عنوان الفتوى : من اغتصب وهو صغير
أنا شاب مسلم عمري 29 سنة أقطن بالخارج حوالي 6 سنوات.أنا أعاني من مشكلة حطمت حياتي, أنا جد معقد.عندما كنت صغيرا عمري آنذاك حوالي 6 سنوات,قام الوحش عمي باغتصابي لا أذكر بالذات كم من مرة.لقد دمر مستقبلي،لا أحد يعلم بأمري سوى الله سبحانه وتعالى. لقد فقدت كل شيء . امتنعت عن الزواج لأنني جد متردد. كيف سأجد فتاة تقبل بوضع زوجها اغتصب وهو صغير. أنا الآن أخطط لقتله لأنه حكم علي بالعذاب في الدنيا. لقد فقدت الأمل في كل شيء . أرجوكم أن تساعدوني, أنا أتعذب وأبكي كلما أصلي. ماذا سأفعل لكي أنسى. إنه أمر صعب.هل أخبر أهلي بما حصل؟ من فضلكم أغيثوني من هذا العذاب. وشكرا .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن ييسر أمرك، وأن يقدر لك الخير حيثما كنت، ونرجو منك أن تهون على نفسك، وأن تتروى في أمرك، إذ لا ذنب لك ولا لوم عليك فيما حدث لك من قبل عمك -إن ثبت فعله ذلك- فإنك لم تكن في سن التكليف، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي.
ويغلب في مثل هذه الخواطر -التي ذكرت أنها تنتابك- أن تكون من وساوس الشيطان لينكد عليك حياتك، ويحزن قلبك، ولا سيما ما ذكرت من التفكير في قتل عمك، بل ولا يجوز لك أن تفعل ذلك، ثم إن مثل هذا التصرف قد يؤدي بالناس للبحث عن حقيقة ما حدث لك ، وفي هذا من الفضيحة ما لا يخفى، هذا مع العلم بأن الواجب عليك أن تكتم هذا الأمر عن الناس فلا تخبر به أحدا، سواء كان من أهلك أو غيرهم.
فالذي نوصيك به أن تستعيذ بالله تعالى، وأن تكثر من ذكره إذا عرض على قلبك مثل تلك الخواطر السيئة، واحرص على أن تملأ فراغك بكل ما هو نافع، وأن تصحب الصالحين الأخيار، ولا ينبغي أن تتردد في الإقدام على الزواج من امرأة صالحة، فهو مما قد يعينك في نسيان ما مضى، ولا يجوز لك أن تذكر لزوجتك حقيقة ما حدث لك، فلعلك أن تعيش حياة سعيدة إن عملت بهذه التوجيهات وأمثالها.
والله أعلم.