حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ , وَأَبُو كُرَيْبٍ , قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أُسَامَةَ , عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مُرْدِفِي إِلَى نُصُبٍ مِنَ الْأَنْصَابِ , فَذَبَحْنَا لَهُ شَاةً وَجَعَلْنَاهَا فِي سُفْرَتِنَا , فَلَقِيَنَا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو فَقَدَّمْنَا لَهُ السُّفْرَةَ , فَقَالَ : إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ , حَدَّثَنَا سَالِمٌ , أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ , يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ , وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ , فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سُفْرَةَ لَحْمٍ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ , وَقَالَ : إِنَّا لَا نَأْكُلُ عَلَى مَا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ , وَلَا نَأْكُلُ إِلَّا مَا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ , عَنِ الْمَسْعُودِيِّ , عَنْ نُفَيْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ : مَرَّ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَبِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ لَهُمَا فَدَعَوَاهُ , فَقَالَ : إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : قَوْلُهُ : ذَبَحْنَا شَاةً لِنُصُبٍ مِنَ الْأَنَصَابِ , لِذَلِكَ وَجْهَانِ : إِمَّا أَنْ يَكُونَ زَيْدٌ فَعَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَا رِضَاهُ , إِلَّا أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ فَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَيْهِ , لِأَنَّ زَيْدًا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنَ الْعِصْمَةِ وَالتَّوْفِيقِ مَا كَانَ اللَّهُ أَعْطَاهُ نَبِيَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , وَمَنْعَهُ مِمَّا لَا يَحِلُّ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ , وَكَيْفَ يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَدْ مَنَعَ زَيْدًا فِي حَدِيثِهِ هَذَا بِعَيْنِهِ أَنْ يَمَسَّ صَنَمًا وَمَا مَسَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْلَ نُبُوَّتِهِ وَلَا بَعْدَ , فَهُوَ يَنْهَى زَيْدًا عَنْ مَسِّهِ , وَيَرْضَى أَنْ يَذْبَحَ لَهُ هَذَا مُحَالٌ وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ ذَبَحَ لِزَادِهِ فِي خُرُوجِهِ فَاتَّفَقَ ذَلِكَ عِنْدَ صَنَمٍ كَانُوا يَذْبَحُونَ عِنْدَهُ , فَكَانَ الذَّبْحُ مِنْهُمْ لِلصَّنَمِ , وَالذَّبْحُ مِنْهُ لِلَّهِ تَعَالَى , إِلَّا أَنَّ الْمَوْضِعَ جَمَعَ بَيْنَ الذَّبْحَيْنِ , فَأَمَّا ظَاهِرُ مَا جَاءَ بِهِ الْحَدِيثُ فَمَعَاذَ اللَّهِ وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ , وَسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فَلَيْسَ فِيهِمَا بَيَانُ أَنَّهُ ذَبَحَ أَوْ أَمَرَ بِذَلِكَ , وَلَعَلَّ زَيْدًا ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ اللَّحْمَ مِمَّا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَذْبَحُهُ لِأَنْصَابِهَا , فَامْتَنَعَ لِذَلِكَ وَلَمْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا ظَنَّ , فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ فُعِلَ فَبِغَيْرِ أَمْرِهِ وَلَا رِضَاهُ وَبَعْدُ : فَإِنَّ الْفُقَهَاءَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مُخْتَلِفُونَ فِيمَا ذُبِحَ لِصَنَمٍ أَوْ كَنِيسَةٍ , فَرَخَّصَ فِيهِ قَوْمٌ إِذَا كَانَتِ الذَّكَاةُ وَقَعَتْ مَوْقِعَهَا , وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَا أَضْمَرَهُ الذَّابِحُ , فَرَخَّصَ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَبُو الْعِرْبَاضِ , وَعُبَادَةُ , وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ وَكَرِهَهُ ابْنُ عُمَرَ , وَعَائِشَةُ , وَجَمَاعَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ , وَكَرَاهَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَصَوْبُ وَأَحْسَنُ مِنْ غَيْرِ طَعْنٍ عَلَى مَنْ رَخَّصَ وَلَا مُخَطِّئِهِ
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ : قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ نُصُبًا , فَجَعَلَ يَطْعَنُهَا بِعُودٍ مَعَهُ , وَيَقُولُ : {{ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ }}
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي , يُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا
حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ , حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ : كَانَ رَبَاحُ بْنُ الْمُعْتَرِفِ يُحْسِنُ غِنَاءَ النَّصْبِ
حَدَّثَنَا الْيَمَامِيُّ , عَنْ يَعْقُوبَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , حَدَّثَنِي لَيْثٌ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ : إِنَّ مِنْ أَقْذَرِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَدَاقَهَا قلْتُ لِلَيْثٍ : أَنَصَبَ ابْنُ عُمَرَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ : وَمَا عِلْمُهُ لَوْلَا أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
حَدَّثَنَا مُصْعَبٌ , حَدَّثَنَا مَالِكٌ : فِيمَنْ أَفَادَ سِتَّةً مِنَ الْإِبِلِ لَا صَدَقَةَ عَلَيْهِ حَتَّى يَحُولَ الْحَوْلُ , إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَبْلَهَا نِصَابُ مَاشِيَةٍ , فَنِصَابُ الْمَاشِيَةِ تَجِبُ فِيهِ الصَّدَقَةُ قَوْلُهُ : خَرَجَ إِلَى نُصُبٍ , وَدَخَلَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ ثَلَاثُمِائَةِ نُصُبٍ , هِيَ حِجَارَةٌ كَانَتْ تُنْصَبُ : تَعْبُدُ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيُّ , عَنْ قُرَّةَ , عَنِ الْحَسَنِ , فِي قَوْلِهِ : {{ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ }} : يَبْتَدِرُونَ نُصُبَهُمْ أَيُّهُمْ يَسْتَلِمُهُ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ , قَالَ : النُّصُبُ وَاحِدٌ , وَالْجَمْعُ أَنْصَابٌ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : النَّصَائِبُ : حِجَارَةٌ يُشْرِفُ بِهَا الْحَوْضُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ : النَّصَائِبُ : حِجَارَةٌ تُجْعَلُ حَوْلَ الْحَوْضِ تُنْصَبُ وَاحِدَتُهَا نَصِيبَةٌ , وَيُلْزَقُ بَيْنَ كُلِّ حَجَرَيْنِ بِطِينٍ وَيُجْعَلُ وَرَاءَ ذَلِكَ تُرَابٌ وَالتُّرَابُ : النَّشِيبَةُ وَقَالَ الشَّاعِرُ : ظَلَّتْ أَقَاطِيعُ أَنْعَامٍ مُؤَبَّلَةٍ لَدَى صَلِيبٍ عَلَى الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ وَقَالَ النَّابِغَةُ : فَلَا لَعَمْرُ الَّذِي قَدْ زُرْتُهُ حِجَجًا وَمَا هُرِيقَ عَلَى الْأَنْصَابِ مِنْ جَسَدِ يَعْنِي الدَّمَ قَوْلُهُ : يُنْصِبُنِي مَا أَنْصَبَهَا النَّصَبُ : الْإِعْيَاءُ وَالْمَعْنَى مَعْرُوفٌ قَالَ : كَأَنَّ رَاكِبَهَا يَهْوِي بِمُنْخَرِقٍ مِنَ الْجَنُوبِ إِذَا مَا رَكْبُهَا نَصَبُوا وَقَالَ طُفَيْلٌ : تَأَوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيْلِ مُنْصِبُ وَجَاءَ مِنَ الْأَخْبَارِ مَا لَا أُكَذِّبُ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي نَصْرٍ : كِلِينِي لَهُمْ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الْكَوَاكِبِ قَوْلُهُ : نَاصِبِ أَرَادَ مُنْصِبًا , كَمَا قَالَ طُفَيْلٌ , وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {{ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ }} , أَيْ مْدَفُوقٌ , وَ {{ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ }} أَيْ مَرْضِيَّةٌ , وَسِرٌّ كَاتِمٌ أَيْ مَكْتُومٌ , وَلَيْلٍ نَائِمٍ أَيْ مَنُومٌ فِيهِ قَوْلُهُ : غِنَاءُ النَّصْبِ , أَظُنُّهُ الَّذِي يُحْكَى فِيهِ مِنَ النَّشِيدِ , وَأُقِيمَ لَحْنُهُ , وَنُصِبَ وَزْنُهُ , وَأُحْكِمَ قَوْلُهُ : أَنَصَبَ ذَاكَ , يَقُولُ : أَقَامَ ذَاكَ , وَأَسْنَدَهُ إِلَى غَيْرِهِ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ , يُقَالُ : تَيْسٌ أَنْصَبُ : مُنْتَصِبُ الْقَرْنِ , وَعَنْزٌ نَصْبَاءُ : مَنْصُوبَةُ الْقَرْنِ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ : النَّصْبَاءُ مِنَ الْمَعْزِ : الَّتِي قَرْنَاهَا مُنْتَصِبَانِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : أُذُنٌ نَصْبَاءُ : الَّتِي تَنْتَصِبُ وَتَدْنُو مِنَ الْأُخْرَى قَوْلُهُ : نِصَابُ مَاشِيَةٍ هُوَ الَّذِي يُرْجَعُ إِلَيْهِ , يَقُولُ : إِنْ ضَمَّ مَا أَفَادَ إِلَى أَصْلٍ وَنِصَابٍ تَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ زَكَّاهُ , وَإِلَّا فَلَا زَكَاةَ عَلَيْهِ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو , عَنْ أَبِيهِ , يُقَالُ : إِنَّهُ لَنِصَابُ مَالٍ إِذَا كَانَ حَسَنَ الْقِيَامِ عَلَيْهِ , مُهْتَمًّا بِهِ وَيُقَالُ : أَنْصِبُ مُدْيَتِي : أَجْعَلُ لَهَا نِصَابًا قَالَ أَبُو زَيْدٍ : أَنْصَبْتُ السِّكِّينَ , وَأَجْزَأْتُهَا , وَالْجُزْأَةُ : النِّصَابُ وَأَغْلَفْتُهَا : جَعَلْتُ لَهَا غِلَافًا وَقَالَ الْكَسَائِيُّ : أَقْرَبْتُهَا : جَعَلْتُ لَهَا قِرَابًا وَنَاصَبْتُ فُلَانًا الشَّرَّ وَالْعَدَاوَةَ وَمَنْصِبُ الرَّجُلِ : أَصْلُهُ فِي قَوْمِهِ وَالْمُنْتَصِبُ : الْغُبَارُ الْمُرْتَفِعُ