حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحِمْصِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ثَلَاثَةُ مَجَالِسٍ لَا تُمَكِّنِ الشَّيْطَانَ فِيهِنَّ مِنْ نَفْسِكِ : الْقُرْآنَ ، وَلَا امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَكَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُكُمَا ، وَلَا تُجَالِسْ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ مُمْرِضَةُ الْقُلُوبِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ : حَلَالٍ وَحَرَامٍ لَا يَسَعُ أَحَدًا جَهْلُهُمَا ، وَوَجْهٍ عَرَبِيٍّ تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ ، وَوَجْهِ تَأْوِيلٍ يَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ ، وَوَجْهِ تَأْوِيلٍ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَنِ انْتَحَلَ فِيهِ عِلْمًا فَقَدْ كَذَبَ
حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو يَعْنِي الْأَوْزَاعِيَّ ، حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْمَكِّيُّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ رَجُلًا قَدِمَ عَلَيْنَا مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ ، فَقَالَ : دُلُّونِي عَلَيْهِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَعْمَى ، فَقَالُوا : وَمَا تَصْنَعُ بِهِ ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ لَأَعَضَّنَّ أَنْفَهُ حَتَّى أَقْطَعَهُ ، وَلَئِنْ وَقَعَتْ رَقَبَتُهُ فِي يَدِي لَأَدُقَّنَّهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : كَأَنِّي بِنِسَاءِ بَنِي فَهْمٍ يَطُفْنَ بِالْخَزْرَجِ تَصْطَكُّ أَلْيَاتُهُنَّ مُشْرِكَاتٍ فَهَذَا أَوَّلُ شِرْكٍ فِي الْإِسْلَامِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْتَهِي بِهِمْ سُوءُ رَأْيهِمْ حَتَّى يُخْرِجُوا اللَّهَ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الْخَيْرَ كَمَا أَخْرَجُوهُ مِنْ أَنْ يُقَدِّرَ الشَّرَ
حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَ بْرٍ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَمُ ، وَأَخَذَهُ بِيَمِينِهِ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ قَالَ : فَكَتَبَ الدُّنْيَا وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ عَمَلٍ مَعْمُولٍ ، بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ ، رَطْبٍ أَوْ يَابِسٍ ، فَأَحْصَاهُ عِنْدَهُ فِي الذِّكْرِ ، ثُمَّ قَالَ : اقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ {{ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }} فَهَلْ تَكُونُ النُّسْخَةُ إِلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ أَنَّهُ قَالَ : عَلِمَ اللَّهُ مَا هُوَ خَالِقٌ وَمَا الْخَلْقُ عَامِلُونَ ، ثُمَّ كَتَبَهُ ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ : {{ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }}
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو ، حَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ الزُّهْرِيَّ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ ، وَأَنَا أَخَافُ الْعَنَتَ عَلَى نَفْسِي ، وَلَسْتُ أَجِدُ طَوْلًا ، أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَأْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ ، قَالَ : فَسَكَتَ ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ وَإِنِّي أَخَافُ الْعَنَتَ عَلَى نَفْسِي ، وَلَسْتُ أَجِدُ طَوْلًا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَأْذَنْ لِي أَنْ أَخْتَصِيَ ، قَالَ : ثُمَّ عُدْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ جَفَّ الْقَلَمُ عَلَى مَا أَنْتَ لَاقٍ فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ دَعْ
حَدَّثَنِي أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْعَنْسِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْمِصْرِيِّينَ ، قَالَا : حَدَّثَنَا نَافِعٌ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَا زَالَ يُصِيبُكَ فِي كُلِّ عَامٍ وَجَعٌ مِنْ تِلْكِ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ الَّتِي أَكَلْتَ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا أَصَابَنِي شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا وَهُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيَّ وَآدَمُ فِي طِينَتِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ سَيْفٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا