عنوان الفتوى : لماذا ندعو والقضاء لا مرد له
جزاكم الله خيرا على جهودكم. لدي سؤال حول الدعاء الذي قيل لعائشة -دعاء الكوامل الجوامع-عندما قيل لها قولي: اللهم إني أسألك الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه، وما لم أعلم. لماذا تسأل/نسأل الخير المكتوب لنا، وهو في اللوح المحفوظ سواء علمناه، أو لم نعلمه، فهو مكتوب بدليل (لو أن ابن آدم هرب من رزقه، كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه، كما يدركه الموت) فالأخذ بالأسباب واجب، والاستعاذة من الشر، وسؤال الله لزيادة الخير أيضا، ولكن لماذا نسأله عن الخير المكتوب لنا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا السؤال مشهور، وهو عن فائدة الدعاء، مع أن القضاء مكتوب، مبرم لا مرد له.
وقد أجاب عنه العلماء بأجوبة منها ما نقله السندي في شرحه على سنن ابن ماجه: قال الغزالي: فإن قيل: ما فائدة الدعاء، مع أن القضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من جملة القضاء، رد البلاء بالدعاء، فإن الدعاء سبب رد البلاء، ووجود الرحمة، كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض، وكما أن الترس يدفع السهم، كذلك الدعاء يرد البلاء. انتهى.
وقد تكلمنا على هذه المسألة في فتاوى سابقة، منها الفتاوى التالية أرقامها: 35295، 175281، 273349 فراجعيها.
والله أعلم.