عنوان الفتوى : صحابة يعدل الواحد منهم ألف رجل
من هم الرجال الذين يعادل أحدهم ألف رجل الذين أرسلهم عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كثيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم بألف رجل لقوة إيمانه وشجاعته وإخلاصه وسداد رأيه.
ومن هؤلاء الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد.
وهؤلاء الذين أرسلهم عمر رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص مددا لفتح مصر لما أبطأ عليه الفتح؛ كما في كنز العمال وغيره. قال عمر رضي الله عنه: إني قد أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف رجل منهم مقام الألف.
وفي رواية عن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ على عمر فتح مصر كتب إلى عمرو بن العاص: أما بعد: فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر.. وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نياتهم، وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما أعرف؛ إلا أن يكون غيرهم ما غير غيرهم. فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم ورغبهم في الصبر والنية، وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، وأمر الناس أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة ووقت الإجابة، وليعج الناس إلى الله وليسألوه النصر على عدوهم.
فلما وصل الكتاب إلى عمرو جمع الناس وقرأه عليهم، ثم دعا أولئك النفر فقدمهم أمام الناس، وأمر الناس أن يتطهروا ويصلوا ركعتين ثم يرغبون إلى الله ويسألونه النصر ففتح الله عليهم.
ومن الصحابة الذين يعد أحدهم بألف خارجة بن حذافة. قال عنه ابن حجر في الإصابة: قيل: كان يعد بألف فارس. ومنهم طلحة بن خويلد الأسدي، قال عنه الذهبي في السير: كان طلحة يعد بألف فارس.
والله أعلم.