إِدْرِيسَ عَائِذُ اللَّهِ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ الْقَلَمَ فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ مُبَشِّرِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ }} وَكَذَلِكَ خَلَقَهُمْ حِينَ خَلَقَهُمْ فَجَعَلَهُمْ مُؤْمِنًا وَكَافِرًا ، وَسِعِيدًا وَشَقِيًّا ، وَكَذَلِكَ يَعُودُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُهْتَدِيًا وَضَالًّا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي مُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى شِقِّ آدَمَ الْأَيْمِنِ فَأَخْرَجَ ذَرْوًا كَالذَّرِّ ، قَالَ : يَا آدَمُ هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى شِقِّ آدَمَ الْأَيْسَرِ فَأَخْرَجَ ذَرْوًا كَالْحِمَمِ ثُمَّ قَالَ : هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ
حَدَّثَنَا أَبُو أَنَسٍ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ {{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ }} قَالُوا : الْأَمْرُ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }}
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ }} قَالُوا : الْأَمْرُ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ قَالَ : فَأَهْبَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ جِبْرِيلَ يَقُولُ : كَذَبُوا يَا مُحَمَّدُ {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }} فَفَرَّجَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ : كَيْفَ كَانَتْ وَصِيَّةُ أَبِيكَ إِلَيْكَ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ ؟ فَقَالَ : دَعَانِي فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَتَّقِي اللَّهَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَلَنْ تَطْعَمَ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ وَلَنْ تَبْلُغَ الْعِلْمَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَتِ ، وَكَيْفَ لِي أَنْ أُومِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ ؟ قَالَ : تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، أَيْ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ قَالَ : اكْتُبْ ، قَالَ : وَمَا أَكْتُبُ يَا رَبِّ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ مَرَّ بِابْنِ عَبَّاسٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ يَقُولُ : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ إِذَا مَا نَزَلَ دَعَا الْهُدْهُدَ ، فَبَحَثَ الْأَرْضَ ، فَدَلَّهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَكَانَتْ مَعْرِفَتُهُ إِذَا كَانَتِ الْأَرْضُ تَرْبِدُ عَلِمَ أَنَّ الْمَاءَ قَرِيبٌ مِنْهَا ، فَأَمَرَهُمْ فَحَفَرُوا فَاسْتَخْرَجُوا الْمَاءَ ، فَقَالَ لَهُ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ : أَلَا تَخَافُ اللَّهَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، إِنَّ الْهُدْهُدَ لَصِلَالَةٌ بِالْحَبَّةِ فَوْقَ الْأَرْضِ ، فَلَا يَعْلَمُ حَتَّى لوحد فِي رَقَبَتِهِ وَأَنْتَ تَزْعُمُ أَنَّهُ يُخْبِرُهُمْ بِمَا تَحْتَ الْأَرْضِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ : قَدْ يَنْفَعُ الْحَذَرُ مَا لَمْ يَبْلُغِ الْقَدَرُ ، فَإِذَا بَلَغَ الْقَدَرُ لَمْ يَنْفَعِ الْحَذَرُ وَحَالَ الْقَدَرُ دُونَ النَّظَرِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ الْأَزْرَقِ ، أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ مَرَرْتُ بِابْنِ عَبَّاسٍ فَرَدَدْتُ قَوْلَهُ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، قَالَ : قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبَلَغَهُ عَنْ رَجُلٍ لَهُ سَرَقَ : إِنَّهُ قَارَفَ السَّرِقَةَ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ : مِنْ خَلَقَهُ اللَّهُ لِأَمْرٍ فَهُوَ أَهْلٌ لَمَّا خَلَقَهُ اللَّهُ لَهُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : لَقِيتُ غَيْلَانَ بِدِمَشْقَ مَعَ نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَسَأَلُونِي أَنْ أُكَلِّمَهُ ، فَقُلْتُ : اجْعَلْ لِي عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ أَنْ لَا تَغْضَبَ ، وَلَا تَجْحَدَ ، وَلَا تَكْتُمَ ، قَالَ : ذَلِكَ لَكَ ، فَقُلْتُ : نَشَدْتُكَ اللَّهَ ، هَلْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ قَطُّ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لَمْ يَشَأْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَمْ يَعْلَمْهُ حَتَّى كَانَ ؟ قَالَ غَيْلَانُ : اللَّهُمَّ لَا ، قَالَ : قُلْتُ : فَعِلْمُ اللَّهِ بِالْعِبَادِ كَانَ قَبْلُ أَوْ أَعْمَالُهُمْ ؟ فَقَالَ غَيْلَانُ : بَلْ عِلْمُهُ كَانَ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ ، قُلْتُ : فَمِنْ أَيْنَ كَانَ عِلْمُهُ بِهِمْ مِنْ دَارٍ كَانُوا فِيهَا قَبْلَهُ جَبَلَهُمْ فِي تِلْكَ الدَّارِ غَيْرُهُ ، وَأَخْبَرَهُ الَّذِي جَبَلَهُمْ فِي الدَّارِ عَنْهُمْ غَيْرُهُ أَمْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا ، وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوَونَ بِهَا الْمَعَاصِي ؟ قَالَ غَيْلَانُ : بَلْ مِنْ دَارٍ جَبَلَهُمْ هُوَ فِيهَا ، وَخَلَقَ لَهُمُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَهْوَونَ بِهَا الْمَعَاصِي ، قُلْتُ : فَهَلْ كَانَ اللَّهُ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ ؟ قَالَ غَيْلَانُ : نَعَمْ ، قُلْتُ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : هَلْ مَعَهَا غَيْرُهَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَهَلْ كَانَ إِبْلِيسُ يُحِبُّ أَنْ يَعْصِي اللَّهَ جَمِيعُ خَلْقِهِ ، فَلَمَّا عَرَفَ الَّذِي أَرَدْتُ سَكَتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عَامِرٍ ، هَلْ لِهَؤُلَاءِ الْكَلَمَّاتِ مِنْ أَصْلٍ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، حَسْبُكَ بِهِنَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ جَمِيعَ خَلْقِهِ مِنْ أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ ، لَمْ يَخْلُقْ شَيْئَيْنِ مِنْ شَيْءٍ وَاحِدٍ : فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي اثْنَيْنِ ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي اثْنَيْنِ ، وَاللَّذَيْنِ فِيهِمَا الطَّاعَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَاللَّذَانِ فِيهِمَا الْمَعْصِيَةُ هِيَ فِيهِمَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ مِنْ نُورٍ ، وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ نَارٍ ، وَخَلَقَ الْبَهَائِمَ مِنْ مَاءٍ ، وَخَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ ، فَجَعَلَ الطَّاعَةَ فِي الْمَلَائِكَةِ وَالْبَهَائِمِ ، وَجَعَلَ الْمَعْصِيَةَ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، قَالَ غَيْلَانُ : صَدَقْتَ
حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَتَّابٍ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَغْسِلُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْقَدَرِ ، قَالَ : فَتَفَرَّقُوا عَنِّي وَبَقِيتُ ، فَقُلْتُ : وَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِأَقْدَارِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : فَانْتَفَضَ حَتَّى سَقَطَ عَنْ دَفِّهِ ، قَالَ : فَلَمَّا دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ فَرَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ كَأَنِّي مُنْصَرَفٌ مِنَ الْمَسْجِدِ إِذِ الْجَنَازَةُ بِقُرْبٍ فِي السُّوقِ يَحْمِلُهَا حَبَشِيَّانِ ، رِجْلَاهَا بَيْنَ يَدَيْهَا فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟ قَالُوا : هَذَا فُلَانٌ ، قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ قَدْ دَفَنَّاهُ عِنْدَ بَابِ الشَّرْقِيِّ ؟ فَقَالَ : دَفَنْتُمُوهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَأَتَّبِعَنَّهُ حَتَّى أَنْظُرَ مَا يُصْنَعُ بِهِ ، فَلَمَّا أَنْ خَرَجُوا بِهِ مِنْ بَابِ الْيَهُوَدِ مَالُوا بِهِ إِلَى نَوَاوِيسِ النَّصَارَى ، فَأَتَوْا قَبْرًا مِنْهَا فَدَفَنُوهُ فِيهِ ، فَبَدَتْ لِي رِجْلَاهُ فَإِذَا هُوَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ اللَّيْلِ
حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو أَنَسٍ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ بَحْرٍ السَّقَّا ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا كَانَتْ زَنْدَقَةٌ إِلَّا كَانَ أَصْلُهَا التَّكْذِيبُ بِالْقَدَرِ
حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ أَرْطَأَةَ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : فِي الْمَنْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ جَلِّهِمْ لَنَا ، قَالَ : الْمُكَذِّبُونَ بِالْقَدَرِ ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ ، وَالْمُتَبَرِّئُ مِنْ وَلَدِهِ قُلْتُ : وَمَا الْمَنْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : جُبٌّ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ وَأَسْفَلِ طِينَتِهَا
حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَسْوَدِ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْقَدَرِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِقَدَرٍ وَيُؤْمِنَونَ بِقَدَرٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْقَدَرِيَّةُ وَالْحَرُورِيَّةُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، أَنَّهُمْ كَانُوا يتَحَدَّثُونَ فِي الْعَزْلِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَسْمَعُهُمْ فَقَالَ : إِنَّكُمْ لَتَفْعَلُونَهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : أَوَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ نَسَمَةً هُوَ بَارِئُهَا إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْدِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّهُ غُشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَ مِنْهَا ، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا ، وَخَرَجْتْ أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ عُقْبَةَ امْرَأَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرْتْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، فَلَبِثُوا سَاعَةً ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي غَشْيَتِهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ، أَنْ كَبَّرَ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ ، فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَغُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : صَدَقْتُمْ ، فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلَانِ أَجِدُ مِنْهُمَا شِدَّةً وَغِلْظَةً ، فَقَالَا : انْطَلِقْ نُحَاكِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا ، فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا ؟ قَالَا : نُحَاكِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ ، قَالَ : فَارْجِعَا ، فَإِنَّهُ مِمَّنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُمُ السَّعَادَةَ وَالْمَغْفِرَةَ وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ بَنُوهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهْرًا ، ثُمَّ مَاتَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُزَيْزٍ ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّهُ قَالَ : غَشِيَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي وَجَعِهِ غَشْيَةً ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ فَاضَ مِنْهَا ، حَتَّى قَامُوا مِنْ عِنْدِهِ وَجَلَّلُوهُ ثَوْبًا ، وَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ امْرَأَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَى الْمَسْجِدِ تَسْتَعِينُ بِمَا أُمِرَتْ أَنْ تَسْتَعِينَ بِهِ الرَّغْبَةُ وَالصَّلَاةُ ، فَمَكَثُوا سَاعَةً وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي غَشْيَةٍ ، ثُمَّ أَفَاقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَكَانَ أَوَّلُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ : أَنْ كَبَّرَ وَكَبَّرَ أَهْلُ الْبَيْتِ وَمَنْ يَلِيهِمْ ، وَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : غُشِيَ عَلَيَّ آنِفًا ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : صَدَقْتُمْ ، فَإِنَّهُ انْطَلَقَ بِي فِي غَشْيَتِي رَجُلَانِ أَجِدُ مِنْهُمَا غِلْظَةً وَفَظَاظَةً ، فَقَالَا : انْطَلِقْ نُخَاصِمْكَ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ ، فَانْطَلَقَا بِي حَتَّى لَقِيَا رَجُلًا فَقَالَ : أَيْنَ تَذْهَبَانِ بِهَذَا ؟ قَالَا : نُخَاصِمُهُ إِلَى الْعَزِيزِ الْأَمِينِ ، قَالَ : فَأَرْجِعَاهُ ، فَإِنَّهُ مِنَ الَّذِينَ كُتِبَتْ لَهُمُ الْمَغْفِرَةُ وَالسَّعَادَةُ وَهُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ يَسْتَمْتِعُ بِهِ بَنُوهُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَعَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ تُوُفِّيَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو بَكْرٍ ، أَخْبَرَنِي أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : إِنِّي رَجُلٌ شَابٌّ ، وَأَنَا أَخَافُ عَلَى نَفْسِيَ الْعَنَتَ ، وَلَا أَجِدُ مَا أَتَزَوَّجُ بِهِ النِّسَاءَ ، فَائْذَنْ لِي أَخْتَصِي قَالَ : فَسَكَتُّ ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَسَكَتَ عَنِّي ، ثُمَّ قُلْتُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ فَاخْتَصِ عَلَى ذَلِكَ أَوْ ذَرْ
