عنوان الفتوى : هل يسوغ رد صاحب الدين والخلق بحجة عدم الارتياح له
أنا عمري 21 والدي متوفى ووالدتي متوفاة وإخوتي متزوجون وأنا أعيش معهم وتقدم لي شاب لخطبتي وهو على خلق، ولكني لا أشعر بارتياح إليه برغم من أني استخرت الله فيه وإخوتي يقولون لي بأنهم يرون أنه محترم، ولكني كنت أتمنى أي إنسان آخر إلا هذا ولكنه يحبني جداً ولكني لا أعرف كيف أرتاح له، وأهله أناس محترمون وأنا لا أحب أتكلم معه أبداً عندما يتكلم أسمع فقط، وخاصة عندما علمت أنه كان شخص آخر أكثر التزاما منه كان يريد خطبتي . وأرجوكم أفهموني، أنا كل ما أرتاح إليه حاجة تبعدني عنه، فأرجوكم أفيدوني أفادكم الله، علماً بأني لا أشتكي إلا إلى الله، ولكني محتاجة لأحد يفهمني ويقول لي أنت على صواب أو خطأ، أستمر أم لا ، هو هذا نصيبي وعلي الرضا به!!!؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن رفض الفتاة زواج من تقدم لها خطأ إذا كان ذا خلق ودين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. فقالوا: يا رسول الله وإن كان فيه، فقال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. قالها ثلاث مرات. فهذا الحديث يدل دلالة صريحة على تأكيد الاستجابة لخاطب جاء وهو بهذه الصفة، وأن رده يؤدي إلى الفتنة في الأرض والفساد الكبير، وكون الرجل مرضياً في الدين والخلق لا يعني أنه كامل من جميع النواحي، فقد قيل:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى * ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها * كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وبناء عليه؛ فإنا ننصحك بقبول الزواج بهذا الشاب إذا كان مرضياً في جانب الدين والخلق، ولا سيما إن كنت استخرت وكان أهلك ارتضوه فقد يكون نظرهم أقوى بصيرة من نظرك، ولا يشوش عليك ما يأتي في بالك من عدم الارتياح له، فكم من امرأة كرهت خطيباً ثم سعدت به بعد الزواج، فقد خطب فاطمة بنت قيس معاوية بن أبي سفيان وأبو جهم، فجاءت تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد، فكرهته، ثم قال: انكحي أسامة، فنكحته، فجعل الله فيه خيراً، واغتبطت. رواه مسلم.
والله أعلم.