عنوان الفتوى : كيف توفق المرأة بين ضوابط اللباس الشرعي والاحتياط في تجارب المختبر؟
أنا طالبة جامعية أدرس أحد التخصصات الطبية، ودراستي تتطلب مني حضور بعض المختبرات لإجراء التجارب، ونحوها، والأمر يتطلب منا ارتداء المعطف الطبي فوق الملابس، وأنا أعلم أنه يشترط في اللباس الشرعي للمرأة الستر الكامل؛ ولتحقيق ذلك فإني أرتدي حجابًا طويلًا، أو خمارًا ينسدل من أعلى رأسي، ويطلب منا في المختبر إدخال الحجاب في عنق المعطف الطبي، وعدم إخراجه خارجًا؛ للحماية من المواد الكيميائية، واللهب، وغيرها من الأخطار، وفي هذه الحالة يكون المعطف فوق الأكتاف، ومماثلًا في حالته لطريقة عباءة الكتف، أي أن الحجاب في هذه اللحظة يكون داخل المعطف، وغير منسدل على النحر، والأكتاف، فما حكم ذلك؟ وهل نحن معذورات للضرورة؛ بسبب احتمالية الاحتراق، وخطر المواد الكيميائية، مع العلم أن باقي اللباس واسع فضفاض، ولا يحدد تفاصيل الجسد؟ أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على حرصك على الستر، والحجاب، فجزاك الله خيرًا، ونسأله أن يحفظك في دينك، ودنياك، ويوفقك لكل خير.
وقد جعل الشرع للباس المرأة مواصفات معينة، يتحقق بها المقصود منه، وهو الستر، وعدم كشف ما يدعو إلى الفتنة، ويمكن مطالعة ضوابط لباس المرأة المسلمة في الفتوى: 6745.
ونحسب أن الأمر هين، فيمكنك عند الحاجة للدخول للمختبر أن تلبسي هذا المعطف الواسع الفضفاض الذي لا يصف الجسد، وأن تلبسي خمارًا يستر الرأس والنحر، بدلًا من الخمار الطويل الذي قد يتسبب لبسه في حصول شيء من الضرر؛ وبذلك تكونين قد حققت المصلحتين: مصلحة الستر، ومصلحة شهود هذه التجارب، والاستفادة منها.
والله أعلم.