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي ابْنُ هُبَيْرَةَ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّبَائِيُّ ، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيُّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : قَالَ مُوسَى لِرَبِّهِ : أَيْ رَبِّ ، خَلَقْتَ خَلْقَكَ فَمَلَأْتَ الْبَرَّ وَالْبَحْرَ ، فَمَاذَا مَعَايِشُهُمْ ؟ قَالَ : أَهْلُ الْبَرِّ مِنَ الْبَرِّ ، وَأَهْلُ الْبَحْرِ مِنَ الْبَحْرِ ، وَرَضَّيْتُ كُلًّا بِمَسْكَنِهِ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، لِمَ تُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِكَ بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ ، فَأَمَرَ الرَّبُّ نَمْلَةً فَلَدَغَتْهُ ، وَكَانَ رَجُلًا أَشْعَرَ السَّاقَيْنِ فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ كَثِيرًا ، قَالَ : يَا مُوسَى إِنَّمَا لَدَغَتْكَ وَاحِدَةٌ ، فَقَتَلْتَ مِنْهُمْ كَثِيرًا ، فَكَذَلِكَ أُعَذِّبُ الطَّائِفَةَ مِنْ خَلْقِي بِذَنْبِ الرَّجُلِ الْوَاحِدِ بِادِّهَانِهِمْ لَهُ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، خَلَقْتَ خَلَقَكَ فَلِمَ تُعَذِّبُهُمْ ؟ قَالَ : يَا مُوسَى ، ازْرَعَ زَرْعًا فَفَعَلَ ، ثُمَّ قَالَ : احْصُدْهُ ، فَحَصَدَهُ ، ثُمَّ قَالَ : ذَرْهُ ، فَذَرَاهُ ، قَالَ مُوسَى : أَيْ رَبِّ ، مَا انْتَقَيْتُ إِلَّا الطَّيِّبَ ، قَالَ : كَذَلِكَ يَا مُوسَى أَنْتَقِي الطَّيِّبَ مِنْ عِبَادِي وَأُعَذِّبُ الْخَبِيثَ مِنْ عِبَادِي
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، إِمْلَاءً عَلَيَّ قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ مَنْ أَرَادَ الْحُظْوَةَ فَلْيَتَوَاضَعْ فِي الطَّاعَةِ ، فَقَالَ لِي : وَيْحَكَ ، وَأَيُّ شَيْءٍ مِنَ التَّوَاضُعِ ، إِنَّمَا التَّوَاضُعُ أَنْ لَا تُعْجَبَ بِعَمَلِكَ ، وَكَيْفَ يُعْجَبُ عَامَلٌ بِعَمَلِهِ ، وَإِنَّمَا يُعَدُّ الْعَمَلُ نِعْمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ يَنْبَغِي أَنْ يَشْكُرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهَا وَيَتَوَاضَعَ ، إِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْجَبُ بِعَمَلِهِ الْقَدَرِيُّ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَعْمَلُ ، وَأَمَّا مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ فَكَيْفَ يُعْجَبُ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُوهِبٍ الرَّمْلِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ يُحَدِّثُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأُفْرِغَتَا فِي صَدْرِي ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَنْ يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا آدَمُ ، وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَالْأَسْوِدَةُ عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ ، فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الْأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ قَالَ : فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٍ حِكْمَةً ، وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي ، ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ ، وَعَنْ شِمَالِهِ أَسْوِدَةٌ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ تَبَسَّمَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى قَالَ : فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ قَالَ : قُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا آدَمُ وَهَذِهِ الْأَسْوِدَةُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ ، بَنُوهُ فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ وَالْأَسْوِدَةُ الَّذِينَ عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ كَعْبٌ : لَوْ دَعَى اللَّهَ عُمَرُ لَأَخَّرَ فِي أَجَلِهِ فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ : {{ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ }} قَالَ كَعْبٌ : وَقَدْ قَالَ : {{ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ }} قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَنَرَى أَنَّهُ إِذَا حَضَرَ أَجَلُهُ فَلَا يُؤَخَّرُ سَاعَةً وَلَا يُقَدَّمُ وَمَا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَإِنَّ اللَّهَ يُؤَخِّرُ مَا شَاءَ وَيقَدِّمُ مَا شَاءَ ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : وَلَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ عُمَرُ مَكْتُوبٌ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ : {{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتُكُمْ }} قَالَ : عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ كُلِّ نَفْسٍ مَا هِيَ عَامِلَةٌ وَمَا هِيَ صَانِعَةٌ وَإِلَى مَا هِيَ صَائِرَةٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْعَزْلِ فَقَالَ : وَتَفْعَلُونَ ذَلِكَ ؟ لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَفْعَلُوهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ نَسَمَةٌ قَضَاهَا اللَّهُ إِلَّا وَهِيَ كَائِنَةٌ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَذَكَرْنَاهُ فَقُلْتُ : لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ ، فَقَالَ : ثَبَّتَكَ اللَّهُ ، كُنَّا عِنْدَ سَلْمَانَ فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَذَكَرْنَاهُ فَقُلْتُ : لَأَنَا بِأَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ أَشَدُّ فَرَحًا مِنِّي بِآخِرِهِ ، قَالَ سَلْمَانُ : ثَبَّتَكَ اللَّهُ ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ فَخَرَجَ مَا هُوَ ذَارِيُّ إِلَيَّ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَخَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ، وَالشِّقْوَةَ وَالسَّعَادَةَ ، وَالْأَرْزَاقَ وَالْآجَالَ وَالْأَلْوَانَ ، فَمِنْ عَلِمَ السَّعَادَةَ فَعَلَ الْخَيْرَ وَمَجَالِسَ الْخَيْرَ ، وَمَنْ عَلِمَ الشَّرَّ فَعَلَ الشَّرَّ وَمَجَالِسَ الشَّرِّ
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْبَسَةُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ بِالشَّاشِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ قَالَ : كَتَبَ عَامَلٌ بِالشَّاشِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنِ الْقَدَرِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَالِاقْتِصَادِ فِي أَمْرِهِ ، وَتَرْكِ مَا أَحْدَثَ الْمُحْدِثُونَ بَعْدَمَا جَرَتْ سُنَّتُهُ وَكُفُوا مُؤْنَتَهُ ، ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ بِدْعَةٌ إِلَّا وَقَدْ مَضَى قَبْلَهَا مَا هُوَ دَلِيلٌ عَلَيْهَا فَعَلَيْكَ بِلُزُومِ السُّنَّةِ ، إِنَّمَا سَنَّهَا مَنْ قَدْ عَلِمَ بِمَا فِي خِلَافِهَا مِنَ الزَّلَلِ وَالْخَطَأِ وَالْحُمْقِ وَالتَّعَمُّقِ ، وَلَهُمْ كَانُوا عَلَى كَشَفِ الْأُمُورِ أَقْوَى وَتَفْصِيلٍ فِيهِ لَوْ كَانَ أَحْرَى لِأَنَّهُمُ السَّابِقُونَ ، وَلَئِنْ قُلْتُ قَدْ وَجَدْتُ بَعْدَهُمْ حَدِيثًا مَا أُحَدِّثُهُ إِلَّا مَنْ قَدِ اتَّبَعَ غَيْرَ سَبِيلِهِمْ وَرَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُمْ ، وَلَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ بِمَا يَكْفِي وَوَصَفُوا مِنْهُ مَا يَشْفِي فَمَا دُونَهُمْ وَلَا فَوْقَهُمْ أَحْسَنُ ، وَلَقَدْ قَصَّرَ أَقْوَامٌ دُونَهُمْ فَجَفَوْا وَطَمَحَ عَنْهُمْ آخَرُونَ فَغَلَوْا ، كَتَبَتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْقَدَرِ فَمَا أَعْلَمُ النَّاسَ أَحْدَثُوا مُحْدَثًا وَلَا ابْتَدَعُوا بِدْعَةً أَبْيَنَ أَمْرًا وَلَا أَثْبَتَ أَمْرًا مِنَ الْقَدَرِ ، وَلَقَدْ ذَكَرُوهُ فِي الْجَاهِلَيَّةِ فِي أَشْعَارِهِمْ يُعَزُّونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ عَلَى مَا فِيهِمْ ، فَمَا زَادَهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً وَلَقَدْ ذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ
حَدَّثَنِي أَبُو الْمُنْذِرِ عَنْبَسَةُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ : لَأَنْ أَسْمَعَ فِي نَاحِيةٍ الْمَسْجِدِ بِنَارٍ تُحْرِقُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْمَعَ بِبِدْعَةٍ لَيْسَ لَهَا مُغَيِّرٌ إِلَّا أَنَّ أَبَا جَمِيلٍ لَا يُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ فَلَا تُجَالِسُوهُ
حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، أَصْدَقُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ ، وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ثُمَّ يَقُولُ : بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَكَانَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتَهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ كَأَنَّهُ نَذِيرُ جَيْشٍ صَبَّحَكُمْ مَسَّاكُمْ ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلِأَهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضِيَاعًا فَإِلَيَّ وَعَلَيَّ ، وَأَنَا وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