عنوان الفتوى : لا طاعة للأم في أمرها بترك الحجاب
أنا فتاة أريد أن أتحجب ولكن والدتي أجنبية وترفض الموضوع تماما وتقول لي إنه يمكنني أن أتحجب بعد أن أتزوج، ولكنني أريد ذلك الآن وقد أصبح عمري 26 سنة والزواج قسمة ونصيب, وخطرت لي فكرة السفر للعمرة فأرجع متحجبة وأكون قد قضيت فرضا، ولكن هل يمكنني السفر مع فتاة متدينة بدون محرم؟
خلاصة الفتوى:
إن كان المقصود بالحجاب ستر الجسد فيما عدا الوجه والكفين فلا يجوز طاعة الأم في تركه، وإن كان المقصود تغطية الوجه والكفين فالأمر فيه أهون، ويجوز سفر المرأة للعمرة الواجبة مع الرفقة المأمونة على الراجح.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود بالحجاب تغطية المرأة جسدها فيما عدا الوجه والكفين فهذا يجب على المرأة لبسه قولاً واحداً عند أهل العلم، فالذي نوصيك به الترفق بأمك ومحاولة إقناعها بأن الحجاب فريضة شرعية، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإلا فيجب عليك المبادرة إلى لبسه ولا يجوز لك طاعة أمك في تركه، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليك بالاجتهاد بعد ذلك في كسب رضاها، وانظري الفتوى رقم: 18570.
وأما إن كان المقصود بالحجاب تغطية الوجه فهذا محل خلاف بين العلماء، والذي نفتي به وجوب التغطية، ومع هذا فالأمر فيه أهون، لأن المسألة فيها خلاف معتبر.
وأما السفر للعمرة مع فتاة أخرى فالراجح عندنا جواز سفر المرأة للعمرة الواجبة مع الرفقة المأمونة، وانظري الفتوى رقم: 44928.
ونوصيك في ختام هذا الجواب إلى السعي في البحث عن زوج، وليس في هذا حرج شرعاً، ويمكنك أن تستعيني ببعض صديقاتك في هذا الأمر ولعله إذا تم أن تتيسر لك أمور الخير من العمرة وغيرها.
والله أعلم.