رُبَّ قَائِمٍ مَشْكُورٍ لَهُ ، وَرُبَّ نَائِمٍ مَغْفُورٍ لَهُ ، وَذَلِكَ أَنَّ الرَّجُلَيْنِ يَتَحَابَّانِ فِي اللَّهِ فَقَامَ أَحَدُهُمَا يُصَلِّي فَرَدَّ اللَّهُ صَلَاتَهُ ، وَدَعَاهُ فَلَمْ يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ دُعَائِهِ شَيْئًا ، فَذَكَرَ أَخَاهُ فِي دُعَائِهِ مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ أَخِي فُلَانٌ اغْفِرْ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ وَهُوَ نَائِمٌ . قَالَ كَعْبٌ : إِنَّ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ عَلَى عَمَدٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ ، عَلَى رَأْسِ الْعَمُودِ أَلْفُ بَيْتٍ ، مُشْرِفِينَ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ، مَكْتُوبٌ فِي جِبَاهِهِمْ : هَؤُلَاءِ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ ، إِذَا اطَّلَعَ أَحَدُهُمْ مَلَأَ حُسْنَهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ كَمَا تَمْلَأُ الشَّمْسُ أَهْلَ الْأَرْضِ ، تَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ اطَّلَعَ ، يَنْظُرُونَ إِلَى وَجْهِهِ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي قُرَيْشُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَإِذَا رَآنَا دَعَا بِدُهْنِ طِيبٍ ، فَمَسَحَ بِهِ يَدَيْهِ لِمُصَافَحَةِ إِخْوَانِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَنْزِلَةُ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِمَا أَصَابَ أَهْلَ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا أَصَابَ الرَّأْسَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حَبِيبٍ ، قَالَ الْحَسَنَ : مَنْ شَيَّعَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ مَلَائِكَةً مِنْ تَحْتِ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُشَيِّعُونَهُ إِلَى الْجَنَّةِ
قَالَ : وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مُنَادِيًا مِنَ السَّمَاءِ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ ، قَدْ تَبَوَّأْتَ مِنَ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا
وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ : إِذَا خَرَجَ الْعَبْدُ لِيَلْقَى أَخَاهُ يُحْدِثُ بِهِ عَهْدًا ، بَعَثَ اللَّهُ مُنَادِيًا يُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ ، لَكَ الْجَنَّةُ . يَقُولُ اللَّهُ : بِرَوْحِي هَذَا ، وَعَلَيَّ قِرَاؤُهُ
قَالَ : وَبَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : يُقَالُ : لَا يُبَلِّغُ الرَّجُلُ النَّصِيحَةَ كُلَّ النَّصِيحَةِ لِأَحَدٍ حَتَّى يَأْمُرَهُ بِمَا عَجَزَ عَنْهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ ، يَرْفَعُهُ قَالَ : إِذَا دَخَلَ عَلَى أَحَدِكُمْ أَخُوهُ فَلْيُقَرِّبْ لَهُ مَا وَجَدَ ، وَلَوْ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْفَيَّاضِ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ سَفَرٍ فَقَبَّلَ يَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، ثُمَّ خَلَوَا يَتَنَاجَيَانِ حَتَّى بَكَيَا جَمِيعًا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْخَلِيلِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا فِي قَوْلِهِ لِأَخِيهِ جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا لَاسْتَكْثَرَ مِنْهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ ، وَهِشَامِ بْنِ الْغَازِي ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : امْشِ مِيلًا عُدْ مَرِيضًا ، امْشِ مِيلَيْنِ أَصْلِحْ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، امْشِ ثَلَاثَةً زُرْ فِي اللَّهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، مِثْلَهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ أَبِي أَيُّوبَ ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِرِجَالِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : النَّبِيِّينَ ، وَالصِّدِّيقِينَ ، وَرَجُلٍ زَارَ أَخَاهُ فِي اللَّهِ . قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ ، قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : الْوَدُودُ ، وَالْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ الَّتِي إِذَا أَسَاءَتْ أَوْ أُسِيءَ إِلَيْهَا وَضَعَتْ يَدَهَا فِي يَدِهِ ، ثُمَّ قَالَتِ : اعْمَلْ وَافْعَلْ مَا بَدَا لَكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ اسْتَقْبَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَصَمَتَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو ، عَمَّنْ يَثِقُ بِهِ : أَنَّ الرَّجُلَ ، إِذَا زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ لَمْ يَبْقَ فِي السَّمَاءِ مَلَكٌ إِلَّا حَيَّاهُ بِتَحِيَّةٍ مُسْتَأْنَفَةٍ ، لَا يُحَيِّهِ مِثْلَهُ مَلَكٌ غَيْرُهُ ، كُلُّ مَلَكٍ مِنْهُمْ يُحَيِّيهِ تَحِيَّةً عَلَى حِدَتِهَا ، وَلَا تَبْقَ شَجَرَةٌ بِجَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ إِلَّا تُؤْذِنُ صَاحِبَتَهَا : فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ زَارَ فُلَانًا فِي اللَّهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : إِنَّ رُوحَيِ الْمُؤْمِنَيْنِ لَيَلْتَقِيَانِ عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَمَا رَأَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَطُّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رِجَالًا ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ عَنْ سَلَفِنَا ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَتِ اللَّيْلَةُ تَطُولُ عَلَيْهِ حَتَّى يُصْبِحَ فَيَنْظُرَ فِي وَجْهِ أَخِيهِ ، وَأَنَّهُمْ فِي أَسْفَارِهِمْ كَانَتِ الشَّجَرَةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ، فَيَلْتَفُّونَ مِنْ وَرَائِهَا فَيُشَابِكُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ شِدَّةِ تَشَوُّقِهِ إِلَى أَخِيهِ ، وَسَلَامَةِ صَدْرِهِ لَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ سَمْعَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : هَاتِ يَدَكَ يَا حُذَيْفَةُ . فَأَعْطَيْتُهُ يَدِي وَأَنَا جُنُبٌ ، فَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي أَصَابِعِي فَشَابَكَنِي ، وَشَدَّ قَبْضَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَصَنَعَا هَذَا تَنَاثَرَتِ الْخَطَايَا مِنْهُمَا قَالَ ابْنُ سَمْعَانَ : وَكَانَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَخَذَ بِيَدِهِ فَشَابَكَهُ ثُمَّ شَدَّ قَبْضَتَهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَا يَزَالُ اللَّهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ
أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ أَنَّ سَلْمَانَ دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَلْقَى لَهُ وِسَادَةً ، فَجَلَسَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، قَالَ عُمَرُ : بَعْضُ أَعَاجِيبِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : إِذَا أَلْقَى أَحَدُكُمُ الْمُسْلِمُ لِأَخِيهِ شَيْئًا يُكْرِمُهُ بِهِ فَجَلَسَ عَلَيْهِ . . . غُفِرَ لَهُمَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، حَدَّثَهُ عَنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَاهُ غُفِرَ لَهُمَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانُوا يَقُولُونَ : لَا تُكْرِمْ صَدِيقَكَ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي . . . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِلَّهِ قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : مِنْ جَلَالِ اللَّهِ . . . حَتَّى أَلْصَقَ رُكْبَتَيَّ بِرُكْبَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَبْشِرْ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ : إِنَّ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ جَلَالِ اللَّهِ فِي ظِلِّ اللَّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ قَالَ : ثُمَّ أَلْقَى عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، فَقُلْتُ : أَلَا تَسْمَعُ ، أُخْبِرُكَ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ ، أَلَا أُحَدِّثُكَ ؟ فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي قَالَ : . . . حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ ، حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ فِيَّ ، حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ . . . ، حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ فِيَّ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ ، . . . ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَأَبِي عَامِرٍ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ }} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : السِّلْمُ صِفَةُ قَوْمٍ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ بِقُرْبِهِمْ وَمَقْعَدِهِمْ مِنَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَسَكَتُوا ، فَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْ شَيْءٍ وَجَثَا أَعْرَابِيٌّ عَلَى رُكْبَتِيهِ . . . يَا رَسُولَ اللَّهِ ، حَتَّى نَعْرِفَهُمْ حَدِّثْنَا عَنْهُمْ ، فَرَأَيْتُ الْأَعْرَابِيَّ قَالَ : هُمْ عِبَادُ اللَّهِ مِنْ بُلْدَانٍ شَتَّى ، وَقَبَائِلَ شَتَّى ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ يَتَوَاصَلُونَ بِهَا ، وَلَا دُنْيَا يَتَبَاذَلُونَهَا ، تَحَابَّوْا بِرُوحِ اللَّهِ ، يُجْعَلُ الله لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ لُؤْلُؤٍ قُدَّامَ الرَّحْمَنِ تَعَالَى ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلَا يَفْزَعُونَ ، وَيَخَافُ النَّاسُ وَلَا يَخَافُونَ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ بُخْتٍ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ . . . مَحَبَّتِي الَّذِينَ يُعَمِّرُونَ مَسَاجِدِي ، وَيُكْثِرُونَ ذِكْرِي . . . نِعْمَةً بِعِبَادِي ، كُفِيَتْ بِهِمْ نَفْسٌ عَنْ عِبَادِي
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي . . . مَنْ أَحْدَثَ أُخُوَّةً فِي اللَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ دَرَجَةً
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي . . . يَرْفَعُهُ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : أَيُّ عُرَى الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ . قَالَ : فَذَكَرُوا . . . الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ، قَالَ : الْأُخُوَّةُ فِي اللَّهِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنِ ابْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَصَافَحَنِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَلَى أَخْلَاقِ الْعَجَمِ وَسُنَّتِهِمْ ، فَقَالَ : كَلَّا ، إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا صَافَحَ . . .
