عنوان الفتوى : كثرة رفض الأهل للخطاب يحمل الشباب على عدم التقدم لابنتهم

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا آنسة عمرى 28 عاما جامعية ومثقفة ومتدينة والحمد لله كنت دائما متفوقة في الدراسة إلى أن التحقت بإحدى كليات القمة العملية وكنت وقتها وإلى الآن مثار إعجاب كل المحيطين بي من الأقارب والجيران، لكني تعثرت قليلا في الجامعة ولم أستمر بنفس التفوق وحصلت على البكالوريوس وذلك منذ 5 سنوات وأشعر بعدم التوفيق في حياتي فأي موضوع مثل الدراسة أو العمل أو الزواج لا يكتمل مع أنني ولله الحمد لا ينقصني أي شيء، لكننى لاحظت أنني أتأثر بالحسد بسهولة خاصة من بعض السيدات وذلك بعد عدة مواقف حدثت أنا أشعر بذلك، لكن لا أستطيع الجزم وعند قراءتي للقرآن خاصة المعوذات أشعر بالتثاؤب وتنهمر الدموع من عيني لا إراديا وأيضا عند الصلاة وقد قمت بالعلاج بسورة البقرة لمدة شهر تقريبا مع المحافظة على الأذكار والرقية الشرعية وحدث بعض التحسن فى أمر الحصول على عمل لكنني أشعر بضيق دائما وأننى متعبة وحزينة وتحدث لي مواقف غريبة فمثلا بعد أن تم إخبارى أنه تم تعيينى فى وظيفة بشركة حكومية وأثناء تجهيزي الأوراق عادوا وأبلغوني بأنه حدث خطأ من الموظف المختص وأنه لم يتم تعييني وهذا شيء غريب جداً لا أجد له أي تفسير، أيضا حدث أكثر من مرة أن يتقدم لي أحد الأشخاص عن طريق الأسرة أو المعارف وبعد تحديد موعد لزيارتنا مع الأهل لا يأتي وذلك دون أن يراني هو أو أي أحد من أسرته، علما بأننا عائلة محترمة ومتدينة ومستوانا الأدبي والاجتماعي جيد وإن كان المستوى المادي متوسط، فهل من المعقول أنه حتى الآن لم يدخل إلى بيتنا ولا خاطب واحد، وجميع المواضيع السابقة كانت مجرد حوارات تتم بين أهلي ومن يتقدم أو بالأصح أهله دون أن تتم أي زيارة لسبب لا أفهمه، أود الإشارة إلى أنه عندما كنت في مرحلة الدراسة كان أهلى يرفضون فكرة ارتباطي وكان يتم رفض كل من كان يتقدم لي حتى دون إخباري بالأمر وذلك بحجة عدم إشغالي عن دراستي، أما الآن فأمي قلقة من عدم زواجي إلى الآن بعكس ما كان يحدث في السابق، فخلال السنتين الأخيرتين لم يتقدم إلا 3 أشخاص مؤهلهم متوسط ولا أعلم شيئا عن تدينهم وإن كانت أخلاقهم جيدة لكنى أيضا متمسكة جدا بشرط المؤهل العالي والثقافة بجانب الشرط الأساسي وهو الدين والخلق، وإلا فما فائدة الوقت والجهد الذى بذلته للحصول على مؤهلي العلمي، أيضا تكثر الخلافات الأسرية في بيتنا وأشعر بالضيق من البيت وأتعامل بعصبية مع من فيه مع أني فى الخارج علاقتي جيدة بمن حولي، سؤالي هو: هل ما أنا فيه شيء طبيعي، أم حسد، أم مرض، أم ماذا، وما هو الحل لما أنا فيه، وهل أنا أخطأت في شيء؟ آسفة للإطالة وأرجو إرشادي لما فيه خير الآخرة أولاً ثم الدنيا... وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنشكرك على استقامتك على الحق، ونسأل الله عز وجل أن ييسر أمرك ويوفقك لكل خير، وبخصوص ما ذكرت من تعثرك في الحصول على وظيفة وتأخرك في الزواج وعدم إقبال الخطاب فلا سبيل لنا إلى الجزم بسبب معين له، ولا يبعد أن يكون الأمر مجرد ابتلاء، وقد يكون هنالك نوع من السحر ونحوه، فنوصيك بأمور ومن أهمها الصبر، فهو مفتاح للخير، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 56472.

ونوصيك أيضاً بالاستمرار في تلاوة القرآن وخاصة سورة البقرة والمحافظة على الأذكار الشرعية مع الإكثار من الدعاء ولا سيما في الأوقات والأحوال التي تكون الإجابة فيها أرجى، وسيأتيك ما هو مقدر لك بإذن الله، وننبهك إلى أن إصرارك على شرط المؤهل العالي كشرط فيمن يتقدم للزواج منك أمر لا ينبغي وقد يعيقك كثيراً في سبيل الحصول على زوج، نعم لا بأس بأن تطلبي نوعاً من المقاربة في المستوى، وههنا أمر آخر وهو أن كثرة رد الأهل للخطاب قد يحول بين الشباب وبين التقدم لخطبة ابنتهم، وهذا مما قد يغفل عنه كثير من الناس، فينبغي التنبه، وتراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 71454.

وأما حدوث الخلافات داخل الأسرة الواحدة فمما لا ينبغي، والخير كل الخير في تحري الحكمة في حلها، وأما العصبية ونحوها فمما تزداد به المشكلة تعقيداً، والواجب الحذر من أن تؤدي بك هذه العصبية إلى الجناية على أحد من أفراد الأسرة ولا سيما الوالدان، ويمكنك أن تراجعي في سبل علاج الغضب الفتوى رقم: 8038.

والله أعلم.