خلاصة الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 

فإنه لا يجوز الاستعانة بالجن ولو كان ذلك في أمور يظهر أنها من أعمال الخير، لأن الاستعانة بهم ‏تؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبية التي يصعب على الإنسان فيها الحكم ‏عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء على ‏معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم. وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس ‏تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.‏

وسبق بيان ذلك في الفتوى: 47331، وما أحيل عليه فيها.

هذا وبإمكان السائلة استعمال الوسائل المشروعة- وما أكثرها- لتسهيل الزواج ممن ترضى دينه وخلقه إذا كانت أمها ترفضه ؛ فبإمكانها أن تحاول إقناعها بنفسها فإن أكثر الأبناء لهم تأثير قوي على آبائهم، ولها أن توجه لها بعض إخوانها وأقاربها أو من تثق به من صديقاتها. أو توجه لها بعض أهل العلم والصلاح. وإذا لم ينفع ذلك وكانت أمها لا تريد إلا العضل واستجاب لها وليها فلها أن ترفع أمرها إلى القضاء الشرعي ، وإن كنا لا ننصح باللجوء إلى ذلك إلا في حالة الضرورة.

ولا يفوتنا أن ننبه السائلة الكريمة إلى أن الغالب من حال الآباء أنهم لا يريدون إلا الخير لأبنائهم وخاصة الأمهات فإنهن أكثر عاطفة. ولذلك فلعل لأمك مانعا يمنعها من الموافقة على الشخص المذكور أو لا ترى فيه مصلحة بالنسبة لك.

نسأل الله لكم التوفيق.

 والله أعلم.