عنوان الفتوى : ترياق اليأس والتشاؤم
أنا طالب أدرس في الخارج على حسابي الخاص أدرس وأشتغل في نفس الوقت تم تداينت بمال من أصدقائي على هذا الحال بضع سنين ازداد ديني وكبر همي وزاد شوقي إلى أهلي، جميع الطرق مسدودة أحاول بكل جهد النجاح، كلما أريد فتح باب يقفل بسرعة في وجهي بعد هذا خسرت مالي وجهدي ووقتي، أستعين بالدعاء والبكاء إلى الله لا أدري ماذا أفعل، أنا حاليا فاقد الثقة في كل شيء، المدة الماضية درست بكل جد واجتهاد لامتحان مهم عانيت كثيراً حتي أصل إلى هذه المرحلة النهائية كنت فرحاً لأني سوف أعمل وأسدد ديني درست بجد، وتأتي النتجية غير منطقية دهشت ثم بكيت ولا أدري ماذا أفعل أنا مصدوم، لا أقوى سوى على الدعاء والبكاء إلى الله أهو عقاب أم بلاء أم سحر لا أدري؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أنه ليس أضر على الإنسان من أن يتسرب اليأس إلى نفسه أو يصيبه الوهن والضعف بسبب محنة أو ابتلاء قد مر به، وإن من سنة الله في العبد أن يبتليه بالمصائب والمحن ليمتحن صبره وعبوديته، كما قال الله تعالى: ألم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:1-2-3}.
فمن الخطأ العظيم إذاً أن تظلم الحياة في أعيننا لأجل محنة أو مشكلة تعرضنا لها، ثم إن على المسلم أن لا يسيء الظن بالله، فيعتقد أنه مبخوس الحق، ناقص الحظ، كأن لسان حاله يقول: ظلمني ربي ومنعني ما أستحق، ونوصيك بما يلي:
1- ليكن توكلك على الله واعتمادك عليه، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
2- احذر من التشاؤم.
3- أحسن الظن بالله تعالى، فإنه سبحانه أولى بكل جميل.
4- خذ بما استطعت من الأسباب ثم اترك النتائج إلى الله يقدرها سبحانه بحكمته وعلمه ورحمته، ونسأل الله أن يشرح صدرك وييسر أمرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم.