عنوان الفتوى : وضوء الأم وصلاتها وهي حائض لتعليم الأولاد
لي طفلان 4 سنوات و2.5 سنة أحاول أن أجعلهم يعتادون علينا (أمهم وأنا) نصلي، فهل يجوز لزوجتي وهي حائض ادعاء الوضوء والصلاة أمامهم حتى لا يفقدوا هذا التعود، مع ملاحظة استفسارهم الدائم لها لعدم أدائها للصلاة؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا داعي للتظاهر بالوضوء والصلاة لأجل الغرض المذكور ولا غيره، وذلك لأن الحائض ممنوعة من الصلاة فرضاً كانت أو نفلاً، كما أنها ممنوعة من الطهارة على وجه التعبد وهذه ليست حالة اضطرار حيث يغتفر فعل ما لا يشرع فعله، والذي ننصح به زوجتك هنا هو أن تنشغل بشيء آخر عند وقت الصلاة ما دامت في الدورة تجنباً لإحراج أسئلة الأطفال وتتركك أنت تقوم بما تحب أن تقوم به من الصلاة مع الأولاد ليتعودوا عليها بانتظام، مع أننا لم نجد نصاً يمنع مجرد القيام والركوع بلا نية ولا قراءة ولا على وجه التعبد، كما أنه لا مانع أيضاً من مجرد غسل أعضاء الوضوء بلا نية.
قال النووي في المجموع: أما الوضوء فلا يصح عندنا وعند الجمهور، بل تأثم به إن قصدت العادة كما سبق. انتهى.
وننبه هنا إلى أن هذا ليس مطلوباً منكما شرعاً ما دام الأولاد لم يبلغوا سبع سنين، فإن من المعلوم أن الصبي يؤمر بالصلاة إذا بلغ سبع سنين كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقد روى أبو داود وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع. وما دام الصبي لم يبلغ سبع سنين فلا يؤمر وليه بأمره بالصلاة ومع ذلك فلا مانع من تعويده عليها وترغيبه فيها من خلال اصطحابه إلى المسجد إذا كان ينضبط ويكف إذا نهي بالإضافة إلى جعله بجانب والده في الصلاة في البيت أيضاً.
والأولى في هذه السن أن يحفظ الأذكار اليومية وأذكار الأكل والشرب والنوم والاستيقاظ، وأن يعلم الأخلاق الفاضلة كالصدق والكرم ونحو ذلك، وللمزيد من الفائدة في هذا المعنى يرجى الاطلاع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 24106، 13159، 70105.
والله أعلم.