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ : الْمَكْرُ وَالْخِيَانَةُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ ، وَمِنَ الْخِيَانَةِ أَنْ يَكْتُمَ الرَّجُلُ أَخَاهُ مَا لَوْ عَلِمَهُ كَانَ عَسَى أَنْ يُدْرِكَ بِهِ خَيْرًا ، أَوْ يَنْجُوَ بِهِ مِنْ سُوءٍ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُظْهِرُ أَحَدُنَا لِأَخِيهِ مَا فِي نَفْسِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِلَّا مَا لَا يَضُرُّهُ وَلَا يَنْفَعُهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ . . . رَجُلٌ بِمَنْ يَصْحَبُ فَإِنَّمَا يُصَاحِبُ مِثْلَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي . . . أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَا تَجَسَّسُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا . . . أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَبْلِكُمْ خَرَجَ يَزُورُ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَبَعَثَ اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ قَالَ : أَزُورُ أَخًا لِي ، قَالَ : أَبَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَحِمٌ ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ لِلَّهِ . قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ رَبِّكِ إِلَيْكَ أَنَّهُ يُحِبُّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : . . . أَخَاهُ جَاءَ مِنْ سَفَرٍ أَيَأْخُذُ بِيَدِهِ قَالَ : قَدْ كَانَ . . .
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : مَا تَواخَى اثْنَانِ قَطُّ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَى اللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى ، أَنَّهُ سَمِعَ الشَّعْبِيَّ ، يَقُولُ : مَا تَحَابَّ اثْنَانِ فِي اللَّهِ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا حَدَثٌ أَحْدَثَهُ أَحَدُهُمَا ، وَالْمُحْدِثُ شَرُّهُمَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ جَعْفَرٌ مِنَ الْحَبَشَةِ قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ جِلْدَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : قَالَ سَلْمَانُ : مَثَلُ الْمُسْلِمِ وَأَخِيهِ كَمَثَلِ الْكَفَّيْنِ تُنَقِّي إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى
قَالَ : وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : الْمُسْلِمُ مِرْآةُ أَخِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ ، إِذَا رَأَى فِيهِ عَيْبًا أَصْلَحَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي زَاهِرِيَّةَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : آخِي أَخَاكَ أَخَا صِدْقٍ ، وهُنْ لَهُ ، وَلَا تُؤَاخِذْهُ بِقَوْلٍ خَطَأٍ ، فَتَكُونَ مِثْلَهُ إِذَا جَاءَهُ الْمَوْتُ كَفَاكَ قَبْلَهُ ، إِذَا مَاتَ أَكْثَرْتَ ذِكْرَهُ ، وَفِي حَيَاتِهِ مَا قَطَعْتَ وَصْلَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَنْعَمَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ لِلَّهِ ، فَدَخَلَا جَمِيعًا الْجَنَّةَ ، فَكَانَ الَّذِي أَحَبَّ لِلَّهِ أَرْفَعَهُمَا مَنْزِلَةً ، أُلْحِقَ بِهِ صَاحِبُهُ
قَالَ ابْنُ أَنْعَمَ : وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : يُؤْتَى بِالْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ دُرٍّ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، كَانَ يَقُولُ : مُعَاتَبَةُ الْأَخِ أَهْوَنُ مِنْ فَقْدِهِ ، وَمَنْ لَكَ بِأَخِيكَ كُلِّهِ ، وَأَعْطِ أَخَاكَ وَهَبْ لَهُ ، وَلَا تُطِعْ بِهِ كَاشِحًا فَتَكُونَ مِثْلَهُ ، غَدًا يَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيَكْفِيكَ قَبْلَهُ ، كَيْفَ تَبْكِيهِ فِي الْمَمَاتِ وَفِي الْحَيَاةِ تَرَكْتَ وَصْلَهُ ؟
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ ، وَغَيْرُهُ عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي بَعْضِ مَجْلِسِهِ : وَلَا تَعِدْ أَخَاكَ عِدَةً تُخْلِفُهُ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، وَخَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابِ : أَنَّ الصَّحَابَةَ ، كَانُوا إِذَا سَافَرُوا ثُمَّ حَالَتْ بَيْنَ أَحَدِهِمْ وَصَاحِبِهِ شَجَرَةٌ فَالْتَقَيَا ، سَأَلَهُ : كَيْفَ أَنْتَ أَيْ أَخِي ، مِنْ حَقِّ إِخَاءِ الْإِسْلَامِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الْأَخَ أَتَيْنَاهُ ، فَإِنْ كَانَ مَرِيضًا كَانَتْ عِيَادَةً ، وَإِنْ كَانَ مَشْغُولًا كَانَ عَوْنًا ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ كَانَتْ زِيَارَةً
