عنوان الفتوى : هل خلع النقاب يتسبب في عدم تيسير الزواج
أنا فتاة ابلغ من العمر 22 سنة لبست النقاب لمدة شهرين ثم خلعته بسبب أن الناس قالوا لي إن التي تلبسه لا تتزوج لأن الناس لا يرونها لكني خلال لبسه لم يتدفق إلى بيتنا الخطاب أكثر من أيام لبسه ولكني خلعته خوفا على مستقبلي كأي فتاة ووالله لما خلعته حرمت من مجيء الخطاب إلى البيت . سؤالي : هل من الممكن أن الله يعاقبني لخلعي النقاب بعدم زواجي ، علما أني أدعو الله دائما لكن ؟ والذي يؤنبني أكثر أني بعد خلعه انتسبت إلى كلية الشريعة فلا أحد يعلم كم أستصغر نفسي بانتسابي إلى هذه الكلية العظيمة .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك إيمانا وتقى، وأن يزيدك حرصا على الخير والطاعة والاستقامة.
وبخصوص لبس النقاب الذي هو تغطية المرأة وجهها فهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، وقد سبق أن ذكرنا هذا الخلاف بالفتوى رقم:4470، وذكرنا هنالك أن وجوب التغطية هو الراجح ومن حيث العموم فلا ريب أن للمعاصي أثرا على صاحبها، وقد يصاب المرء بسببها بشيء من مصائب الدنيا، وراجعي الفتوى رقم:41620، ولا نود لك التفكير فيما إذا كان الله قد عاقبك بسبب خلعك النقاب أم لا، بل نريدك أن تبادري إلى لبسه مرة أخرى فذلك أتقى لربك وأبرأ لذمتك، ولاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وقد يقدر الله لك بسبب لبسك النقاب من الخير ما لا تحتسبين، ومن ذلك أن ييسر لك أمر الزواج وليس صحيحا ما قيل لك من أن لبس النقاب سبب في عدم الزواج، فكم فتاة لبسته وتزوجت، بل ويرغب الرجال في الزواج منها بسببه، وفي المقابل كم فتاة لم تلبسه ولم تتزوج ويرغب الرجال عن الزواج منها بسبب عدم لبسها له، والأمر لله من قبل ومن بعد، فلا ينبغي أن تيأسي من دعائه في كل لحظة وحين، ولكل دقيق من أمرك وجليل، قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}
والله أعلم.