عنوان الفتوى : قبول الأب الخاطب الكفؤ
أنا عمري 21 أدرس في الخارج وهذه سنة التخرج، أسرتي من الأسر المتفتحة فوالدي دكتور في النفط وعشنا سنوات كثيرة ونحن ما بين بريطانيا وأمريكا, علاقتنا بأهلنا سطحية جدا جدا ولا تخلو من الحسد والغيرة خاصة من أولئك الذين من البادية, واختلاطنا بالناس قليل وقد يعود السبب إلى والدي فهو الذي عزلنا وعزل نفسه واكتفى بصداقاته مع الأجانب الانجليز والأمريكان وأنا وإخوتي كذلك تصور حتى الذين نعزمهم في البيت في رمضان وطوال السنة هم فقط لا أحد من أبناء البلد إلا نادرا إذا كان شخصية مرموقة جدا, لذلك معظم الناس يفتكرون أننا متكبرون ونحن عكس ذلك تماما، أما أمي فهي عكس والدي فلطالما كانت محافظة وفي السنوات الأخيرة أصبحت متدينة جدا فتقوم بالعمرة مرتين في السنة والحج سنة بعد سنة وتنقبت وأصبحت من حفظة القرآن، ولكن للأسف لقد سلبها أبي كل شيء شخصيتها حياتها شبابها أموالها وحتى لم يجعلها تكمل شهادتها الجامعية فكرست عمرها كله من أجلنا نحن الست بنات والولدان فأبي رجل علماني متغطرس لا يخاف الله، الله يهديه, مشكلتي أنني رابع أخواتي واللاتي سبقنني لم تتزوجن ولم يتقدم لخطبتنا أحد من الأساس، بالرغم أن أخواتي طبيبات والكل يشهد بأخلاقنا وجمالنا وأصلنا وفصلنا وتميزنا العلمي وطيبتنا , على العموم أحببت رجلا في الأربعين صحيح أنه كانت له علاقات سابقة كثيرة للأسف وهو متزوج وعنده بنتان وأقل منا عرقيا ولكن مستواه الوظيفي عال جدا وهو من حاشية السلطان لم أكن مقتنعة به في البداية ولكن بعد المحادثات أحببته وأريد أن أتزوجه ومستعدة أن أضحي وأقبل كل عيوبه فقد وعدني بتصحيح نفسه, ولكن لما بينت له أني أريده أن يخطبني رسميا بدأ يتهرب بالرغم أنه هو الذي ركض خلفي وحاول مرارا التواصل معي وأغرقني بالكلام الحلو والوعود والأيمان القوية,, لا أريد الإطالة أكثر من ذلك ولكن سؤالي كيف أقنع والدي الذي سيرفض بالتأكيد ؟ لأنه في الأربعين ومتزوج وأخواتي لم يتزوجن بعد وغيرها.
خلاصة الفتوى: إن كان الرجل كفؤا وتقدم لخطبتك فيجب على أبيك قبوله فإن أبى فلك رفع أمرك إلى غيره كالقاضي ونحوه ليلزمه أو يتولى هو ذلك بنفسه، وأما الرجل فإما أن يخطبك خطبة شرعية ويعقد عليك إن كان صادقا وإلا فهو رجل سوء وطالب حرام يجب البعد عنه والتوبة مما كان منك معه من حديث أو غيره .
فقد سألت عن أمرين أولهما أن والدك يجب عليه قبول من يتقدم لخطبتك إن كان كفؤا ورضيت به ولا اعتبار لفارق السن أو غيره إن كان مرضيا في دينه وخلقه لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن.
فإن أبى الولي وكان الخاطب كفؤا فيجوز رفع الأمر إلى غيره كما هو مبين في الفتويين: 3804، 30756.
وأما المسألة الثانية وهي كيفية إقناع الرجل فهي ليست إليك بل يجب عليك أن تقطعي علاقتك به وحديثك معه فإن كان صادقا في دعواه فليأت الباب من بابه ويخطبك خطبة شرعية من أبيك وولي أمرك ويسلك السبل الشرعية في ذلك.
وأما إن كان طالب حرام ويغريك بمعسول الكلام ليحصل على غرضه منك وهي شيمة الكثيرين ممن لا يخافون الله تعالى، فهذا لا خير فيه وعليك الحذر من الاستمرار في التواصل معه.
فتوبي إلى الله تعالى مما كان واسأليه أن يرزقك من ذوي الخلق والدين من تسعدين معه وتقرين به عينا في الدنيا والآخرة.
وننبهك على أنه يجب عليك بر أبيك مهما كان من ظلمه وقسوته لكن يجوز نصحه وتذكيره بأسلوب هين لين لا جفاء فيه ولا جدال.
وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3459، 5707، 9360، 1753.
والله أعلم.