ثلاث وصايا نبوية في ليلتك
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
ثلاث وصايا نبوية في ليلتكأيها المسلم الكريم، ثلاث وصايا من وصايا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا تأخذ من وقتك سوى عشر دقائق في كل ليلة، ولكن هل تدري في تطبيقك لهذه الوصايا في كل ليلة ما لك فيها؟
لك فيها: (من مات في تلك الليلة دخل الجنة، وكفاية عن قيام الليل، ومن شر ما يؤذيه في ليلته، ونجاة من عذاب القبر).
الوصية الأولى: سيد الاستغفار..
من قاله ومات في تلك الليلة دخل الجنة.
عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ))، قَالَ: ((وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ))[1].
قال بدر الدين العيني (رحمه الله): "(سيد الاسْتِغْفَار) لِأَن السَّيِّد فِي الأَصْل الرئيس الَّذِي يُقْصَدُ فِي الْحَوَائِجِ وَيُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي الْأُمُورِ، وَلما كَانَ هَذَا الدُّعَاء جَامعًا لمعاني التَّوْبَة كلهَا استعير لَهُ هَذَا الاسم، وَلَا شكّ أَن سيد الْقَوْم أفضلهم، وَهَذَا الدُّعَاء أَيْضًا سيد الْأَدْعِيَة وَهُوَ الاسْتِغْفَار"[2].
الوصية الثانية: الآيتان من أواخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه:
عن أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ))[3].
ومعنى كفتاه: قال أهل العلم: كفتاه عن قيام الليل وقال آخرون: كفتاه شر كل شيء شر الشيطان، وشر الجن، والإنس في ليلته[4].
الوصية الثالثة: سورة الملك..
نجاة من القبر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ))[5].
وعن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: (من قَرَأَ: (تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك) كلَّ لَيْلَة، مَنعه الله بهَا من عَذَاب الْقَبْر، وَكُنَّا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نسميها الْمَانِعَة، وَإِنَّهَا فِي كتاب الله سُورَة من قَرَأَ بهَا فِي كل لَيْلَة فقد أَكثر وأطاب[6].
قال المباركفوري (رحمه الله): "معناه إن تلاوة هذه السورة في الحياة الدنيا تكون سببًا لنجاة تاليها من عذاب القبر"[7].
فحافظ على تطبيق هذه الوصايا في ليلتك لتنال كل هذه الفضائل: فهي تكفيك عن قيام الليل، وتحميك من شر ما يؤذيه في ليلتك، وإن متّ كان لك نجاة من عذاب القبر، وضمان لدخولك الجنة.
نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] صحيح البخاري، كتاب الدعوات- باب أَفْضَلِ الاِسْتِغْفَارِ:(8/ 83)، برقم (6306).
[2] عمدة القاري شرح صحيح البخاري لبدر الدين العيني:(22/ 278).
[3] صحيح البخاري، فضائل القرآن- باب فضل سورة البقرة:(6/ 231)، برقم (5009)، وصحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا- بَابُ فَضْلِ الْفَاتِحَةِ، وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَالْحَثِّ عَلَى قِرَاءَةِ الْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ: (1/ 555)، برقم (808).
[4] ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم (6/ 91)، وفتح الباري لابن حجر: (9/ 56).
[5] سنن الترمذي، أَبْوَابُ فَضَائِلِ الْقُرْآنِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ سُورَةِ الْمُلْكِ: (5/ 14)، برقم (2891) وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
[6] سنن النسائي، كتاب عمل اليوم والليلة - الفضل في قراءة تبارك الذي بيده الملك: (9/262)، برقم (10547).
[7] مرعاة المفاتيح للمباركفوري: (7/ 231).