عنوان الفتوى : تراعى حقوق أهل الزوج التي وجبت لهم بالإسلام
جزاكم الله تعالى كل خير، سؤالي هو أنني امرأة وعندي أطفال أهتم بهم ووقتي محصور لهم حتى أني لا أخالط الناس لأنهم يأخذون كل وقتي وحيرتي تكمن في أني أسكن قرب بيت حماتي وهم يتهمونني بأنني لا أزورهم كثيرا وأنني مقصرة بحقهم فهم دائما في عتب دائم علي يريدون أن أساعدهم في أعمال بيتهم رغم أني شرحت لهم وقتي كيف يذهب مع العلم أن زوجي غائب وأنا من تحضر كل شيء للبيت ولا يبقى عندي أي مجهود لغير بيتي وهم كثر ولا يريدون خدمة أنفسهم لأنهم يعتقدون أن الكنة ملزمة بمساعدة بيت حماتها وهذا يوقعني بحيرة هل أنا قاطعة للرحم أم لا إثم علي، يعني هل يجب أن أترك أولادي وأذهب لمساعدتهم حتى يرضوا قليلا عني مع العلم أنه في أي مناسبة عطلة مدرسية لا أوفر جهدا في مساعدتهم. وشكرا وبارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يعتقده أهل زوجك من كونك ملزمة شرعا بمساعدتهم أو خدمتهم في أعمال البيت ونحوها، ليس صحيحا، فلا يجب عليك ذلك ولا إثم عليك في تركه، ولا تعدين بذلك قاطعة رحم، وانظري ما سبق بيانه في الفتاوى التالية: 77681، 59860، 33290.
لكن ينبغي لك مراعاة حقوقهم التي وجبت لهم بالإسلام، وبالجوار، ومن حقوق الجوار ما ذكره الغزالي في قوله: ليس حق الجوار كف الأذى فقط، بل احتمال الأذى،.. ولا يكفي احتمال الأذى؛ بل لا بد من الرفق، وإسداء الخير والمعروف.. ومنها: أن يبدأ جاره بالسلام، ويعوده في المرض، ويعزيه عند المصيبة، ويهنئه عند الفرح، ويشاركه السرور بالنعمة، ويتجاوز عن زلاته، ويغض بصره عن محارمه، ويحفظ عليه داره إن غاب، ويتلطف بولده، ويرشده إلى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.. هذا إلى جملة الحقوق الثابتة لعامة المسلمين. انتهى
فينبغي لك الحرص على مشاعرهم ومحاولة كسب رضاهم قدر الإمكان، ولكن لا يكون ذلك على حساب واجبك تجاه أولادك وبيتك.
وفقك الله لما يحب ويرضى.
والله أعلم.