قَالَ إِسْحَاقُ : أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ ، وَمَعْمَرٌ ، يَزِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا }} , وَجَدُوا عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ شَجَرَةً . قَالَ مَعْمَرٌ : يَخْرُجُ مِنْ سَاقِهَا ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ مِنْ أَصْلِهَا ، عَيْنَانِ ، فَعَمَدُوا إِلَى إِحْدَاهُمَا ، فَكَأَنَّمَا أُمِرُوا بِهَا . قَالَ مَعْمَرٌ : فَاغْتَسَلُوا بِهَا ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : فَتَوَضَّئُوا مِنْهَا ، فَلَا تُشْعَثُ رُءُوسُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا ، وَلَا تُغَيَّرُ جُلُودُهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ أَبَدًا ، كَأَنَّمَا ادَّهَنُوا بِالدِّهَانِ ، وَجَرَتْ عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمِ ، ثُمَّ عَمَدُوا إِلَى الْأُخْرَى فَشَرِبُوا مِنْهَا ، فَطَهَّرَتْ أَجْوَافَهُمْ ، فَلَا يَبْقَى فِي بُطُونِهِمْ قَذًى وَلَا أَذًى وَلَا سَوْأَةٌ إِلَّا خَرَجَ ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ : {{ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }} ، وَتَتَلَقَّاهُمُ الْوِلْدَانُ ، كَاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ، وَكَاللُّؤْلُؤِ الْمَنْثُورِ ، يُخْبِرُونَهُمْ بِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ ، يُطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يَطُوفُ وِلْدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا بِالْحَمِيمِ يَجِيءُ مِنَ الْغَيْبَةِ ، يَقُولُونَ : أَبْشِرْ أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا وَكَذَا وَأَعَدَّ لَكَ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ يَذْهَبُ الْغُلَامُ مِنْهُمْ إِلَى الزَّوْجَةِ مِنْ أَزْوَاجِهِ ، فَيَقُولُ : قَدْ جَاءَ فُلَانٌ بِاسْمِهِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ فِي الدُّنْيَا ، فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَحُ حَتَّى تَقُومُ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهَا ، فَتَقُولُ : أَنْتَ رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : فَيَجِيءُ فَيَنْظُرُ إِلَى تَأْسِيسِ بُنْيَانِهِ عَلَى جَنْدَلِ اللُّؤْلُؤِ بَيْنَ أَخْضَرَ وَأَصْفَرَ وَأَحْمَرَ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ ، ثُمَّ يَجْلِسُ فَإِذَا زَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ، وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ، وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيَنْظُرُ إِلَى سَقْفِ بِنَائِهِ فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ مَعْمَرٌ : قَدَّرَ ذَلِكَ لَهُ ، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : سَخَّرَ ذَلِكَ لَهُ ، لَأَلَمَّ أَنْ يُذْهَبَ بِبَصَرِهِ ، إِنَّمَا هُوَ مِثْلُ الْبَرْقِ ، فَيَقُولُ : {{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا }} الْآيَةَ قَالَ إِسْحَاقُ : أنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : إِنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَعَظَّمَ أَمْرَهَا ، ثُمَّ قَالَ : يُسَاقُ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا : فَذَكَرَ نَحْوَهُ قَالَ : فَإِذْ جَنْدَلُ اللُّؤْلُؤِ فَوْقَهُ صَرْحٌ أَحْمَرُ وَأَخْضَرُ وَأَصْفَرُ قَالَ : ثُمَّ نَظَرُوا إِلَى تِلْكَ النِّعْمَةِ ، وَاتَّكَئُوا عَلَيْهَا وَقَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا . أنا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ ، وَقَالَ : ثُمَّ يَتَّكِئُ عَلَى أَرِيكَةٍ مِنْ أَرَائِكِهِ ، ثُمَّ يَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ . قَالَ يَحْيَى : حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَذَكَرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْكُرَ قَالَ : {{ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ }} ، ثُمَّ قَالَ : {{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا }} ، فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ زُهَيْرٍ . حَدِيثُ زُهَيْرٍ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَرْفُوعِ ، إِذْ لَا مَجَالَ لِلرَّأَيِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأُمُورِ . وَقَدْ رَوَاهُ الْبَغَوِيُّ فِي الْجَعْدِيَّاتِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، بِتَمَامِهِ . وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ ، عَنِ ابْنِ فَارِسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ ، كَذَا عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ، بِتَمَامِهِ
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْحَارِثُ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مُخَارِقٌ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، أَفِي الْجَنَّةِ فَاكِهَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فِيهَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ . قَالُوا : فَيَأْكُلُونَ كَمَا يَأْكُلُونَ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَأَضْعَافُ ذَلِكَ . قَالُوا : فَيَقْضُونَ الْحَوَائِجَ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ يَعْرَقُونَ ثُمَّ يَرْشَحُونَ ، فَيُذْهِبُ اللَّهُ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ أَذًى
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْإِفْرِيقِيُّ ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ أَبِي رَاشِدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ ، مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ سُئِلَ : هَلْ يَمَسُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَزْوَاجَهُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ ، وَفَرْجٍ لَا يُحْفَى ، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ وَقَالَ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، بِهِ
وَقَالَ الْحَارِثُ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ الْخَوْلَانِيُّ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنِ الْهَيْثَمِ الطَّائِيِّ ، وَسُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَا : إِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْبُضْعِ فِي الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، بِقُبُلٍ شَهِيٍّ ، وَذَكَرٍ لَا يَمَلُّ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَّكِئُ فِيهَا الْمُتَّكَأَ مِقْدَارَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَتَحَوَّلُ عَنْهُ ، وَلَا يَمَلُّهُ ، يَأْتِيهِ فِيهِ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ وَقَرَّتْ عَيْنُهُ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : هَلْ يُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، دَحْمًا دَحْمًا ، وَلَكِنْ لَا مَنِيَّ وَلَا مَنِيَّةَ
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَنُفْضِي إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ كَمَا نُفْضِي إِلَيْهِنَّ فِي الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنَّ الرَّجُلَ لَيُفْضِي الْغَدَاةَ الْوَاحِدَةَ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ
قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : ثِيَابُنَا فِي الْجَنَّةِ ، نَنْسُجُهَا بِأَيْدِينَا ؟ فَضَحِكَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : لِمَ تَضْحَكُونَ ؟ مِنْ جَاهِلٍ يَسْأَلُ عَالِمًا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صَدَقْتَ يَا أَعْرَابِيُّ ، وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ
حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ أَخْرَجَتْ يَدَهَا لَوَجَدَ رِيحَهَا كُلُّ ذِي رُوحٍ ، فَأَنَا أَدَعُهُنَّ لَكَ , بِالْحَرِيِّ أَنْ أَدَعَكَ لَهُنَّ
