عنوان الفتوى : ضوابط جواز التعلم في المدارس المختلطة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا امرأة أقيم فى كندا إقامة غير محدودة وأنا فى حاجة إلى تعلم اللغة علماً بأن المدارس هنا مختلطة فماذا على أن أفعل أفيدونا جزاكم الله خيرا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهنا مسألتان:
الأولى: إقامتك في بلاد الكفر.
الثانية: حاجتك لتعلم اللغة، رغم أن المدارس مختلطة.
أما بخصوص إقامتك في بلاد الكفر، فإنها لا تجوز إلا لضرورة ملجئة، لا يمكن دفعها إلا بذلك، ويعظم الأمر إذا كان المقيم هناك امرأة، حيث لابد لها من محرم، كالأب، أو الأخ، أو الابن، أو الزوج... لحمايتها وصيانتها، والدفاع عنها إن احتاجت لذلك، مع وجود النهي الصريح من الرسول صلى الله عليه وسلم عن سفر المرأة وحدها بدون محرم، وقد سبقت أجوبة مفصلة بخصوص ذلك نحيلك عليها للفائدة، وهي تحت الأرقام:
5310 714 3420
وأما بالنسبة لتعلم اللغة، فالواجب عليك البحث عن مدرسة لا يوجد فيها اختلاط، أو عن وسيلة أخرى لتعليم اللغة، ولو كانت خارج المدرسة كأن تستأجري مُدرّسة خاصة.
وحيث كنت مضطرة إلى الإقامة في تلك البلاد، ونتج عن ذلك اضطرارك لتعلم اللغة، ولم تجدي وسيلة لتعلمها إلا عبر المدارس المختلطة، فلك أن تتعلمي في هذه المدارس من اللغة ما تخرجين به من دائرة الاضطرار، فإن تعلمت ذلك فانسحبي من تلك المدارس.
هذا مع التنبه إلى أن عليك الالتزام والتستر التام وقت خروجك من البيت إلى عودك إليه، وذلك بلبس اللباس الشرعي الكامل الذي يغطي جميع البدن، وأن يكون اللباس فضفاضاً غير ضيق، ولا مثير للفتنة، وأن تذهبي إلى المدرسة وأنت غير متعطرة، وأن تحرصي على أن تتعلمي اللغة من معلمات ومدرسات، وأن تتجنبي مخالطة الرجال، ومحادثتهم، والاحتكاك بهم ما أمكنك ذلك، لأن هؤلاء الرجال أجانب بالنسبة لك، ولا تجوز محادثتك معهم إلا لحاجة مع الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه في ذلك، ومنها تجنب الخضوع في القول، كما نوصيك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، والإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، ومرافقة أخوات مسلمات صالحات يعنك على الطاعة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه. والله أعلم.