كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ تُلْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : " كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ " قَالَتْ : بِخَيْرٍ ، وَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " بِخَيْرٍ " . قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ " قَالَتْ : بِخَيْرٍ . وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ : اخْرُجْ فَقَاتِلْ فَقَالَ : يَا أَبَتِ ، كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ ، وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَدْ سَمِعْتَ قَالَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِي ، فَقَالَ : " أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ " قَالَ : نَعَمْ
وَقَالَ الْحَارِثُ , حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ , أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخُو عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ بِالشَّامِ عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ : كَانَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ نُبَيْهِ بْنِ الْحَجَّاجِ تُلْطِفُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَتَاهَا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : بِخَيْرٍ ، وَكَيْفَ أَنْتَ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ . قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكَيْفَ عَبْدُ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : بِخَيْرٍ . وَعَبْدُ اللَّهِ رَجُلٌ تَرَكَ الدُّنْيَا ، فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ يَوْمَ صِفِّينَ : اخْرُجْ فَقَاتِلْ فَقَالَ : يَا أَبَتِ ، كَيْفَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُقَاتِلَ ، وَقَدْ كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا قَدْ سَمِعْتَ قَالَ : نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ ، أَتَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ أَخَذَ بِيَدِكَ ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِي ، فَقَالَ : أَطِعْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : آمُرُكَ أَنْ تُقَاتِلَ . قَالَ : فَخَرَجَ فَقَاتَلَ ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْحَرْبُ ، أَنْشَأَ عَمْرٌو يَقُولُ : شَبَّتِ الْحَرْبُ فَأَعْدَدْتُ لَهَا مُفْرِعَ الْحَارِكِ مَرْوِيَّ الثَّبَجْ يَصِلُ الشَّدَّ بِشَدٍّ وَإِذَا وَثَبَ الْخَيْلُ عَنِ الشَّدِّ مَعَجْ جُرْشُعٌ أَعْظُمُهُ جُفْرَتُهُ فَإِذَا نِيلَ مِنَ الْمَاءِ حَدَجْ قَالَ : وَقَالَ عَمْرٌو أَيْضًا : لَوْ شَهِدَتْ جَمْلٌ مَقَامِي وَمَشْهَدِي بِصِفِّينَ يَوْمًا شَابَ مِنْهَا الذَّوَائِبُ عَشِيَّةَ جَاءَ أَهْلُ الْعِرَاقِ كَأَنَّهُمْ سَحَابُ رَبِيعٍ رَفَّعَتْهُ الْجَنَائِبُ وَجِئْنَاهُمْ تَرَدَّى كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَ الْبَحْرِ مَدٌّ مَوْجُهُ مُتَرَاكِبُ إِذَا قُلْتُ قَدْ وَلَّوْا سِرَاعًا بَدَتْ لَنَا كَتَائِبُ مِنْهُمْ وَارْجَحَنَّتْ كَتَائِبُ فَدَارَتْ رَحَانَا وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمُ سَرَاةَ النَّهَارِ مَا تَوَلَّى الْمَنَاكِبُ فَقَالُوا لَنَا إِنَّا نَرَى أَنْ تُبَايِعُوا عَلِيًّا فَقُلْنَا بَلْ نُضَارِبُ