عنوان الفتوى : حقيقة تعذيب الكفرة والعصاة في البرزخ
هذا سائل للبرنامج رمز لاسمه بـ (أ. أ. أ) يقول: عندما يموت الإنسان وعند دفنه هل يعذب مدى موته حتى القيامة، وذلك إذا كان مسيئًا فعلًا وقولًا وعملًا، أم لفترة حسب الأعمال أو حسب أعماله، نرجو منكم التوجيه جزاكم الله خيرًا؟ play max volume
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله ﷺ أن العبد إذا وضع في قبره أتاه الملكان يسألانه: عن ربه ودينه ونبيه؟ فإن ثبته الله وأجاب الجواب الصحيح فتح له باب إلى الجنة يأتيه من نعيمها وطيبها، ويفتح له باب إلى النار يقال: هذا مقعدك لو كفرت بالله، قد أبدلك الله به هذا المقعد من الجنة، يراهما جميعًا، والكافر بعكس ذلك، يفتح له باب إلى النار يأتيه من عذابها وشرها وسمومها، وباب إلى الجنة يقال: هذا مقعدك لو هداك الله ولكنك كفرت بالله فحرمت هذا المقعد.
فظاهر السنة والكتاب أن المهتدي ينعم والكافر يعذب، لكن كيف يعذب؟ وكيف يستمر العذاب؟ هذا إلى الله سبحانه وتعالى، وهكذا كيفية النعيم إلى الله، ليس عند المؤمن إلا ما جاءت به الأحاديث، يؤمن بما جاءت به الأحاديث، أما كيفية النعيم واستمراره وكيفية العذاب واستمراره هذا إلى الله سبحانه، يقول الله في آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، دلت الآية على أنهم يعرضون غدواً وعشياً، ليس دائماً.
فالمقصود أن التعذيب والنعيم هذا يرجع إلى الله التفصيل والكيفية إليه سبحانه وتعالى، لكن نعلم أن المؤمن منعم في قبره والكافر معذب في قبره، وكيف النعيم؟ وكيف العذاب؟ هذا إلى الله سبحانه وتعالى، ليس عندنا إلا ما جاء به النص: أنه يفتح باب إلى الجنة للمؤمن ويأتيه من نعيمها وطيبها، والكافر يفتح له باب إلى النار نسأل الله العافية. وفي الصحيحين من حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على قبرين قال: إنهما ليعذبان، ثم قال: وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول -يعني: لا يتنزه من البول- وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، فأخبر أنهما يعذبان في هذين الأمرين، أما كيفية العذاب فلم يبين لنا.
أما العاصي فهو ذو الشائبتين، وليس في السنة والكتاب ما يوضح فيما نعلم كيفية نعيمه ولا كيفية عذابه هو على خطر، الذي يموت على معاصي لم يتب منها كالزنا، أو الخمر، أو العقوق، هو على خطر من العذاب، لكن لا يعلم كيفية ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، لكن ليس من جنس الكافر وليس من جنس المؤمن السليم بل هو بينهما، وفي الآخرة كذلك قد يعذب وقد يعفو الله عنه ويدخل الجنة، وقد يدخل النار لكن لا يخلد فيها، يعذب بقدر معاصيه ثم يخرجه الله من النار إلى الجنة، فحاله بين الحالين، هو الظالم لنفسه، لكن مصيره إلى الجنة منتهاه إلى الجنة والسلامة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.