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ حَقًّا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَتَوَجَّعَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ مِنَ الرَّأْسِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : الْمُؤْمِنُ مِنْ أَخِيهِ كَمَنْزِلَةِ الْيَدَيْنِ لَا غِنَى لِأَحَدِهِمَا عَنِ الْأُخْرَى
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ لَهُ : لَا يَكُونَنَّ حُبُّكَ كَلَفًا وَلَا يَكُونَنَّ بُغْضُكَ تَلَفًا إِلَّا أَنَّ هِشَامًا قَالَ فِي الْحَدِيثِ : قَالَ يَوْمًا لَأَسْلَمَ وَهُوَ يُعَاتِبَهُ : وَلَا يَكُونَنَّ بُغْضُكَ عَدَاوَةً
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : الْمُؤْمِنُ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ ، دَمُهُ ، وَمَالُهُ ، وَعِرْضُهُ ، الْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ ، لَا يَخْذُلْهُ ، وَلَا يَظْلِمْهُ ، التَّقْوَى هَاهُنَا ، وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ ، حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ : إِذَا لَقِيَ الْمُسْلِمُ أَخَاهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَصَافَحَهُ لَمْ يَنْزِعْ أَحَدُهُمَا يَدَهُ مِنْ يَدِ صَاحِبِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُمَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودِ ، كَانَ يَقُولُ : مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ أَنْ تُسَلَّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ ، وَتَدَعُوَهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ ، وَتَوَسِّعَ لَهُ الْمَجْلِسَ إِلَيْكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُ يُؤْتَى بِثَمَانِيَةِ نَفَرٍ اصْطُحَبُوا فِي اللَّهِ وَتَآخَوْا فِيهِ ، فَقِيرٌ وَغَنِيٌّ ، فَيُوجَدُ لِلْغَنِيِّ فَضْلُ عَمِلٍ فِي مَا كَانَ يَصْنَعُ فِي مَالِهِ ، فَرُفِعَ عَلَى صَاحِبِهِ ، فَيَقُولُ الْفَقِيرُ : يَا رَبِّ لِمَ رَفَعْتَهُ عَلَيَّ ، وَإِنَّمَا اصْطَحَبْنَا فِيكَ وَعَمِلْنَا لَكَ ؟ ، فَيَقُولُ : أَلَا تَجِدُ لَهُ فِي عَمَلِهِ فَضْلًا ؟ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَقَدْ عَلِمْتَ لَوْ أَعْطَيْتَنِي مَالًا مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ لَعَمِلْتُ لَكَ فِيهِ مِثْلَ مَا عَمِلَ لَكَ ، فَيَقُولُ : صَدَقَ ، أَلْحِقُوهُ بِصَاحِبِهِ ، وَيُؤْتَى بِمَرِيضٍ وَصَحِيحٍ ، فَيُرْفَعُ الصَّحِيحُ بِفَضْلِ عَمَلِهِ ، فَيَقُولُ الْمَرِيضُ : لِمَ رَفَعْتَهُ عَلَيَّ ؟ . فَيَقُولُ : وَجَدْتُ لَهُ فَضْلًا فِي عَمَلِهِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، لَقَدْ عَلِمْتَ لَوْ أَصَحَحْتَنِي لَعَمِلْتُ لَكَ كَمَا عَمِلَ ، فَيَقُولُ : صَدَقَ ، أَلْحِقُوهُ بِصَاحِبِهِ . فَيُؤْتَى بِحُرٍّ وَمَمْلُوكٍ ، فَيَكُونُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَيُؤْتَى بِحَسَنِ الْخُلُقِ وَسَيِّئِ الْخُلُقِ ، فَيُرْفَعُ الْحَسَنُ الْخُلُقِ عَلَى السَّيِّئِ الْخُلُقِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لِمَ رَفَعْتَهُ عَلَيَّ وَإِنَّمَا اصْطَحَبْنَا فِيكَ ، وَعَمِلْنَا لَكَ عَمَلًا وَاحِدًا ؟ ، فَيَقُولُ : لِحُسْنِ خُلُقِهِ ، فَلَا يَجِدُ لَهُ جَوَابًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلَنْ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ تَحَابُّوا ، وَلَنْ يُؤْمِنَ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ . قَالُوا : مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : مَنْ أَمِنَهُ أَهْلُ الْإِسْلَامِ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْفُرَافِصَةِ ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ ، أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَأَنْ أُطْعِمَ أَخًا فِي اللَّهِ لُقْمَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ ، وَلَأَنْ أُعْطِيَ أَخًا فِي اللَّهِ دِرْهَمًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ ، وَلَأَنْ أُعْطِيَ أَخًا فِي اللَّهِ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ رَقَبَةً
