عنوان الفتوى : لا يدخل المسجد إلا إذا أمن تلوثه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أبي شيخ كبير، وقد أصبح غير قادر على التحكم ببوله( و أحياناً من الخروج) و لا بتصرفاته، - فهو غير حاضر الإدراك في كثير من أحواله- وهو أيضاً يصر كثيراً على الذهاب إلى المسجد وقد قمنا باستئجار خادم لخدمته، و الخادم لا حول له ولا قوة فيطيعه و يذهب به إلى المسجد بدون اتخاذ الوقاية من البول .سؤالي هو: هل أكون قد ارتكبت ذنباً إذا أخرجت أبي من المسجد بطريقة الاقناع للعودة إلى البيت و عدم الإتيان للمسجد إلا لفرض واحد فقط، وقاية للمسجد من النجاسات، خصوصاً أن أبي قد تسبب فيها عدة مرات . أفتونا مأجورين

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فليس عليك ذنب إذا أقنعت أباك بالصلاة في البيت وعدم الخروج إلى المسجد، بل إن ‏ذلك واجب عليك إذا خشيت أن ينجس المسجد، فإن أبى إلا الخروج إلى المسجد فلا ‏تتركه يدخله، ولكن أقنعه أن يصلي خارجه، فإن أبى إلا دخول المسجد وأمكن فألبسوه ‏حفاظة واقية لا يتسرب منها شيء، فإن لم يمكن ذلك فلا تتركه يدخله، وحاول إقناعه ‏بأية حالٍ، وبين له الحكم الشرعي في ذلك، وأنه يأثم بدخوله المسجد في تلك الحالة.‏
وننبهكم جميعاً إلى أن الوالدين حقهما عظيم عند الله تعالى، ويكفي أنه سبحانه وتعالى ‏قرن حقهما بحقه في آيات كثيرة من كتابه، ووصى بهما وصاية خاصة عند كبرهما لأن ‏الكثير من الناس يزهد فيهما في تلك المرحلة ويستخف بحقهما، قال الله تعالى: (وَقَضَى ‏رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا ‏تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء:23]‏
فعليكم بالرفق بأبيكم غاية الرفق، والإحسان إليه غاية الإحسان، طاعة لربكم، وأداءً لما ‏أوجب عليكم، ومكافأة لأبيكم، فإنه كان يحسن إليكم ويرفق بكم وأنتم ضعفاء عجزة.‏
والله أعلم.‏