قَالَ مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ كَانَ رَجُلًا ضَابِطًا ، وَكَانَ يَحْمِلُ حَجَرَيْنِ حَجَرَيْنِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَدَفَعَ فِي صَدْرِهِ ، فَقَامَ يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ ، وَيَقُولُ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ وَقَالَ الْحَارِثُ , حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بِهَذَا
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مِهْرَانَ , حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ وَذَكَرَهُ فِي حَدِيثٍ قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ , حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنْ مُسْلِمٍ , عَنْ حَبَّةَ قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ لِحُذَيْفَةَ : إِنَّ الْفِتْنَةَ قَدْ وَقَعَتْ فَحَدِّثْنِي مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ لِابْنِ سُمَيَّةَ : وَيْحَ ابْنِ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
وَقَالَ الْحَارِثُ , حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ , حَدَّثَنَا حَمَّادٌ , عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ , حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
وَقَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ يَكْتُبُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ : أَتَى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي دَمِ عَمَّارٍ وَسَلَبِهِ ، فَقَالَ عَمْرٌو خَلِّيَا عَنْهُ ، وَاتْرُكَاهُ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أُولِعَتْ قُرَيْشٌ بِعَمَّارٍ ، قَاتِلُ عَمَّارٍ وَسَالِبُهُ فِي النَّارِ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : إِنِّي لَأَسِيرُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ صِفِّينَ ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، إِذْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : يَا أَبَهْ أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ سُمَيَّةَ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
وَقَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْأَسْوَدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ خُوَيْلِدٍ قَالَ : إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ ، إِذْ دَخَلَ رَجُلَانِ يَخْتَصِمَانِ فِي رَأْسِ عَمَّارٍ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَقُولُ : أَنَا قَتَلْتُهُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : لِيَطِبْ أَحَدُكُمَا بِهِ نَفْسًا لِصَاحِبِهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : أَلَا تُغْنِي عَنَّا مَجْنُونَكَ يَا عَمْرُو ، فَمَا بَالُهُ مَعَنَا قَالَ : إِنِّي مَعَكُمْ ، وَلَسْتُ أُقَاتِلُ ، إِنَّ أَبِي شَكَانِي ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ : أَطِعْ أَبَاكَ مَا دَامَ حَيًّا ، وَلَا تَعْصِهِ ، فَأَنَا مَعَكُمْ وَلَسْتُ أُقَاتِلُ
وَقَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ هَانِئٍ , عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَطْعَنْ بِرُمْحٍ ، وَلَمْ أَضْرِبْ بِسَيْفٍ ، وَلَمْ أَرْمِ بِسَهْمٍ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : لِمَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِي أَطِعْ أَبَاكَ فَأَطَعْتُهُ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ , حَدَّثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْغَادِيَةِ الْجُهَنِيِّ يَقُولُ : حَمَلْتُ عَلَى عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ يَوْمَ صِفِّينَ فَدَفَعْتُهُ فَأَلْقَيْتُهُ عَنْ فَرَسِهِ وَسَبَقَنِي إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَاجْتَزَ رَأْسَهُ ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي الرَّأْسِ ، وَوَضَعْنَاهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، كِلَانَا يَدَّعِي قَتْلَهُ ، وَكِلَانَا يَطْلُبُ الْجَائِزَةَ عَلَى رَأْسِهِ ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ بَشِّرْ قَاتِلَ عَمَّارٍ بِالنَّارِ . فَتَرَكْتُهُ مِنْ يَدَيَّ ، فَقُلْتُ : لَمْ أَقْتُلْهُ ، وَتَرَكَهُ صَاحِبِي مِنْ يَدِهِ ، فَقَالَ : لَمْ أَقْتُلْهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ : مَا يَدْعُوكَ إِلَى هَذَا ؟ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ قَوْلًا : فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَقُولَهُ
وَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ , حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَانْصَرَفُوا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ . قَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ : أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى ابْنِ أَخِيكَ مَا يَقُولُ ؟ قَالَ : أُعِيذُكَ بِاللَّهِ مِنَ الشَّكِّ ، أَفِي الشَّكِّ أَنْتَ ؟ أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ
وَقَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى ابْنِ بِنْتِ السُّدِّيِّ , حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ قَالَ : رَجَعْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ مِنْ صِفِّينَ فَكَانَ مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ يَسِيرُونَ فِي جَانِبٍ وَعَمْرٌو وَابْنُهُ يَسِيرَانِ فِي جَانِبٍ ، فَكُنْتُ بَيْنَهُمْ لَيْسَ أَحَدٌ غَيْرِي ، فَكُنْتُ أَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلَاءِ ، وَأَحْيَانًا أُوضَعُ إِلَى هَؤُلَاءِ فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ لِأَبِيهِ : يَا أَبَتِ ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ لِعَمَّارٍ حِينَ كَانَ يَبْنِي الْمَسْجِدَ : إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْأَجْرِ . قَالَ : أَجَلْ . فَقَالَ : إِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَتَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ . قَالَ : بَلَى ، قَدْ سَمِعْتُهُ . قَالَ : فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُ ؟ قَالَ : فَالْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَلَا تَسْمَعُ إِلَى مَا يَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ : فَذَكَرَهُ . قَالَ : وَيْلَكَ مَا تَزَالُ تَدْحَضُ فِي بَوْلِكَ ، أَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ ؟ إِنَّمَا قَتَلَهُ مَنْ جَاءَ بِهِ