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ فُلَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ بَعْضِ وَلَدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الْحُورَ الْعَيْنَ لَيَتَغَنَّيْنَ فِي الْجَنَّةِ ، يَقُلْنَ : نَحْنُ خَيِّرَاتٌ حِسَانٌ خُبِئْنَا لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : يَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ : انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى السُّوقِ ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى مَنَابِرَ مِنْ كُثْبَانٍ مِنْ مِسْكٍ ، أَوْ جِبَالٍ مِنْ مِسْكٍ ، فَإِذَا رَجَعُوا إِلَى أَزْوَاجِهِمْ تَقُولُ أَزْوَاجُهُمْ : إِنَّا لَنَجِدُ مِنْكُمْ رِيحًا مَا وَجَدْنَاهَا حِينَ ، أَوْ حَتَّى خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِنَا . قَالَ : وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ : إِنَّا لَنَجِدُ مِنْكُمْ رِيحًا مَا وَجَدْنَاهَا حِينَ ، أَوْ حَتَّى خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكُمْ ، أَوْ كَمَا قَالَ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْجَنَّةِ ، كَيْفَ هِيَ ؟ قَالَ : مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَحْيَا لَا يَمُوتُ ، وَيَنْعَمُ حَتَّى لَا يَبْأَسُ ، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُ ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ بِنَاؤُهَا ؟ قَالَ : لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ ، مِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ ، وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، وَشُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : جَنَّاتٌ عَدْنٍ بُطْنَانُ الْجَنَّةِ . قُلْتُ : مَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ سُلَيْمَانُ : وَسَطُهَا
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَعُمُدًا مِنْ يَاقُوتٍ ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ ، لَهَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ تُضِيءُ كَمَا يُضِيءَ الْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ . قِيلَ : مَنْ يَسْكُنُهَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ ، وَالْمُتَجَالِسُونَ فِي اللَّهِ ، وَالْمُتَبَاذِلُونَ فِي اللَّهِ وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، بِهِ . ضَعِيفٌ
وَقَالَ الْحَارِثُ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : نَهْرُ النِّيلِ نَهْرُ الْعَسَلِ فِي الْجَنَّةِ ، وَنَهْرُ دِجْلَةَ نَهَرُ اللَّبَنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَنَهْرُ الْفُرَاتِ نَهْرُ الْخَمْرِ فِي الْجَنَّةِ ، وَنَهْرُ سَيْحَانَ نَهْرُ الْمَاءِ فِي الْجَنَّةِ . قَالَ : فَأَطْفَأَ اللَّهُ نُورَهُنَّ لِيُصَيِّرَهُنَّ فِي الْجَنَّةِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ فَذَهَبْتُ أَتَنَاوَلُ مِنْهَا قِطْفًا أُرِيَكُمُوهُ ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مِثْلُ مَا فِي الْجَنَّةِ مِنَ الْعِنَبِ ؟ قَالَ : كَأَعْظَمِ دَلْوٍ فَرَّتْ أُمُّكَ قَطُّ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى أَيْضًا : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّكَ لَتَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ فِي الْجَنَّةِ فَتَشْتَهِيهِ ، فَيَخِرُّ بَيْنَ يَدَيْكَ مَشْوِيًّا وَقَالَ الْبَزَّارُ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، بِهَذَا وَقَالَ : لَا نَعْلَمُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ ، وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ عَطَاءٍ كُوفِيٌّ ضَعِيفٌ قُلْتُ : سَمِعْنَاهُ بِعُلُوٍّ فِي جُزْءِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ إِلَّا الْأَسْمَاءُ
وَقَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ، يَقُولُ : لَمَّا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ : أُعْطِيكُمْ خَيْرًا مِنْ هَذَا ؟ قَالُوا : رَبَّنَا ، مَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا ؟ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : رِضَائِي
وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ النِّيلِيُّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْفَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قَالُوا : بَلَى . قَالَ : رَجُلٌ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْجَنَّةِ ، فَيَتَلَقَّاهُ غِلْمَانُهُ ، فَيَقُولُونَ : مَرْحَبًا بِكَ يَا سَيِّدَنَا ، قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَئُوبَ . قَالَ : فَتُمَدُّ لَهُ الزَّرَابِيُّ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ ، فَيَرَى الْجِنَانَ ، فَيَقُولُ : لِمَنْ مَا هَاهُنَا ؟ فَيُقَالُ : لَكَ حَتَّى إِذَا انْتَهَى رُفِعَتْ لَهُ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ أَوْ زُمُرُّدَةٌ خَضْرَاءُ لَهَا سَبْعُونَ شِعْبًا فِي كُلِّ شِعْبٍ سَبْعُونَ غُرْفَةً ، فِي كُلِّ غُرْفَةٍ سَبْعُونَ بَابًا ، فَيُقَالُ لَهُ : اقْرَأْ وَارْقَ . قَالَ : فَيَرْتَقِي حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَى سَرِيرِ مُلْكِهِ ، اتَّكَأَ عَلَيْهِ ، سَعَتُهُ مِيلٌ فِي مِيلٍ وَلَهُ عَنْهُ فُضُولٌ ، فَيَسْعَى إِلَيْهِ بِسَبْعِينَ أَلْفِ صَفْحَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، لَيْسَ فِيهَا صَفْحَةٌ مِنْ لَوْنِ صَاحِبَتِهَا ، فَيَجِدُ لَذَّةً آخِرَهَا كَمَا يَجِدُ لَذَّةً أَوَّلَهَا ، ثُمَّ يُسْعَى إِلَيْهِ بِأَلْوَانِ الْأَشْرِبَةِ ، فَيَشْرَبُ مِنْهَا مَا اشْتَهَى ، ثُمَّ يَقُولُ الْغِلْمَانُ : ذَرُوهُ وَأَزْوَاجَهُ . قَالَ أَبُو شِهَابٍ : أَحْسِبُهُ قَالَ : فَيَتَجَافَى عَنْهُ الْغِلْمَانُ ، فَإِذَا الْحَوْرَاءُ قَاعِدَةً عَلَى سَرِيرِ مُلْكِهَا ، فَيُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالدَّمِ ، فَيَقُولُ لَهَا : مَنْ أَنْتِ ؟ فَتَقُولُ : أَنَا مِنَ الْحُورِ الْعِينِ اللَّاتِي خُبِّئْنَ لَكَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً ، لَا يَرْفَعُ بَصَرَهُ عَنْهَا ، ثُمَّ يَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَى الْغُرَفِ فَوْقَهُ ، فَإِذَا أُخْرَى أَجْمَلُ مِنْهَا ، فَتَقُولُ لَهُ : أَمَا آنَ لَنَا أَنْ يَكُونَ لَنَا مِنْكَ نَصِيبٌ ؟ فَيَرْتَقِي إِلَيْهَا فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا يَصْرِفُ بَصَرَهُ عَنْهَا ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ النَّعِيمُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ وَظَنُّوا أَلَّا أَفْضَلَ مِنْهُمْ ، تَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَنَسُوا كُلَّ نُعَيْمٍ عَايَنُوهُ حِينَ نَظَرُوا إِلَى وَجْهِ الرَّحْمَنِ ، فَيَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، هَلِّلُونِي ، فَيَتَجَاوَبُونَ بِالتَّهْلِيلِ . فَيَقُولُ : يَا دَاوُدُ ، مَجِّدْنِي كَمَا كُنْتَ تُمَجِّدُنِي فِي الدُّنْيَا ، فَيُمَجِّدُ دَاوُدُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ : قُلْتُ لِأَبِي شِهَابٍ : حَدِيثُ خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ فِي ذِكْرِ الْجَنَّةِ مَرْفُوعٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ إِثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ حَوْلَ الْعَرْشِ ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ وَيَاقُوتٍ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلُونَ بِهَا : رَبِّ لِمَنْ وَضَعْتَ هَذِهِ الْمَنَابِرَ . فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ : لِلْغُرَبَاءِ . فَيَقُولُونَ : يَا رَبِّ ، وَمَنِ الْغُرَبَاءُ ؟ فَيُلْقِي عَلَى أَفْوَاهِهِمْ : قَوْمٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنَهُ . فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، أَعْلَمُ بِمَجْلِسِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِمَجْلِسِهِ فِي بَيْتِهِ عِنْدَ زَوْجَتِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَدُنُوُّهُمْ مِنَ الرَّبِّ عَلَى قَدْرِ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، فَإِذَا تَتَامَّ الْقَوْمُ ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : عَبِيدِي ، وَخَلْقِي ، وَزُوَّارِي ، وَالْمُتَحَابُّونَ فِي جَلَالِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَوْنِيَ أَطْعِمُوهُمْ . فَيُطْعِمُونَهُمْ ، ثُمَّ يَقُولُ : فَكِّهُوهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتَوْنَ بِفَاكِهَةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ وَرِيحٍ طَيِّبَةٍ . ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ : اسْقُوهُمْ ، فَيُؤْتَوْنَ بِآنِيَةٍ لَا يُدْرَى الْإِنَاءُ أَشَدُّ بَيَاضًا ، أَوْ مَا فِيهِ . ثُمَّ يَقُولُ : اكْسُوهُمْ . فَيُؤْتَوْنَ بِشَجَرَةٍ تَخُدُّ الْأَرْضَ كَثَدْيِ الْأَبْكَارِ مِنَ النِّسَاءِ ، فِي كُلِّ ثَمَرَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً ، لَا تُشْبِهُ الْحُلَّةُ أُخْتَهَا . ثُمَّ يَقُولُ : طَيِّبُوهُمْ . فَتَهُبُّ رِيحٌ فَتَمْلَؤُهُمْ مِسْكًا أَذْفَرَ لَا بَشَرَ شَمَّ مِثْلَهُ . فَيَقُولُ : اكْشِفُوا لَهُمُ الْغِطَاءَ وَبَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ سَبْعُونَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْ نُورٍ لَا يَسْتَطِيعُ أَدْنَى خَلْقِهِ مِنْهُ مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ إِلَى أَدْنَى حِجَابٍ مِنْهَا ، فَتُرْفَعُ تِلْكَ الْحُجُبُ ، فَيَقَعُ الْقَوْمُ سُجَّدًا مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ عَظَمَةِ اللَّهِ ، فَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ ، فَلَسْتُمْ فِي دَارِ عَمَلٍ بَلْ أَنْتُمْ فِي دَارِ نِعْمَةٍ وَمُقَامٍ ، لَكُمْ مِثْلُ الَّذِي أَنْتُمْ فِيهِ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ، هَلْ رَضِيتُمْ عَبِيدِي ؟ فَيَقُولُونَ : رَضِينَا رَبَّنَا إِنْ رَضِيتَ عَنَّا . فَيَرْجِعُ الْقَوْمُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ وَقَدْ أُضْعِفُوا مِنَ الْجَمَالِ وَالْأَزْوَاجِ وَالْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ ، وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ . فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذَا شَيْءٌ إِلَى جَانِبِهِ قَدْ أَضَاءَ عَلَى صِمَاخَيْهِ لَهُ مِنَ الْجَمَالِ ، فَيَقُولُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ : {{ وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }} ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ إِلَى كُلِّ عَبْدٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، مَعَ كُلِّ مَلَكٍ إِنَاءٌ لَا يُشْبِهُ صَاحِبَهُ وَعَلَى إِنَائِهِ شَيْءٌ لَا يُشْبِهُ صَاحِبَهُ يَتَبَادَرُونَ أَيُّهُمْ يَأْخُذُ مِنْهُ ، يَقُولُونَ : هَذَا أَرْسَلَ بِهِ إِلَيْكَ رَبُّكَ ، وَهُوَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ . قَالَ : وَلَيْسَ مِنْ عَبْدَيْنِ تَوَاخَيَا فِي اللَّهِ إِلَّا وَمَنْزِلَاهُمَا مُتَوَاجِهَانِ ، يَنْظُرُ الْعَبْدُ إِلَى أَقْصَى مَنْزِلِ أَخِيهِ ، غَيْرَ أَنَّهُمْ إِذَا أَرَادُوا شَيْئًا مِنْ شَهَوَاتِ النِّسَاءِ ، أُرْخِيَتْ بَيْنَهُمُ الْحُجُبُ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَتِيكٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : جِئْتُ أَزُورُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَعَائِشَةَ ، فَإِذَا هُوَ يُوحَى إِلَيْهِ ، فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ قَالَ لِعَائِشَةَ : نَاوِلِينِي رِدَائِي . فَخَرَجَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا فِيهِ قَوْمٌ لَيْسَ فِي الْمَسْجِدِ قَوْمٌ غَيْرُهُمْ ، فَجَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ حَتَّى إِذَا قَضَى الْمُذَكِّرُ تَذْكِرَتَهُ قَرَأَ : تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ ، فَعَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنِ النَّاسِ ، فَأَرْسَلَتْ عَائِشَةُ إِلَى أَهْلِهَا : احْضُرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا لَمْ أَرَهْ , قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَأْسَهُ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَطَلْتَ السُّجُودَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : سَجَدْتُ شُكْرًا لِرَبِّي فِيمَا أَعْطَانِي مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُمَّتُكَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ فَاسْتَكْثِرْ لَهُمْ ، حَتَّى قَالَ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا . فَقَالَ عُمَرُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدِ اسْتَوْعَبَتْ أُمَّتُكَ
حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ : وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ . فَقَالَ عُكَّاشَةُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ . قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ . فَقَالَ رَجُلٌ آخَرُ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ . ثُمَّ سَكَتَ الْقَوْمُ سَاعَةً وَتَحَدَّثُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ ، أَوْ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ . فَقَالَ : سَبَقَكُمْ عُكَّاشَةُ وَصَاحِبُهُ ، إِنَّكُمْ لَوْ قُلْتُمْ لَقُلْتُ ، وَلَوْ قُلْتُ لَوَجَبَتْ
قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، شَكَّ زُهَيْرٌ : مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا يُرَدُّونَ إِلَى سِتِّينَ سَنَةً لَا يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا فِي الْجَنَّةِ ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا . قَالُوا : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : لِكُلِّ رَجُلٍ سَبْعُونَ أَلْفًا . قَالُوا : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . وَكَانَ عَلَى كَثِيبٍ فَحَثَا بِيَدِهِ . قَالُوا : زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : هَذِهِ ، فَحَثَا بِيَدَيْهِ . قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ بَعْدَ هَذَا
وَحَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، حَدَّثَنَا أَبِي . . . ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أُنَيْسَةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، عَنْ أَبِيهَا : أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى زَيْدٍ يَعُودُهُ مِنْ مَرَضٍ كَانَ ، فَقَالَ : لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْ مَرَضِكَ هَذَا بَأْسٌ ، وَلَكِنْ كَيْفَ بِكَ إِذَا عُمِّرْتَ بَعْدِي فَعَمِيتَ ؟ قَالَ : إِذًا أَحْتَسِبُ وَأَصْبِرُ . قَالَ : إِذًا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ . قَالَ : فَعَمِيَ بَعْدَمَا مَاتَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ ، ثُمَّ مَاتَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى الْكَلَاعِيُّ قَالَ : أَتَيْتُ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا يَزِيدَ ، إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّكَ لَمْ تَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَأَنَا أَمْشِي مَعَ عَمِّي ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي هَذِهِ ، فَقَالَ لِعَمِّي : أَتَرَى هَذَا يَذْكُرُ أُمَّهُ أَوْ أَبَاهُ . فَقُلْنَا لَهُ : حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يُحْشَرُ السِّقْطُ إِلَى الشَّيْخِ الْفَانِي أَبْنَاءَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ فِي خَلْقِ آدَمَ وَحُسْنِ يُوسُفَ ، وَقَلْبِ أَيُّوبَ ، جُرْدًا مُكَحَّلِينَ . قُلْتُ : فَكَيْفَ بِالْكَافِرِ ؟ قَالَ : يَعْظُمُ لِلنَّارِ حَتَّى يَصِيرَ جِلْدُهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا ، وَحَتَّى يَصِيرَ نَابٌ مِنْ أَنْيَابِهِ مِثْلُ أُحُدٍ