عنوان الفتوى : قيام والدك بإتيان السحرة معصية، والخروج منها بالتوبة
والدي منذ زمن طويل أتى كاهناً أوساحراً واتبع كلامه الذي قاله له، ومن ضمنه أن يغتسل على قبر ما في مقبرة ما وغيره ، مع العلم بضعف الوازع الديني سابقا قبل حوالي 60 سنة فما الحكم؟ والسبب موت حوالي ستة أولاد لوالدي متتالين. جزيتم خيراً
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن السحر من أبواب الكفر، والساحر، ومثله الكاهن والمنجم كافر، قال تعالى.( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر…) [البقرة:102] ومعلوم أيضاً أن الذي يأتي الساحر أو الكاهن أو المنجم، مؤتمراً بأمره منفذاً له مصدقاً له، يدخل تحت الوعيد الشديد الوارد فيما رواه أحمد، وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما أنهما قالا: قال صلى الله عليه وسلم: " من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" حسنه السيوطي.
ووالدك بإتيانه الكاهن أو الساحر قد عصى وأثم، وارتكب كبيرة، ولكن الإنسان إذا أذنب فعليه أن يكفِّر عن ذلك بالتوبة، فقد روى الترمذي وأحمد، وابن ماجه، والدارمي من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون "، فبالتوبة يغفر الله كل الذنوب، ومنها إتيان الساحر والكاهن، قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات…) [التحريم:8] فإن كان والدك حياً فليتب وليستغفر، وإن كان متوفى، فاستغفر له أنت، وادع له، وتصدق عنه، والله غفور رحيم.
والله أعلم.