عنوان الفتوى : مساعدة المعلم للطلبة في الامتحان من الغش
أنا طالب في الثانوية في سورية وقدمت مؤخراً الامتحان، ففي 6 مواد كنت والحمد لله جيد ولكن في المادة الأخيرة قام مدرس اللغة العربية بتنبيهي إلى بعض الأغلاط التي كتبتها في ورقة الامتحان والتي تقدر بـ ( 5درجات)، علماً بأنني كنت لا أريد أن أغش وأنبه زملائي بعدم الغش لأنه كما ذكرتم في فتاوى سابقة أنها من البلايا العظمى، فأنا في هذه الحالة هل ارتكبت خطأ أم أن الدرجات التي أخذتها لا تعتبر من الغش العظيم، والدي يريد مني أن أسجل في فرع الحقوق وأنتم كما تعلمون نحن في سوريا لا نطبق الدين الإسلامي بحذافيره، فهل أختار هذا الفرع أم أبحث عن فرع آخر حلال.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان حكم الغش في عدة فتاوى -كما أشرت- منها ما جاء تحت الأرقام التالية: 2937، 10150، 56651.
ولذلك فإن ما فعلت يعتبر خطأً لا يبرره كون المعلم ساعدك فيه، فلا يجوز للمعلم مساعدة الطلبة عند الامتحان لما في ذلك من الغش والتعاون على الإثم... وعليك أن تتدارك الأمر بالتوبة إلى الله تعالى وعقد العزم على ألا تعود إليه فيما بقي من عمرك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما وحسنه الألباني.
وأما دراسة الحقوق والقوانين الوضعية إذا كان بقصد حسن كإيصال الحقوق إلى أهلها ودفع الظلم عن المظلومين أو تقليل الشر على العموم، وشغل هذا الاختصاص بعناصر طيبة بدلاً من غيرهم فهذا مقصد شرعي محمود، لأن الشريعة -كما قال أهل العلم- مبناها على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها.
ولذلك فإن بإمكانك أن تسجل في القسم المذكور بهذه النية فتجمع بذلك بين خيرين: طاعة والدك الواجبة في المعروف وعمل ما استطعت من الخير وتقليل ما استطعت من الشر، وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر في الفتوى رقم: 51272، والفتوى رقم: 31277 بإمكانك أن تطلع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.