عنوان الفتوى : حكم التخلف عن الصلاة في المسجد بحجة الانشغال بذكر الله
يقول أخونا في سؤال آخر: يوجد جماعة من المسلمين يجتمعون في بيت رجل عالم في بعض الأيام يذكرون الله تعالى، وعند أوقات الصلاة يقوم أحدهم يؤذن للصلاة في البيت ويصلون في البيت، مع أنه يوجد في القرية مسجد على مسيرة عشر دقائق بينه وبين البيت، فما حكم عملهم هذا؟
الجواب: اجتماعهم في بعض الأحيان لقراءة القرآن والمذاكرة طيب، كان النبي ﷺ يذكر أصحابه ويجتمعون به ﷺ ويذكرهم ويعلمهم ويرشدهم، كان ابن مسعود يذكر أصحابه كل خميس ويعلمهم، فلا بأس بالاجتماع في بعض الأوقات للتذكير والمدارسة، بليل أو نهار.
أما تخلفهم عن الصلاة هذا لا يجوز يجب عليهم أن يصلوا في المساجد، وليس لأحد أن يصلي في البيت، إلا من عذر شرعي كالمرض.
وفي الصحيحين أن النبي ﷺ أنه قال: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم، فتوعدهم بتحريق البيوت على من تخلف عن الصلاة في جماعة، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر، قيل لـابن عباس: ما هو العذر؟ قال: خوف أو مرض.
وهكذا الحديث الصحيح فيما رواه مسلم في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: لما أتاه رجل أعمى وقال: يا رسول الله! ليس قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له عليه الصلاة والسلام: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم. قال: فأجب، وفي لفظ آخر: لا أجد لك رخصة، فهذا من ليس له قائد يلائمه ومع هذا يقال له: أجب، يعني: أجب الأذان.
ويقول عبد الله بن مسعود فيما رواه مسلم في الصحيح: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، فالتخلف عن الصلاة مع الجماعة منكر ومن خصال أهل النفاق.
فالواجب على المؤمن أن يصلي الصلوات الخمس في جماعة، وأن يحافظ على ذلك وأن يحذر التخلف، فالتخلف فيه مشابهة لأهل النفاق. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرا.