عنوان الفتوى : يسافر يومياً ووجبت عليه كفارة الجماع.... ماذا يفعل؟
أريد أن أطرح سؤالي وأعلم أنه موجود ضمن الفتاوى السابقة ولكنني أريد أن أحدد أكثر لقد جامعت زوجتي في نهار رمضان ولا أجد رقبة أعتقها وفيما يتعلق بصيام شهرين فإنني لا أعلم إن كنت أستطيع أم لا حيث إنني أسافر يوميا مسافة 200 كم تقريبا ذهابا وإيابا إلى مكان عملي فهل تسقط عني كفارة الصيام للشهرين ويمكنني الانتقال إلى إطعام ستين مسكينا وهل يجوز إخراج الكفارة بالنقد وما هي القيمة تقريبا وهل يجب أداء الكفارة قبل قدوم شهر رمضان القادم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كنت لا تستطيع الانتقال من عملك هذا إلى العمل في مكان قريب من مسكنك، ولا تستطيع أن تأخذ إجازة لمدة تكفي لصيام شهرين، فإن الصوم في هذه الحالة يسقط عنك، وعليك أن تنتقل إلى الإطعام.
وذلك لأن سفرك الطويل المستمر إلى العمل يبيح لك ترك الصيام في رمضان، وينقلك من الإلزام بأدائه فيه إلى قضائه فيما بعد، لقول الله تعالى (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) [البقرة:184 ] وإذا كان الأمر كذلك، فإن الانتقال من الصيام إلى الإطعام في الكفارة بسبب السفر -بالشرط المتقدم- يعتبر مثل الانتقال من أداء الصيام في رمضان إلى قضائه في أيام أخر، أو أولى.
والكفارة هي: إطعام ستين مسكيناً، لكل مسكين مدٌّ من غالب قوت البلد وهو ما يساوي 750 جراماً ، والأولى أن تدفع للفقير طعاماً كما أمر الله تعالى، لأن جماهير العلماء يرون عدم إجزاء دفع القيمة؛ ولكن إذا لم يجد المرء فقراء يأخذون منه الطعام، فلا بأس أن يدفع قيمة الطعام لهم، وخاصة إذا كانت الحاجة إلى المال أشد.
وقد نص بعض أهل العلم المعاصرين على أن دفع القيمة في هذه الأيام أولى، نظراً إلى أن المقصود هو نفع الفقير. والنقود في هذه الأيام أنفع للفقير من الطعام.
وأما مقدار القيمة فإنه حسب الطعام في البلد الذي أنت فيه غلاء ورخصاً.
والله أعلم