عنوان الفتوى : المؤمن يقول: قدر الله وما شاء فعل
أنا أحببتها وهي أحبتني وقلت لأخيها إني سأخطبها وتكلمت عنها أني سأخطبها، لكن حصلت أكبر مفاجأة اتصلت وقالت لي إنها خطبت لابن عمتها وهو عنده 29 عاماً وهي 18 عاماً، الدنيا ضاقت بي ولا أتكلم مع أحد ولا أخرج من المنزل ولا آكل ولا أشرب وتركت الشغل، فماذا أفعل من فضلكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى عليك أنه ما من شيء إلا وهو كائن بقدر الله تعالى، ومثل هذا الاعتقاد مما يتسلى به المؤمن عند ورود المصائب عليه، ولذا جاء في الأدب النبوي قوله صلى الله عليه وسلم: فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء الله فعل. رواه مسلم.
فإن فاتتك خطبة هذه الفتاة فالنساء غيرها كثير، وما يدريك أن يكون الخير في خطبتك إياها، فقد تكون قد صرف عنك شيء من السوء بعدم تمام هذه الخطبة، وكم من زواج قام في أصله على المحبة وكان مصيره الفشل، فنوصيك باستئناف حياتك كأن شيئاً لم يكن، واسأل الله تعالى أن يوفقك إلى الزواج بمن هي خير منها، ولا ينبغي لك البقاء على الحال الذي ذكرت أنك عليه من ترك الكلام مع الناس وعدم الخروج وترك الأكل والشرب والعمل.
وننبه في ختام هذا الجواب إلى أمرين:
الأول: أن للحب في الإسلام ضوابط ينبغي مراعاتها، وهي مضمنة في الفتوى رقم: 4220.
الثاني: أن محل النهي عن خطبة المرء على خطبة أخيه ما إذا أتت الموافقة عليه وأجيب إلى الخطبة، وأما قبل ذلك فلا ينهى عنها، وأولى إذا لم يتقدم للخطبة أصلاً، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 33670.
والله أعلم.