عنوان الفتوى : لا يؤخذ العلم من أي حد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يجوز أن آخذ من مذهب من عرف عنهم أنهم يسبون الصحابة ويتهمون عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وذلك في بعض الأمور في منطقة لايوجد فيها عالم سني ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالفتوى في أمور الدين لا تؤخذ إلا عمن كان أهلا لها، بأن يكون ذا علم ورعا تقيا متجنبا البدع كلها، ويخشى الله ويتقيه فيما يقول ، واعلم أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة وأفضلها وأبرها وقد أثنى الله تعالى عليهم أحسن الثناء، وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع من يعتد بإجماعه من هذه الأمة على حبهم وتوقيرهم قال الله تعالى : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة: 100 } وقال تعالى : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا {الفتح : 29 } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه . أخرجه البخاري ومسلم ، فكيف يمكن أن يؤخذ العلم عمن يسب من وردت فيه هذه النصوص ؟

وأما قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كفر مخرج من الملة بلا خلاف .

ومن هنا تعلم أنه لا يجوز لك أن تأخذ من مذهب من ذكرت من أمرهم ما ذكرت، ولو كنت في منطقة لا يوجد فيها عالم سني .

واعلم أنه لا يحل لامرئ أن يعمل عملا حتى يعلم حكم الله فيه ووسائل الاتصال بأهل العلم المستقيمين منتشرة وكثيرة .

والله أعلم .