عنوان الفتوى : لا بأس بالسمر بعد العشاء لمصلحة شرعية
أفتونا مأجورين في صحة هذه الآثار المروية في سمر الصحابة رضوان الله عليهم: 1. حدثنا علي بن هشام عن ابن أبي ليلى عن المنهال والحكم وعيسى وعبد الرحمن بن أبي ليلى: (أن أبا ليلى سمر عند علي). 2. حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن زياد أبي يحيى عن ابن عباس: (أنه والمسور بن مخرمة سمرا). وفي تاريخ مدينة دمشق، ج58،ص168، جاء ما نصه: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق نا أبو نعيم نا موسى بن محمد عن حصين عن زياد أبي يحيى قال: (جلس ابن عباس والمسور بن مخرمة يتحدثان حتى طلعت الزهرة، فأتى ابن عباس خادمه فقال: قد طلعت الزهرة). 3. حدثنا وكيع عن سفيان عن معاوية بن إسحاق الطلحي عن عائشة ابنة طلحة: (أن الحسن بن علي سمر هو ورجل). 4. حدثنا ابن علية عن ابن عون عن ابن سيرين: (أن حذيفة وابن مسعود سمرا عند الوليد بن عقبة). وجاء كذلك في مصنف عبد الرزاق: عن ابن سيرين قال: سمر عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان عند الوليد بن عقبة بن أبي معيط، ثم خرجا من عنده، فقاما يتحادثان حتى رأيا تباشير الفجر، فأوتر كل واحد منهما بركعة. 5. حدثنا ابن إدريس عن هشام عن أبيه: أنه كان يسمر بعد العشاء؛ حتى تقول عائشة: قد أصبحتم. 6. حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن عكرمة قال: (سمر ابن عباس عند معاويه حتى ذهب هزيع من الليل). وجاء في مصنف عبد الرزاق: عن عكرمة مولى ابن عباس أخبره قال : وفد ابن عباس على معاوية بالشام ، فكانا يسمران حتى شطر الليل فأكثر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأثر الأول والثاني ذكرهما ابن أبى شيبة في المصنف، وما نسبته من الآثار لتاريخ دمشق ذكره أيضا ابن أبى شيبة في مصنفه بدون ذكر خادم ابن عباس. واستمرار السمر إلى طلوع الزهرة، كما جاء في مصنف ابن أبى شيبة أيضا ما نسبته لمصنف عبد الرزاق مجملا دون ذكر بعض التفاصيل، وقد ذكرت هذه الآثار وغيرها في مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي.
ولم نقف على قول لأهل العلم بصحة هذه الآثار أو تضعيفها.
والنهي الوارد عن الكلام بعد صلاة العشاء لا يشمل الكلام بما فيه مصلحة شرعية كمدارسة العلم ونحو ذلك، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 12156، والفتوى رقم: 97138.
والله أعلم.