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ , حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ وَاشْتَدَّ الْحَرُّ قَالَ عَمَّارٌ : ائْتُونِي بِشَرَابٍ أَشْرَبُهُ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : آخِرُ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا ، شَرْبَةُ لَبَنٍ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقُتِلَ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ , حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ , عَنْ سُفْيَانَ نَحْوَهُ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ , حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ , عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ : كَانَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَلِعَ بِقُرَيْشٍ وَوَلِعَتْ بِهِ ، فَعَدَوْا عَلَيْهِ فَضَرَبُوهُ ، فَخَرَجَ عُثْمَانُ مُغْضَبًا ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا لِي وَلِقُرَيْشٍ ، فَعَلَ اللَّهُ بِقُرَيْشٍ وَفَعَلَ ، عَدَوْا عَلَى رَجُلٍ فَضَرَبُوهُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ لِعَمَّارٍ : تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
وَقَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ , حَدَّثَنَا خَالِدٌ , عَنْ عَطَاءٍ هُوَابْنُ الزُّبَيْرِ , عَنْ مَيْسَرَةَ وَأَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَا : إِنَّ عَمَّارًا يَوْمَ صِفِّينَ جَعَلَ يُقَاتِلُ ، فَلَا يُقْتَلُ ، فَيَجِيءُ إِلَى عَلِيٍّ ، فَيَقُولُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ ، أَلَيْسَ هَذَا الْيَوْمَ كَذَا وَكَذَا هُوَ ؟ فَيَقُولُ : أَذْهِبْ عَنْكَ ، فَقَالَ ذَلِكَ مِرَارًا ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ ، فَقَالَ عَمَّارٌ : إِنَّ هَذِهِ لَآخِرُ شَرْبَةٍ أَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ
قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ , سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ سَمِعْتُ شَيْخًا , يُحَدِّثُ مُغِيرَةَ , عَنْ بِنْتِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَكَانَتْ تُمَرِّضُ عَمَّارًا قَالَتْ : جَاءَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَمَّارٍ يَعُودُهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مَنِيَّتَهُ بِأَيْدِينَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : تَقْتُلُ عَمَّارًا الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى , حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ , حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ , حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدٍ قَالَ : كُنْتُ وَاقِفًا بِصِفِّينَ إِلَى جَنْبِ الْأَحْنَفِ ، وَالْأَحْنَفُ إِلَى جَنْبِ عَمَّارٍ فَسَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ : عَهِدَ إِلَيَّ خَلِيلِي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّ آخِرَ زَادِي مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحَةُ لَبَنٍ قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ سَطَعَ الْغُبَارُ وَقَالُوا : جَاءَ أَهْلُ الشَّامِ وَقَامَتِ السُّقَاةُ يَسْقُونَ النَّاسَ ، فَجَاءَتْهُ جَارِيَةٌ مَعَهَا قَدَحُ لَبَنٍ ، فَنَاوَلَتْهُ عَمَّارًا فَشَرِبَهُ ثُمَّ نَاوَلَ عَمَّارُ فَضْلَهُ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي الْأَحْنَفُ فَقُلْتُ إِنْ كَانَ صَاحِبُكَ صَادِقًا ، فَخَلِيقٌ أَنْ يُقْتَلَ الْآنَ قَالَ : فَغَشِيَنَا الْقَوْمُ ، فَتَقَدَّمَ عَمَّارٌ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : الْجَنَّةُ تَحْتَ الْأَسِنَّةِ ، الْيَوْمَ أَلْقَى الْأَحِبَّةَ مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ ثُمَّ كَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ
وَقَالَ الْحَارِثُ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ , أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّامِ عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ تُلْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : بِخَيْرٍ ، وَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ . قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : بِخَيْرٍ . وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ : اخْرُجْ فَقَاتِلْ فَقَالَ : يَا أَبَتِ ، كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ ، وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا قَدْ سَمِعْتَ قَالَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِي ، فَقَالَ : أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ . قَالَ : فَخَرَجَ فَقَاتَلَ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ ، أَنْشَأَ عَمْرٌو يَقُولُ : شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا وَثَبَ الْخَيْلُ عَنِ الشَّدِّ مَعَجْ جُرْشُعٌ أَعْظُمُهُ جُفْرَتُهُ فَإِذَا نِيلَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ قَالَ : وَقَالَ عَمْرٌو أَيْضًا : لَوْ شَهِدَتْ جَمْلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نُضَارِبُ