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبًا ، يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ لِجَلَالِي ؟ ، فَيُؤْتَى بِهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ : ادْعُوا لِيَ الْحَامِدِينَ ، فَيُؤْتَى بِهِمْ ، ثُمَّ يَقُولُ : ادْعُوا إِلَيَّ جِيرَانِي ، فَيَقُولُونَ : رَبِّ ، وَمَنْ جِيرَانُكَ ؟ ، فَيَقُولُ : عُمَّارُ مَسَاجِدِي ، فَيُجْعَلُونَ عَلَى كَرَاسِيَّ تَحْتَ الْعَرْشِ ، وَيُغْشَوْنَ النَّارَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : إِنَّهُ لَفِي النَّامُوسِ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى أَنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنَ الْخَلْقِ ثَلَاثَةً : الَّذِي يُفَرِّقُ بَيْنَ الْمُتَحَابِّينِ ، وَالَّذِي يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ، وَالَّذِي يَلْمِسُ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْحَجْرِيُّ الْمِصْرِيُّ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ : ، يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ ثَلَاثٌ : أَنْ تَبْدَأَهُ بِالسَّلَامِ وَأَنْ تَدَعُوَهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ ، وَأَنْ تُوَسِّعَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ عِيًّا أَنْ يَجِدَ عَلَى النَّاسِ فِيمَا يَأْتِي ، وَأَنْ يَبْدُوَ لَهُ فِيهِمْ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ ، وَأَنْ يُؤْذِيَهُ فِي الْمَجْلِسِ بِمَا لَا يُعْنِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أبي سُلَيْمٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، قَالَ : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصْفُوَ ، لَهُ وُدَّ أَخِيهِ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ ، ولِيُوَسِّعْ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ ، وَلَيْدُعُوهُ بِأَحَبِّ أَسْمَائِهِ إِلَيْهِ ، وَمِنَ الْعِيِّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُبْصِرَ مِنْ عَيْبِ أَخِيهِ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ مِثْلُهُ ، وَأَنْ يَعِيبَ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا يَأْتِي مِثْلَهُ ، وَأَنْ يُؤْذِيَ جَلِيسَهُ بِمَا لَا يُعْنِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : يَقْدِمُ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ أَرْفَقُ مِنْكُمْ قُلُوبًا ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا الْأَشْعَرِيُّونَ وَفِيهِمْ أَبُو مُوسَى ، وَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ الْمُصَافَحَةَ فِي الْإِسْلَامِ ، فَجَعَلُوا حِينَ دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ يَرْجُزُونَ وَيَقُولُونَ : غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةْ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَوْ غَيْرِهِ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْبَيْتَ ، فَقَالَ : وَاهًا لكَ مَا أَطْيَبَكَ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكَ ، وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِنْكَ ، كُلُّ شَيْءٍ مِنْهُ حَرَامٌ ، اغْتِيَابُهُ وَأَذَاهُ حَرَامٌ ، حَتَّى أَنْ يُظَنَّ بِهِ ظَنَّ سُوءٍ حَرَامٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْهُمْ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : لَصَاعٌ أَوْ صَاعَانِ أَدْعُو عَلَيْهِ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِي فَأُطْعِمُهُمْ إِيَّاهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى السُّوقِ فَأَشْتَرِيَ نَسَمَةً فَأَعْتِقَهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، أَتَى النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ بَعْدَكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فُلَانٍ ، إِنِّي لَأَجِدُ لَهُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اذْهَبْ فَأَخْبِرْهُ ، فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ الْآخَرُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَ مِثْلُ ذَلِكَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : شَيْءٌ بِشَيْءٍ شَيْءٌ وَافَقَ شَيْئًا ، لَا أَسْمَعُ لَكَ عَلَقَةً فَضْلِي
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يُسْلِمُهُ ، التَّقْوَى هَاهُنَا ، حَسْبُ امْرِيءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