عنوان الفتوى : تأليف الكفار وضعاف الإيمان وترغيبهم بالمال
بسم المسيح الإله الحي - امين أقام الإسلام والمسلمون الدنيا ولم يقعدوها على تصريحات البابا حين قال إن الإسلام كان جاء بالسيف وهذا ما اكتشفته صحيحا لا بل أيضا بالإضافة إلى ذلك فقد كان محمد يبيع الإسلام بالأموال إن لم يستطع بالقهر والسيف وهذا ما سوف تندهش به عندما تقرأ سورة التوبة- الآية رقم 60 وفي موقعكم وفي تفسير القرطبي الذي يظهر في تفسيره الكثير من فظائع محمد حيث جاء في معرض تفسيره للمؤلفة قلوبهم الآتي المؤلفة من أسلم من يهودي أو نصراني وإن كان غنياً. وقال بعض المتأخرين: اختلف في صفتهم، فقيل: هم صنف من الكفار يعطون ليتألفوا على الإسلام، وكانوا لا يسلمون بالقهر والسيف، ولكن يسلمون بالعطاء والإحسان. وقيل: هم قوم أسلموا في الظاهر ولم تستيقن قلوبهم، فيعطون ليتمكن الإسلام في صدورهم. وقيل: هم قوم من عظماء المشركين لهم أتباع يعطون ليتألفوا أتباعهم على الإسلام. قال: وهذه الأقوال متقاربة، والقصد بجميعها الإعطاء لمن لا يتمكن إسلامه حقيقة إلا بالعطاء، أهذا هو الإسلام دين يشترى بأموال أو يتبع بالسيف، الله أعطى الإنسان العقل ليفكر وما على الرسل إلا التنبيه وإتمام الرسالة ( إنكم يا معشر المسلمين تفسرون على ما يبدو حتى تحسنوا الصورة غير الحقيقية عن محمد ).وأعطى عباس بن مرداس السلمي أباعر قليلة فسخطها. فقال في ذلك: كانت نهاباً تلافيتها بكري على المهر في الأجرع, الخ الكلام فقال محمد ( اذهبوا فاقطعوا عني لسانه%%. فأعطوه حتى رضي، فكان ذلك قطع لسانه ) في أي ورطة وضع محمد نفسه فيها أرجو التوضيح رجاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالآية 60 من سورة التوبة هي قول الله تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .
والذي قاله القرطبي عند تفسير المؤلفة قلوبهم هو ما يلي: الثانية عشرة: قوله تعالى: والمؤلفة قلوبهم، لا ذكر للمؤلفة قلوبهم في التنزيل في غير قسم الصدقات، وهم قوم كانوا في صدر الإسلام ممن يظهر الإسلام ، يتألفون بدفع سهم من الصدقة إليهم لضعف يقينهم. قال الزهري: المؤلفة من أسلم من يهودي أو نصراني وإن كان غنياً. وقال بعض المتأخرين: اختلف في صفتهم، فقيل: هم صنف من الكفار يعطون ليتألفوا على الإسلام، وكانوا لا يسلمون بالقهر والسيف، ولكن يسلمون بالعطاء والإحسان. وقيل: هم قوم أسلموا في الظاهر ولم تستيقن قلوبهم، فيعطون ليتمكن الإسلام في صدورهم. وقيل: هم قوم من عظماء المشركين لهم أتباع يعطون ليتألفوا أتباعهم على الإسلام. قال: وهذه الأقوال متقاربة، والقصد بجميعها الإعطاء لمن لا يتمكن إسلامه حقيقة إلا بالعطاء، فكأنه ضرب من الجهاد...
فأي عيب في هذا الكلام؟ وأين يمكن وجود هذه المعاني السامية في غير الإسلام؟!
ثم ما ذكرته من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطى عباس بن مرداس السلمي أباعر قليلة فسخطها. فقال في ذلك: كانت نهابا تلافيتها بكري على المهر في الأجرع, الخ الكلام فقال (محمد -صلى الله عليه وسلم-): (اذهبوا فاقطعوا عني لسانه % %. فأعطوه حتى رضي، فكان ذلك قطع لسانه).
فهذا الخبر -كما ورد في كتب السيرة- هو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أبا سفيان بن حرب مائة وأعطى صفوان بن أمية مائة وأعطى عيينة بن حصن مائة وأعطى الأقرع بن حابس مائة وأعطى علقمة بن علاثة مائة وأعطى مالك بن عوف مائة وأعطى العباس بن مرداس دون المائة ولم يبلغ به أولئك فأنشأ يقول:
أتجعل نهبي ونهب العبيد * بين عيينة والأقـــرع
فما كان حصن ولا حابس *يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما *ومن تخفض اليوم لا يرفع
إلى آخر شعره... فأتم له رسول الله مائة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقطعوا عني لسانه (لسان عباس بن مرداس) فأعطاه مائة من الإبل، وقد عاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أتقول فيَّ الشعر؟ فاعتذر وقال: بأبي أنت وأمي إني لأجد للشعر دبيبا على لساني كدبيب النمل ثم يقرصني كما يقرص النمل فلا أجد بدا من قول الشعر. فتبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: لاتدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين.
فقد أمر الشرع الحكيم بترغيب الكفار في الإسلام، ودعوتهم إليه ولو بالمال لتخليصهم من عذاب الله، وفرض لهم حقا في الزكاة تأليفا لقلوبهم. روى الترمذي عن صفوان بن أمية قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الخلق إلي، فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الخلق إلي...
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعطي ضعفاء النفوس ممن يعظم في قلبه حب الدنيا، ويحرم أعز الناس إليه، لعلمه بقوة إيمانهم وأن أمر الدنيا ليس هو غايتهم. روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن تغلب قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم مال فأعطى قوما ومنع آخرين فبلغه أنهم عتبوا، فقال: إني أعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكِلُ أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير منهم عمرو بن تغلب، فقال عمرو: ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم.
فإن تكفر -أيها السائل- بسمو هذه الأخلاق ونبلها فقد وكل الله بها قوما ليسوا بها بكافرين.
ثم لنعد قليلا إلى قولك أنت: بسم المسيح الإله الحي، فكيف يلتئم هذا مع عقيدتكم بأن المسيح عليه الصلاة والسلام قد صلب ومات يوم كذا ودفن في القبر؟!
ثم كيف تتصور الألوهية في مخلوق أوجده الله من امرأة، وأوذي في سبيل إبلاغ رسالة ربه أذى شديدا؟!
فوالله لو عدنا إلى ما في عقيدتكم من التناقض لضاقت به الصحف.
وهنا لا يسعنا قبل إكمال هذا الجواب إلا أن ندعوك إلى توحيد الله والدخول في الإسلام، الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه، ومن لقي الله على ملة غيره كان يوم القيامة من الخاسرين. قال الله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ {آل عمران:85}.
والله أعلم.