عنوان الفتوى : من غش في الامتحان وحصل على شهادة وعمل بها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السادة الأفاضل، أعلم أنكم لا تحرمون مال من غش في الثانوية وتاب ودخل الكلية ونجح بها بمجهوده، ولكنني أعلم أن الإنسان إذا تاب فلا بد أن يتخلى عن الاستفادة بما وصل إليه عن طريق الحرام، هذه المسألة تنطبق علي لأنني دكتور أسنان ولكن دخلت كلية طب الأسنان بغش بعض الأسئلة في الثانوية، ولكن لم أغش في الكلية، وأنا أعمل الآن كطبيب أسنان، وتبت ولكنني أعلم أن من شروط التوبة التخلي عما وصلت إليه عن طريق الحرام شأنه شأن المال الحرام إذا استثمرته فلا بد أن أتخلص منه، برجاء الرد وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصحيح أننا قد بينا من قبل أن العمل بالشهادة التي تم الحصول عليها بالغش، إذا كان صاحبها متقناً له ومؤهلاً، ويؤديه بإخلاص وإتقان، وكان قد تاب من الغش، فإنه لا يكون عليه حرج -إن شاء الله- في شغل الوظيفة التي يتيحها له تخصصه، ولا يضره ما سلف بإذن الله.

كما أننا قد بينا من قبل أيضاً أن من شروط التوبة التخلص مما كان في حق الغير، أو الاستسماح من صاحب الحق إذا لم يكن من الحقوق التي يمكن قضاؤها، ولكن موضوعك هذا لم نتبين أنه مشتمل على حق للغير، لأنك ذكرت أن الغش الذي كنت قد مارسته كان في بعض الأسئلة في الثانوية، وأنك لم تغش في الكلية، فأنت قد تخرجت من الجامعة بكفاءتك الخاصة، فلم يبق عليك -إذاً- إلا أنك كنت قد أذنبت بما سبق من الغش في الثانوية، والواجب أن تتوب منه، مع أننا لو افترضنا أنك غششت في الكلية، ولكنك في النهاية قد نجحت وتخرجت بكفاءتك الخاصة، وكنت متقناً للمهنة التي تمارسها، فإنه لا يكون عليك إلا التوبة، لأن المسألة ليس فيها حق للغير حتى يوجب عليك التخلص منه، وإنما الخطأ فيها هو من باب ارتكاب أمر نهى الله عنه، كما هو الحال في الكذب وشرب الخمر ونحو ذلك، فالحق هنا حق محض لله الغفور الرحيم الذي يحب التوابين، والذي يبدل سيئات التائب حسنات فضلاً منه وكرماً ورحمه ومنة.

والله أعلم.