عنوان الفتوى: الجائز والممنوع من الإجارة المنتهية بالتمليك
بسم الله الرحمن الرحيم سبق وأن استفسرت عن فتوى بخصوص عقود الإجارة بالتمليك التي يتبناها البنك العربي الإسلامي في الأردن ويتم تحويلي لأسئلة مشابهة وعندما أقرأ الإجابة أو الفتوى أرى أنها لا تتوافق مع ما يطرحه البنك من طريقة يؤكد على شرعيتها ولديه فتوى بها مفتي معتمد . وأنا ومن مثلي من عامة الناس أصبحنا في حيرة واحتيار شديد فيمن نقتنع ومن نستشير ... ولا اعرف ما أقول بهدا الخصوص (( ولكن حسبي الله ونعم الوكيل )) . أنا مطلبي ومن هم على شاكلتي لا نملك سوى راتب الوظيفة الذي يطعمنا ويكسونا _ والحمد لله _ ومع ذلك سأقتطع منه لشراء بيت لعائلتي ( بالتقسيط) لأنني لا أملك المال النقدي المباشر وإلا لما لجأت لأية فتاوى أو اقتراحات ... أرجو إرشادي وتوجيهي للجهة المختصة التي يمكنها أن تبيعني بيتا بالأقساط مهما كانت ... لطفاًً,,,,,,
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد فصلنا الكلام في حكم الإجارة المنتهية بالتمليك وما فيها من الصور الجائزة والممنوعة، و ذكرنا قرار مجمع الفقه الإسلامي بهذا الخصوص وذلك في الفتوى رقم : 6374، والفتوى رقم : 62577.
وأما بخصوص البنك العربي الإسلامي في الأردن فنحن لا ندري ما هي الطريقة التي يطرحها، لكن فيما ذكرنا من ضوابط الصور الجائزة والممنوعة ما نعتقد أنه يكفي في معرفة الحكم في الطريقة المطروحة وغيرها لمن كان مريدا للحق مجتنبا لاتباع الهوى.
ونعتذر عن دلالتك على جهة تبيعك بالتقسيط بطريقة شرعية، لعدم معرفتنا بطبيعة عمل الشركات لديكم، علما بأننا نعتب عليك أنك تريد توجيهك إلى أي جهة تبيعك بالتقسيط مهما كانت، أي مهما كان تعاملها، ومعلوم أن ذلك يقتضي التعامل مع الجهات الربوية التي تتعامل بالربا وتضع شروطا ربوية للبيع بالتقسيط، ولا يخفى خطورة ذلك، فقد قال عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُون . [ البقرة : 278-279] . ولعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء ، رواه مسلم.
فهل يغني هذا البيت ويدفع عنك حرب الله ورسوله ولعن الله ورسوله ؟ نرجو أن لا تحملك الرغبة في تملك بيت على الجراءة على محارم الله والتعرض لغضبه .
وَأَعْقَلُ النَّاسِ مَنْ لَمْ يَرْتَكِبْ سَبَبًا حَتَّى يُفَكِّرَ مَا تَجْنِي عَوَاقِبُهُ
نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات والتوفيق إلى ما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .