عنوان الفتوى : نكاح المتعة هو المحدد بوقت والنكاح بدون ولي ولا شهود باطل
أنا فتاة قدمت من إحدى الدول العربية لإحدى دول الخليج للعمل وبرفقة عائلتي، مدير المؤسسة أخبرني بأنه يبحث عن فتاة نشيطة فأخبرته بأنني سأحاول لأن أكون عند حسن ظنه ولن أجعله يحتاج لموظفة أخرى، ولكنه كان يفكر بشيء آخر ولأن عملي لمدة 8 ساعات متواصلة فإن هناك 3 ساعات لا يوجد بها أحد من الموظفين وفوجئت به يدخل المؤسسة ويغلق الأبواب ويقول عليك أن تفي بما وعدتني به ولم أكن أفهم لحظتها ما يعنيه، المهم حصل ما حصل وبعد أسبوع أخبرني بأنني لم أكن عذراء وكيف أتزوج، ولكن هو لديه حل لنا نحن الإثنين هو زواج سري بيننا وكانت صيغته كالتالي: قولي زوجتك نفسي بنفسي وعلى مهر وقدره فلس واحد ولمدة لم تكن محددة فهي للأبد وكتب العقد وعندما لم يكن هناك شهود فإنني قلت والله شاهد بيننا وهو خير الشاهدين، أعترف لك سيدي المفتي بأنني لم أكن على علم بأن هذا الزواج هو زواج المتعة ولخوف الرجل على شعور زوجته وأولاده ارتبط بهذه الطريقة ووعدني بأنه سيعلن زواجناً رسمياً بعد تخرج أولاده من الجامعة وانتظرت كل هذه السنوات وكلما مر علي يوم أحس بأن الدنيا تطبق علي وأنفاسي لم تعد تجد لها مخرجاً، وسؤالي هو كالتالي: هل حقاً هذا الزواج صحيح أم كما سمعت مؤخراً بأنه حرام، وهل هناك طريقة للتخلص من هذا الضيق الذي أحس به حيث إنني بدأت أحس بالرعب كلما بسطت السجادة للصلاة فلم أعد أجرؤ على مد يدي بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى، فخوفي من رد دعائي خائباً ومن حيائي من الله لأنني لم أتوقف عن العمل عنده فلدي أسرة أعيلها لأنني ما زلت أعمل لدى هذا الرجل، وهل يمكن أن يكون راتبي الذي أتقاضاه حرام مع أنني أعمل بجهد ولا أتهاون عن الأعمال المناطة بي، فأرجوك سيدي الشيخ إنني أريد أن أقرأ القرآن كما كنت بالسابق وأصوم النوافل وأصلي فدلني أرجوك لطريق الخير، وأناشدك الله أن تهتم برسالتي فعسى الله أن يجعل طريق نجاتي بيديك؟
خلاصة الفتوى:
الواجب على من وقع في الزنا أن يتوب إلى الله تعالى، وإذا تم النكاح بغير ولي ولا شهود فهو نكاح باطل يجب فسخه، وإن وجد منه ولد فيلحق بأبيه للشبهة، ويمكن تجديد النكاح بإذن الولي وحضور الشهود عند الرغبة في ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولك الهداية والصلاح وأن يرزقك التوبة النصوح، واعلمي أنك قد أتيت من قبل التساهل في أمر ما كان ينبغي لك التساهل فيه وهو بقاؤك وحدك في المؤسسة في نهاية الدوام والذي أدى إلى وقوعك مع هذا الرجل في الفاحشة كما يظهر من كلامك، فالواجب عليكما التوبة إلى الله والإكثار من عمل الصالحات.
واعلمي أيضاً أن الشرع جعل للنكاح شروطاً لا يصح إلا بتوفرها، ولم يترك الأمر ليكون عرضة لتلاعب الناس به، ومن أهم هذه الشروط وجود الولي والشهود، وبما أن هذا النكاح تم بغير ولي ولا شهود فهو نكاح باطل يجب فسخه، وإن وجد ولد فيلحق بهذا الرجل للشبهة، وإن تبتما من الزنا ورغبتما في تجديد النكاح فلكما ذلك على أن يأتي هذا الرجل البيوت من أبوابها فيتزوجك بإذن وليك وحضور الشهود، فإن لم يتم ذلك فالواجب عليك قطع العلاقة مع هذا الرجل وإن ترتب على ذلك فصلك من العمل، ومن ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
وأما التخلص من الشعور بهذا الضيق فيتحقق بالتوبة النصوح والإكثار من ذكر الله تعالى وعمل الصالحات، وبخصوص حل الراتب أو حرمته فيتوقف على طبيعة العمل الذي تقومين به ومدى قيامك به على الوجه المطلوب.
وننبه إلى أن نكاح المتعة هو الذي تشترط فيه مدة معينة في العقد، وبهذا يتبين أن بطلان النكاح لم يكن لكونه متعة بل لفقدانه شرطي الولي والشهود.
والله أعلم.