عنوان الفتوى : الحكمة من جعل صلاة الجمعة ركعتين
لماذا صلاة الجمعة التي تقام بالمسجد تكون ركعتين فقط؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تقرر أن العبادة مبناها على التوقيف، وأن الشرع ما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد أمر سبحانه وتعالى بالصلاة في الكتاب العزيز من غير بيان لمواقيتها، وأركانها، وعدد ركعاتها، فبينت السنة ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري من رواية مالك بن الحويرث.
وقد نص العلماء على أن الصلاة من الأحكام الشرعية التي لا يظهر للعباد في تشريعها حكمة غير مجرّد التعبد، وأن حكمة تشريع التعبديات استدعاء الامتثال، واختبار مدى الطاعة والعبودية.
ولهذا فإن السؤال عن نصب أسباب الصلاة، كزوال الشمس وغروبها، وتقدير أعداد الركعات إن كان على وجه الاعتراض فليس من الأدب مع الشارع جل وعلا، فحسبنا امتثال أوامر الله سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه، سواء ظهرت لنا حكمة ما شرعه أم لا، ومع كل هذا فلو قيل إن من الحكمة في كون صلاة الجمعة ركعتين بدل أربع: هو أن الجمعة قد انضمت إليها خطبتان تستغرقان - عادة - وقتاً أطول مما تستغرقه الركعتان اللتان أسقطتا، لما كان ذلك ببعيد.
والله أعلم.