عنوان الفتوى : حكم ترك معاشرة تاركي الصلاة ومؤاكلتهم
وهذه رسالة وردتنا من صلاح عبدالرحمن حسين مصري الجنسية يقيم بالعراق بالبصرة، يقول هذا السائل في رسالته: أسكن في حجرة مع بعض الإخوة المصريين وهم لا يصلون وأنا أصلي والحمد لله، ولكنني أنصحهم بالصلاة فيعتذرون بأعذار غير مقنعة، ولذلك فأنا لا أقبل أن أشترك معهم في الأكل وآكل لوحدي، وعندما تكلموا كثيراً حول سبب أكلي وحدي، ذكرت لهم أني لا آكل مع مسلم لا يصلي، فهل فعلي معهم هذا صحيح أم لا؟ play max volume
الجواب: نعم قد أحسنت وأصبت ما داموا يكابرون في ترك الصلاة ولم يقبلوا نصيحتك، فالواجب بغضهم في الله وعدم مصاحبتهم وعدم الأكل معهم؛ لأن هؤلاء مرتدون عن الإسلام في أصح قولي العلماء، من ترك الصلاة صار مرتداً في أصح قولي العلماء، فالواجب نبذهم وعدم صحبتهم، وينبغي أن لا تبقى معهم في الحجرة أيضاً بل تكون في محل آخر حتى لا يضرك قربهم؛ لأن صحبة الأشرار والقرب منهم فيه الخطر العظيم، فنسأل الله أن يمن عليهم بالتوبة وأن يهديهم لرشدهم وأن يعيذهم من شر الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وأن يمن عليهم بالتوبة، أما أنت فقد أحسنت في نصيحتهم وقد أحسنت في مفارقتهم حتى لا يصيبك شيء من شرهم. نعم.
المقدم: أثابكم الله، هو في الحقيقة يقول في آخر هذا السؤال: أنا لا أستطيع أن أسكن لوحدي نظراً لارتفاع الأجور وقد بحثت عن أناس يصلون لأسكن معهم حتى أفارق هؤلاء فلم أستطع، فما حكم بقائي مع مفارقتي لهم في الأكل ونحوه؟
الشيخ: لا حرج عليك حتى تجد مخلصاً، لا حرج عليك من البقاء معهم مع بغضهم في الله ومع النصيحة لهم حتى تجد مكاناً آخر وحتى تجد أصحاباً آخرين وأبشر بالخير، يقول الله سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3]، ويقول : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] فأبشر سوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً؛ بسبب صدقك وبسبب جهادك في سبيل الله في نصيحة هؤلاء والبعد من شرهم والبراءة من عملهم. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.