عنوان الفتوى : إيضاح بشأن بعض صور الاستمتاع بين الزوجين
من خلال متابعتي واطلاعي على الأسئلة المطروحة والإجابة عليها بمسائل المعاشرة الزوجية الخ .وملاحظتي في تكرار بعض السائلين عن نفس الأسئلة المتعلقة بالجماع وغير ذلك من أمور متعلقة بين الزوج وزوجته، لذا أرجو توضيح الفتوى لهذه الأمور بصورة واضحة لتجنب التكرار بمعنى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإننا نشكر السائل الكريم على إيجابيته ومتابعته لما يكتب في مركز الفتوى، وننبه بخصوص ما تضمنه السؤال إلى أمرين:
الأول: أن التكرار الحاصل في الفتاوى ذات العلاقة بموضوع واحد مرجعه إلى اختلاف أحوال السائلين فيما يظهر لنا، وإلى اختلاف سياق الأسئلة، وإن كان مضمونها متقارباً في المحصلة، والسائلون عادة يحبون أن تفرد مسائلهم بفتاوى خاصة، ونحن نلبي ذلك قدر الإمكان.
الثاني: أن الذي نعلمه بخصوص الحكم المسؤول عنه هو: أننا لم نقل بتحريم أي من صور الاستمتاع بين الزوجين، ماعدا المستثنى المشار إليه، وهو: الإتيان في الدبر، أو في زمن الحيض والنفاس. وماعدا ذلك فلا نص على تحريم شيء منه، وقد ننبه عند بعض الصور المسؤول عنها إلى أنها مما يستقذر طبعاً، أو أن فيها خروجاً عن سنن الفطرة السوية، أو أنها مما هيجت عليه وسائل الإعلام، ونقل عن أقوام لا خلاف لهم من عباد الشهوات، وأنها غير معروفة في أوساط المسلمين.. نذكر ذلك من باب التوفيق بين الاستمتاع وسلامة الذوق واعتدال المزاج، لكن من غير تنصيص على التحريم فيما لم يرد بتحريمه نص، أو يتنزل عليه قياس جلي. وقد نرغب في الامتناع عن بعض الصور المسؤول عنها في باب الاستمتاع من باب سد الذرائع التي قد تفضي إلى الوقوع في المحرم، أو ملابسة النجاسة. هذا فيما نعلم منتهى ما تضمنته الفتاوى المدونة في هذا الباب، ولا نرى إعادة لتحرير فتوى في هذا الموضوع، ونستغفر الله من خطأ لم نتنبه له، أو فهم في غير محله.
ورحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا.
والله أعلم.