أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، عَنْ جَدِّهِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّا لَاقُوا الْعَدُوَّ غَدًا ، وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى . قَالَ : مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ ، لَيْسَ السِّنُّ وَالظُّفُرُ أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الْحَبَشَةِ قَالَ : وَأَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَهْبًا ، فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَسَمِعُوا لَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوهُ ، فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِنَّ لِهَذِهِ الْإِبِلِ أَوْ قَالَ : النَّعَمِ أَوَابِدُ كَأَوَابِدِ الْوَحْشِ فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا وَتَرَدَّى بَعِيرٌ فِي بِئْرٍ ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَنْحَرُوهُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ شَاكِلَتِهِ ، فَاشْتَرَى مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ عَشِيرًا بِدِرْهَمَيْنِ . هَكَذَا رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْهُ ، عَنْ عَبَايَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ، وتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ دُونَ ذِكْرِ الْمُتَرَدِّي
وَرُوِّينَا ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمَا قَالَا : الذَّكَاةُ فِي الْحَلْقِ وَاللَّبَّةِ زَادَ عُمَرُ : وَلَا تَعْجَلُوا الْأَنْفُسَ أَنْ تَزْهَقَ وَنَهَى عَنِ النَّخَعِ
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الْعُشَرَاءِ الدَّارِمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ فِي اللَّبَّةِ وَالْحَلْقِ ؟ قَالَ : وَأَبِيكَ لَوْ طُعِنَتْ فِي فَخِذِهَا لَأَجْزَأَ عَنْكَ فَإِنَّهُ إِنْ صَحَّ وَارِدٌ فِي الْمُتَرَدِّيَةِ كَمَا رُوِّينَا فِي حَدِيثِ رَافِعٍ قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَالنَّخَعُ أَنْ تُذْبَحَ الشَّاةُ ، ثُمَّ يُكْسَرَ قَفَاهَا مِنْ مَوْضِعِ الذَّبْحِ لِنَخَعِهِ أَوْ لِمَكَانِ الْكِسَرِ فِيهِ أَوْ تُضْرَبَ لِيُعَجِّلَ قَطْعَ حَرَكَتِهَا ، فَأَكْرَهُ هَذَا . قَالَ : وَلَمْ يُحَرِّمْهَا ذَلِكَ لِأَنَّهَا ذَكِيَّةٌ . وَقَدْ قِيلَ فِي النَّخَعِ : إِنَّهَا الَّذِي يَنْتَهِي بِالذَّبْحِ إِلَى النِّخَاعِ ، وَهُوَ عَظْمٌ فِي الرَّقَبَةِ وَقِيلَ : فِي فَقَارِ الصُّلْبِ مُتَّصِلٌ بِالْقَفَا
وَرُوِيَ ، عَنْ عُمَرَ ، أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْفَرَسِ فِي الذَّبِيحَةِ قِيلَ : هُوَ النَّخَعُ ، وَقِيلَ : هُوَ الْكَسْرُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، أنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أنا هُشَيْمٌ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثَ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَصْلَتَيْنِ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِحَدِّ الشِّفَارِ وَأَنْ تُوَارَى الْبَهَائِمُ وَقَالَ : إِذَا ذَبَحَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجْهِزْ وَقِيلَ : عَنْهُ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ
وَرُوِّينَا ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّهُ قَالَ : يُجْزِئُ الذَّبْحُ مِنَ النَّحْرِ ، فَالنَّحْرُ مِنَ الذَّبْحِ فِي الْبَقَرِ وَالْإِبِلِ
وَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ، فِي الْفَرَسِ ، فَقِيلَ عَنْهَا : نَحَرْنَا فَرَسًا وَقِيلَ : ذَبَحْنَا
وَكَذَلِكَ عَنْ عَائِشَةَ ، وَجَابِرٍ ، فِي الْبَقَرَةِ : فَقِيلَ : نَحَرَ ، وَقِيلَ : ذَبَحَ قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَأُجِيزَ فِي الذَّبِيحَةِ أَنْ تُوَجِّهَهَا إِلَى الْقِبْلَةِ ، وَأَنْ يَسْتَقْبِلَ الذَّابِحُ الْقِبْلَةَ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ . قَالَ : وَالتَّسْمِيَةُ عَلَى الذَّبِيحَةِ بِسْمِ اللَّهِ قَالَ : فَإِذَا زَادَ شَيْئًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ فَالزِّيَادَةُ خَيْرٌ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : قَدْ رُوِّينَا فِي ، حَدِيثِ جَابِرٍ فِي تَضْحِيَةِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ قَالَ : فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا إِلَى الْقِبْلَةِ قَالَ : فَذَكَرَ الدُّعَاءَ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الضَّحَايَا مِنْ آخِرِ كِتَابِ الْحَجِّ وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي الْقِبْلَةِ مَا اسْتَحَبَّهُ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