عنوان الفتوى : أسباب الهداية وتزكية النفس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مستمع يقول: محمد مدين من السودان بور سودان يسأل ويقول: كيف يلتمس الإنسان أسباب الهداية، وكيف يزكي نفسه، هذا ما أود أن توضحوه لي جزاكم الله خيراً؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الجواب: أسباب الهداية يسرها الله جل وعلا، يسأل ربه التوفيق يقول: اللهم اهدني سواء السبيل، اللهم أصلح قلبي وعملي، وفي قراءته: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، يكون صادق يطلب ربه في قراءة الفاتحة، وهكذا، في سجوده يسأل ربه أن الله يهديه، يشرح صدره للحق، ويتعلم العلم، يسأل العلماء، يقرأ القرآن ويتدبر، يسأل ربه التوفيق والهداية وهكذا، هذه أسباب الهداية الضراعة إلى الله وطلبه الهداية، وصدقه إذا قرأت: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ [الفاتحة:6]، تقرأ بصدق وإخلاص، وتسأل العلماء عما أشكل عليك، تقرأ القرآن بتدبر حتى تستنير وحتى ينشرح صدرك، هذه أسباب الهداية نعم.
المقدم: الله المستعان.
وبالنسبة لتزكية النفس جزاكم الله خيراً؟
الشيخ: أما تزكية النفس فلا تزك نفسك، لا تقل: أنا وأنا وأنا إلا عند الحاجة، إذا كان دعت الحاجة مثل إنسان يتهمك بأنك لا تحسن البيع والشراء تقول: لا. أنا أحسن البيع والشراء، الحمد لله أعرف البيع والشراء، إنسان يتهم من طبيب ويتهمه يقول: لا ما أنت بطبيب، يقول: لا. أنا عندي إجازة .... الحمد لله طبيب في كذا وكذا وكذا، يخبره بالواقع، ما هو بقصد التزكية بقصد بيان الواقع، تبين الحقيقة، إنسان يقول لك: إنك -مثلاً- ما تكمل الصيام ما تعتني بالصيام، وإنك تغتاب الناس وإنك تفعل كذا، تقول: لا. أخطأت يا أخي! أنا الحمد لله أصوم صومي وأحفظ صومي وهكذا، هذا من باب الدفاع عن النفس، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.
هذا من باب الدفاع عن النفس، وماذا عن تطهير النفس سماحة الشيخ؟!
الشيخ: التطهير بطاعة الله، يطهر نفسه بطاعة الله ورسوله، بالاستقامة على دين الله يطهر النفس، التزكية للنفس بطاعة الله، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس:9]، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى [الأعلى:14]، أي: بطاعة الله، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا [ الشمس:10]، أي: بالمعاصي، أما قوله: أنا فلان، أنا الرجل، أنا الكريم، أنا أنا، يمدح نفسه، لا. الله يقول: فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم:32]، ثم أيضاً قد يفضي إلى التكبر، فلذلك لا ينبغي للعاقل أن يقول هكذا، يمدح نفسه لأجل الفخر والخيلاء، لا. أما للحاجة كما تقدم: للحاجة أنه يبين الحقيقة التي يجهلها غيره، يقول: ما أنت بطبيب؟ يقول له: أنا طبيب أعرف كذا وأعرف كذا ومختص بكذا، يقول له: إنك تبيع وتشتري بالخيانة والتاجر يقول: لا أبرأ إلى الله أنا الحمد لله أتحرى الحق، وهكذا، نعم.
المقدم: طيب، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.